العدد 262 - الأحد 25 مايو 2003م الموافق 23 ربيع الاول 1424هـ

ملاحظات على مشروع بقانون لتأسيس الاتحاد الطلابي

تعقيبا على ما نشر في صحيفتكم الغراء في العدد الصادر يوم السبت الموافق 17 مايو/أيار الجاري والمتعلق بتقديم عضو مجلس الشورى ولجنة الخدمات فيصل فولاذ مسودة مشروع بقانون لتأسيس الاتحاد العام لطلبة البحرين، أود أن أشير إلى عدد من النقاط المهمة عن هذا الموضوع الذي يُعنى بشريحة عريضة في المجتمع هي فئة الطلبة.

في الوقت الذي تبذل - ولاتزال - جهود كبيرة من قبل إخواننا وأخواتنا الطلبة من أبناء بحرين الخير في الداخل والخارج لتأسيس مظلة قانونية حقوقية تلم شمل الطالب البحريني، وتنطق باسمه وتنادي بحقوقه وتسعى إلى حل مشكلاته، وفوق كل هذا تمثله وتمثل كل فرد ينضوي تحت هذه الشريحة، وفي الوقت ذاته الذي تصم فيه الجهات المعنية آذانها عن سماع النداء الطلابي، وتتجاهل فيه القوى والكراسي المعنية بالأمر كل الفعاليات والضغوطات التي يمارسها الطلاب، وفي الوقت نفسه الذي يحتاج فيه الطلبة لكل المواقف الداعمة لمسيرتهم ومطالبهم، فإنه لا تخفى عليهم أسس وقواعد أساسية لا ينبغي لهم تجاهلها أو تجاوزها.

بدأ الطلبة في البحرين عمهلم الفردي ومجهودهم الشخصي من دون دعم من صحافة أو واجهة إعلامية أو رسمية... حتى أن أخبار الاتحاد وأنشطته كانت تمنع من التداول وتمتنع الصحافة المحلية عن نشرها! كان ذلك عندما كانت في البحرين صحيفتان فقط، أي قبل بزوغ صحيفة «الوسط» في سماء البحرين . أما بعد ظهور صحيفة «الوسط» واهتمامها الملحوظ بالجانب الطلابي، فقد تغير الوضع على ما كان عليه وتسابقت الصحف للاهتمام بالقضية من دون تمييز، ولقي هذا التطور الإيجابي الداعم للحركة الطلابية في البحرين ترحيبا من قبل الطلبة.

إن الطلبة يرحبون بكل خطوة على الطريق الصحيح وتكون محفزة وداعمة للجهود الطلابية، ومن تلك الخطوات الدعم الواضح من قبل المؤسسات الأهلية وتأييدها ومتابعتها لشئون الطلبة بشكل عام، وأخيرا ما نشر بخصوص عزم فولاذ تقديم مسودة مشروع بقانون لتأسيس الاتحاد العام لطلبة البحرين، وأنه سيناقش مع المسئولين والمعنيين بالأمر مسألة إشهار وتأسيس اتحاد طلابي للطلبة البحرينيين.

وفي الوقت الذي نرحب فيه بهذه التوجهات، أريد الإشارة إلى نقاط أساسية لابد أن يضعها فولاذ نصب العين، وكذلك الاخوان الأعزاء شركاء العمل الطلابي .

أولا: لا يمكن تجاهل المجموعة الطلابية التي بادرت بطلب تأسيس الاتحاد الطلابي مدعومة بثلاثة آلاف طالب وطالبة من مختلف الهيئات التعليمية في الداخل والخارج. لقد بذل المؤسسون جهودا كبيرة، ومازالت الجهود مستمرة من أجل انتزاع قانون يسمح لهم بتأسيس وإشهار منظمتهم ومظلتهم الطلابية. وذكر فولاذ في سياق الخبر أنه «سيقوم خلال هذه المدة من اجازة مجلس الشورى بالاجتماع مع المسئولين في كل من وزارة التربية والتعليم ووزراة العمل والشئون الاجتماعية من أجل الاطلاع على آرائهم، وكذلك الاتصال بمجلس الطلبة في جامعة البحرين واللجنة الطلابية في معهد البحرين للتدريب واللجان الطلابية الاخرى على صعيد المملكة من أجل الخروج بمشروع قانون يعبر عن تطلعات طلبة وطالبات مملكة البحرين»، ولا نجد هناك أية إشارة إلى المجموعة التي بادرت بطلب اشهار الاتحاد الطلابي. كلمة اللجان الطلابية الأخرى لا تدل لا من قريب ولا من بعيد على هذه الفئة، فهم أساسا منضمون إلى جمعية أو لجنة طلابية. نتمنى أن يلتفت فولاذ إلى هذه النقطة وأن يعقد اجتماعات مع مؤسسي مشروع الإتحاد الطلابي في البحرين لمناقشتهم والإعتراف بهم، فهذا من شأنه خلق اطمئنان في نفوس الطلبة إلى سلامة التوجه الموجود.

ثانيا: هل سيكون المشروع المقترح لتأسيس الاتحاد الطلابي بديلا عن المشروع الذي تم تقديمه رسميا لوزارة العمل والشئون الاجتماعية وهو المشروع نفسه الذي تمت المصادقة عليه من قبل تنظيمات طلابية داخل وخارج البحرين؟ فقد ورد في سياق الخبر «واحياء الاتحاد الذي تأسس منذ الخمسينات» فماذا تحمل كلمة «احياء» من معاني في هذا المورد؟ هل هو إحياء بمعنى إعادة الحياة للواقع الطلابي؟ أم إشارة لإرجاع الاتحاد السابق؟ هذه نقطة لابد من الوقوف عندها. ولأهمية هذا الموضوع، ليس بوسعنا تجاهل أية كلمة تحتمل معاني متعددة ومتباينة ومن شأنها أن تثير المخاوف .

ثالثا: يشير الخبر إلى أن المشروع سيشمل الطلبة الدارسين في الخارج، وهنا نذكر أن أي مشروع بقانون وأية دراسة من هذا النوع، لابد أن يكون للطلبة الدارسين في الخارج دور فيه، ولابد من مناقشة الطلاب أنفسهم لهذا الموضوع. اختلف الزمان الذي يقرر فيه الآخرون مصير غيرهم في القطاعات الأخرى، وتنظيم العمل الطلابي وتأسيس المنظمات الطلابية لابد أن يكون من الطلاب أنفسهم وليس من أية جهة أخرى.

رابعا: إلى الاخوة والأخوات الأعزاء من الطلبة والطالبات... لابد من الالتفات إلى هذا الموضوع بجدية ومناقشته من أجل بلورة موقف وتوجه واضح بهذا الخصوص حتى لا نستفيق مستقبلا على محاولة أخرى من محاولات تغييب الحس الطلابي، فمن مجلس طلابي معطوب إلى اتحاد طلابي قد يكون زائفا هو الآخر.

بريطانيا - علي العصفور

العدد 262 - الأحد 25 مايو 2003م الموافق 23 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً