أكدت رئيسة جامعة الخليج العربي رفيعة غباش، أن الهبة التي منحتها حرم خادم الحرمين الشريفين سمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم الإبراهيم، إلى للجامعة والتي قدرت بستة ملايين دولار (24 مليون ريال سعودي)، تعد «أكبر منحة مالية تقدم لدعم الجامعة حتى الآن».
وذكرت بأن الدعم المالي جاء غير مشروط، وبأن الشرط الوحيد تمثل في استثمار المبلغ في مشاريع للبحث العلمي. منوهة بأن ذلك يعد مؤشر ثقة لإدارة الجامعة وتوجه لدعمها بطرق غير مباشرة.
جاء ذلك في تصريح صحافي لها في لقاء صحافي نظمته الجامعة ظهر أمس تم خلاله استلام غباش المنحة المالية من وزير التعليم العالي السعودي خالد العنقري، بحضور وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي.
كما أكدت غباش حرص المسئولين على دعم الجامعة باعتبارها مؤسسة علمية تسهم في دفع عملية التنمية في المنطقة. متمنية أن يخرج التعاون إلى مستوى الجمعيات الأهلية المعنية بالمجالات والتخصصات المختلفة في الجامعة، إضافة إلى المؤسسات الأكاديمية. وعن مركز سمو الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي والموروثات والأمراض الوراثية، أشارت إلى أنه منذ حوالي سنة كانت الجامعة بصدد الإعداد للمشروع، آخذة في الاعتبار الإمكانات المتوافرة. إضافة إلى سياسة الجامعة في دعم واستقطاب قادة ورؤساء دول مجلس التعاون وقريناتهم.
ونوهت غباش إلى أنها عرضت ثلاثة مشاريع على سموها في مجال العلوم الطبية، وبعد حوار علمي وموضوعي معها- كما قالت- تم اختيار موضوع الوراثة ليكون للجامعة مركز علمي خاص بذلك، ويمثل بيئة عمل مناسبة للباحثين في مجال الهندسة الوراثية والطب الجزيئي كأحدث تخصص يتعامل معه الباحث في مجال العلوم الطبية. كما ذكرت بأن فريق العمل الخاص بالمركز قام بزيارة إلى مواقع علمية كثيرة في المملكة العربية السعودية، منها مركز الوراثة في مستشفى الملك فيصل التخصصي. مشيرة إلى وجود تنسيق معهم على أساس أن يكون المركز نواة لمجموعة المراكز المتواجدة في المنطقة.
وأكدت أن الجامعة ستعمل على ألا يكون عمل المركز بمنأى عن بقية المراكز، بل ستسعى إلى التكامل معها.
وعن موقع المركز قالت بأنه بمجرد العلم بالموافقة على إنشائه، أفرد أحد أقسام الطب المكون من ثمانية مختبرات مجهزة كمقر مؤقت له، مشيرة إلى أنه سيتم السعي إلى إنشاء مبنى مستقل للمركز مستقبلا.
من جانبه قال وزير التعليم العالي السعودي العنقري، بأن استجابة سمو الأميرة لإنشاء المركز جاءت بناء على اهتماماتها بصحة الأسرة والطفل عموما، ودعما منها للأبحاث العلمية التي من شأنها الوقاية من الكثير من الأمراض في منطقة الخليج وخصوصا السعودية.
وذكر بأن الجامعة اختيرت لإنشاء المركز لعدة منطلقات منها التميز في حقل العلوم الطبية، والرغبة الجادة للعاملين فيها لتطويره. إضافة إلى أن ذلك يجسد التعاون المشترك بين دول المجلس ومشاركتها في دعم الجامعة، ولكون المملكة قريبة من المراكز العلمية في السعودية، ما يعني زيادة فرص التعاون فيما بينها.
كما نوه العنقري إلى أن الوزارة والجامعات السعودية ستدعم جامعة الخليج والمركز في جميع أعماله، مشيرا إلى أن المركز يسبق البرنامج الزمني لمشاريع أخرى مماثلة.
وقال وزير التربية والتعليم النعيمي، إن مبادرة حرم خادم الحرمين لإنشاء المركز تؤكد عمق العلاقات بين البحرين والسعودية. متمنيا أن ينتج عنه نقلة نوعية في مجال العلوم الوراثية وكل ما يرتبط بالجوانب الطبية أو البحثية. وأعرب عن أمله أن يسهم في خدمة المواطنين في جميع دول المجلس في مجال البحث الطبي، وأن يكون نواة للتعاون العربي المشترك في المجال العلمي.
من جهته أشار مدير المركز معز بخيت، إلى أن المركز يعد سبقا علميا وطبيا في المنطقة العربية، إذ يختص بأحدث المجالات الطبية. منوها إلى أنه تم وضع تصور لعمل المركز خلال المرحلة المقبلة، وبأنه يضم عدة أقسام منها قسم للخدمات التشخيصية، الأبحاث والتعليم، التحاليل الوراثية، ووحدة سريرية وإكلينيكية للمرضى.
وقال عميد كلية الطب في الجامعة حسام حمدي إنه يتم السعي إلى أن يقدم المركز خدماته إلى المجتمع الخليجي بأكمله. وذكر بأنه يعتبر مثالا للتقدم في المجالات العلمية المختلفة التي تشهد تطورات مهمة خلال السنوات المقبلة، باعتبارها مجال أمراض السكري والدم والشرايين
العدد 265 - الأربعاء 28 مايو 2003م الموافق 26 ربيع الاول 1424هـ