توجه اكثر من 40 مخلصا للمعاملات الحكومية والجمركية صباح امس إلى مدير ادارة تنمية القوى العاملة بالوكالة في وزارة العمل والشئون الاجتماعية اسامة العبسي للشكوى من بدء تطبيق نظام جديد لتخليص المعاملات في الوزارة واصفين النظام الجديد بأنه يتسغرق حوالي ثلاث ساعات ونصف الساعة لانجاز معاملة واحدة، وربما لا تنجز، بينما قال العبسي ان المخلصين لم يستوعبوا النظام الجديد، ما جعل ارقام المعاملات تتكدس لديهم وتحدث هذه المشكلة.
واكد انور غلوم ابراهيم (صاحب مكتب تخليص) ان المشكلة لا تكمن في النظام الجديد بل في طريقة تطبيق النظام الذي «اوجد ارباكا كبيرا جدا في تمرير المعاملات والحكم عليها»، مشيرا إلى ان النظام التقليدي والذي يقضي بالوقوف في طابور طويل لانهاء المعاملات، وفي وقت قياسي، فالمعاملة الواحدة كانت لا تستغرق اكثر من نصف ساعة مع وجود الازدحام، اما الآن - ومع النظام الجديد - فإن الاجراء يستغرق اكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة من اجل انهاء معاملة واحدة «وليتها تنتهي بالموافقة».
وقال اذا ارادت وزارة العمل اتباع نظام الترقيم في تنظيم عملية تخليص المعاملات فلابد لها اولا من «تطبيق نظام الموظف الشامل والذي يقوم بجميع الاجراءات وتخليص جميع المعاملات للمراجع الذي يزور الوزارة، وذلك من اجل تسريع العملية وتوفير خدمة افضل وحتى لا يحتاج المراجع إلى اخذ اكثر من رقم بسبب وجود اكثر من معاملة يريد تخليصها في وقت واحد».
واكد ان هذا الارباك ادى إلى تخوف المخلصين من ضياع الوقت من دون انجاز معاملاتهم بشكل سليم، واستشهد غلوم بأن «ادارة الهجرة والجوازات قامت بتطوير نظامها من اجل تديم خدمة افضل للمراجعين والمخلصين من خلال ايجاد موظف شامل يقوم بجميع الاجراءات التي يحتاجها المراجع في وقت واحد ومن مكتب واحد وهذا ما تفتقده وزارة العمل والشئون الاجتماعية التي قامت بتخصيص مكتب لكل نشاط من انشطة التخليص او المراجعين للحصول على تأشيرات استقدام العمالة الاجنبية».
وقال جعفر الاشول، احد المخلصين الحكوميين والجمركيين ان العبسي اجتمع ببعض المخلصين ظهر الاربعاء الماضي واخبرهم بتطبيق هذا النظام الجديد الذي يسعى إلى تطوير خدمات الوزارة المقدمة لمن يريد الحصول على العمالة الاجنبية، وان هذا النظام سيلغي جميع اللجان الموجودة في السابق لدراسة الطلبات والنظر فيها واقتصارها على بعض الموظفين من ذوي الخبرة في هذا المجال والرد على الطلب خلال 24 ساعة من تقديمه.
وفي حديث لـ «الوسط» اكد مدير ادارة تنمية القوى العاملة بالوكالة اسامة العبسي بالقول ان الوزارة قامت بوضع جهاز ترقيم لتنظيم عملية مراجعة المراجعين كما هو معمول به في الكثير من الاجهزة الحكومية والخاصة في الدولة، وان هذا النظام وزع الانشطة المتعلقة بالعمالة الخارجية إلى ستة انشطة بحيث يحدد كل مراجع نوع النشاط الذي يرغب في مراجعته واخذ الرقم للمراجعة.
واضاف «الا ان اخواننا المخلصين قاموا بالضغط على جميع الانشطة واصبح لكل مخلص اكثر من رقم ما سبب ارباكا للنظام وعملية المراجعة».
مؤكدا ان اي نظام جديد تشوبه بعض الاشكاليات وهو نظام طبق لليوم الثاني فقط، «وقد وعدنا المخلصين بأننا سنأخذ في الاعتبار المشكلات التي تسببت في تأخيرهم لتصحيحها في الايام المقبلة، كما طلبنا منهم عدم التوقيع على عريضة تتبنى اهم المشكلات التي اعترضتهم اثناء تنفيذ النظام الجديد».
مصور «الوسط» يتعرض للإهانة والعبسي ينكر والمخلصون مستعدون للشهادة
اثناء مشادة حدثت بين العبسي واحد المخلصين، كان مصور «الوسط» محمد المخرق يتابع الحدث وقال ان العبسي وجه اليه اهانة امام الجميع، ودفعه لكي يخرج من موقع التجمهر. الا ان العبسي اكد «ان المصور كان يصور تجمع المخلصين وحوارهم معي، ولفت انتباهي فلاش التصوير ما حدا بي إلى الحديث معه وطلب تصريح التصوير من قسم العلاقات العامة، الا ان المصور قال لي انه لا يحتاج إلى إذن من قبل الوزارة وهو مخول من قبل وزارة الاعلام بالتصوير في اي مكان... فوضعت يدي على كتف المصور وطلبت منه افساح المجال لانه كان واقفا امام البوابة وقلت له «تفضل» من اجل المرور. وأكد العبسي «من حق المصور الشكوى عليّ في وزارة الداخلية اذا اعتقد انني قمت بالاعتداء عليه، وهذا حقه الشرعي وعليه اثبات ذلك بالشهود، والبينة وليس اللجوء إلى الصحافة، فهناك اكثر من 30 شخصا موجودا يشهد على ذلك». بينما اكد المصور المخرق انه كان مرافقا للمخلصين الذين طلبوا منه الحضور معهم ليشهد على ما يجري في مكتب المسئولين، وشاهد مشادة كلامية حدثت بين العبسي وأحد المخلصين ما ادى إلى فقدان العبسي اعصابه عندما رأى وامض كاميرا التصوير (الفلاش) «معتقدا انني قمت بتصويره اثناء مشاجرته ما حدا به إلى التوجه إلى مسرعا ودفعني بشكل مهين ومحرج، وطلب منّي الخروج من المكان ووجه إلى اربع ضربات على ظهري».
بينما اجمع المخلصون على ان العبسي اهان المصور واحرجه من خلال دفعه بشكل قوي وطرده من مكان وجوده وتوجيه بعض الكلمات التي دعت المصور إلى «ملاسنته» والاصرار على موقفه، وقال احدهم «اننا مستعدون للشهادة اذا ما انكر العبسي الاعتداء على المصور فكلنا كنا واقفين ورأينا ما جرى»
العدد 255 - الأحد 18 مايو 2003م الموافق 16 ربيع الاول 1424هـ