ماذا لو أصبح فحص مستوى السكر في الدم بسهولة النظر في المرآة؟
قد تصبح هذه الفكرة حقيقة نتيجة للعمل الذي يقوم به باحثون في جامعة بيتسبرغ لتطوير عدسة لاصقة تقيس مستوى الغلوكوز في الدم، وهي ستحتوي على مجس ميكانيكي على حافة لعدسة يستطيع ان يستعملها أي فرد، حتى أولئك الذين لا يحتاجون الى نظارات طبية لتصحيح الرؤية.
ويقول استاذ الكيمياء في جامعة بيتسبرغ الذي طور المجس الذي يستطيع ان يكشف الغلوكوز في الدموع البشرية سانفورد اشر، إنه إذا نجح ابتكاره فإنه سيحدث ثورة في رصد الغلوكوز عند مرضى السكري.
ان المجتمع الطبي يحاول منذ سنوات العثور على طريقة غير مؤلمة تتيح للمصابين بالسكري ان يقسيوا مستوى السكر في دمهم. والمعروف ان ملايين الاشخاص المصابين بالمرض في العالم يعانون من آلام وخز أنفسهم عدة مرات يوميا لاستدرار الدم. وغالبا ما يشكو الاطباء ان حتى أكثر المرضى حرصا لا يفحصون مستوى سكرهم بشكل واف.
وبحسب الجمعية الاميركية للسكري فإن هذا المرض يكلف 91,8 مليار دولار سنويا في الولايات المتحدة منها 23,2 مليارا بشكل كلف طبية مباشرة، والابحاث المستمرة عن الأجهزة غير المؤلمة أسفرت حتى الآن عن تطوير ابتكارات مثل جهاز GlucoWatch الذي يبدو مثل ساعة اليد ويعتمد على تيارات كهربائية ضعيفة لقياس السكر في الدم.
وتعمل شركة CIBA VISION ايضا على صنع عدسة لاصقة للاستعمال اليومي ستكون قادرة على كشف مستويات الغلوكوز، بحسب الناطقة باسم الشركة كريستي مارادا. وتقتضي فكرة هذه العدسة تصويب ضوء على عين مستعملها، والعدسة ستغير لونها بحسب مستوى السكر في دم الشخص. وتقول مارادا: «لقد اجرينا دراسة صغيرة لمعرفة ما اذا كان ممكنا قياس الغلوكوز في الدم، لاتزال العدسة في مرحلة مبكرة من التطوير».
قد لا تصل العدسة الى الاسواق قبل مضي سنوات كثيرة.
ويقول اطباء انهم مهتمون بمثل هذه العدسات لأن كثيرين من المرضى يشكون من آلام الفحص ما يعني ان ثمة سوقا كبيرة للسلع غير التدخلية وغير المؤلمة. إلا انهم يشتبهون في ان مرضى السكري الذي يستعملون عدسات لاصقة للنظر، قد يكونوا أكثر اقبالا على استعمال العدسات اللاصقة المخصصة لقياس مستوى السكر من اولئك الذيم لا يحتاجون الى عدسات نظر لاصقة.
وقال نائب الرئيس للشئون السريرية للجمعية الاميركية للسكري ناثانييل كلارك: «واضح ان الأمر سيستغرق وقتا طويلا ومن الضروري ان نرى النتائج ونقارنها بطرق الفحص التقليدية. انما الحاجة الى العدسة اللاصقة للفحص موجودة فعلا». وقال الرئيس المشارك في معهد بيتهام للعين في مركز جوسلين للسكري في بوسطن ريتشارد كالدرسون: «ان المعهد يجري حاليا تجارب سريرية على العدسة لحساب شركة CIBA في جيورجيا».
وأضاف كالدرسون ان النتائج الأولية تشير الى ان مرضى السكري يستطيعون ارتداء نوع من العدسة التي تريد شركة CIBA ان تستعملها لعدسة الغلوكوز براحة الاشخاص غير المصابين بالسكري نفسها.
«ان الجميع يبحثون عن أفضل السبل لقياس السكري في دمهم ومراقبة مستوى الغلوكوز بأقل قدر من المداخلة. وهذه ليست أفضل طريقة فحسب بل انها أكثر راحة». أما العدسة التي يجري تطويرها في جامعة بيتسبرغ فهي تحتاج الى ثلاث سنوات قبل ان تصبح متوافرة في الأسواق.
وبالنسبة إلى العدسة التي يقومان بتطويرها ينوي أشر وأستاذ طب الاطفال ديفيد فاينغولد زرع لعدسة في العدسات اللاصقة.
وسيكون بوسع المريض ان يقيس مستوى الغلوكوز في دمه بالنظر الى المرآة ويقارن لون المادة الجاسة بلائحة الألوان على بطاقة خاصة.
ولم يتقرر بعد تدرج الألوان.
إنما اللون الأخضر هو للمستوى العادي والأحمر لمستوى الغلوكوز المتدني جدا والبنفسجي لمستوى الغلوكوز المرتفع جدا. ويقول فاينغولد: «تستطيع ان تحسن السيطرة على الغلوكوز تحسنا دراماتيكيا إما باستعمال الأنسولين او الأدوية الفموية المخفضة للسكر او ممارسة التمارين، ولكن عليك ان تعرف مستويات الغلوكوز».
ويقول أشر انه وفريق الباحثين الذي يعمل معه طورا حتى الآن المادة الجاسة للعدسة وسجلوا براءة اختراع التقنية وحشدوا المستثمرين لمباشرة تأسيس شركة.
وقد نشرت دراسة عن المادة الجاسة في عدد أول مايو/أيار الجاري لمجلة Analytical Chemistry التي تصدر عن الجمعية الاميركية للكيمياء.
(خدمة ا.ب
العدد 257 - الثلثاء 20 مايو 2003م الموافق 18 ربيع الاول 1424هـ