العدد 2552 - الإثنين 31 أغسطس 2009م الموافق 10 رمضان 1430هـ

هكذا أنت يا أخي

لم يمر في بال أحد من البشر أن الموت يخطف إنسانا طيبا خلوقا أحبه الجميع واحترمه كل من عاشره ولكنها إرادة الله التي هي فوق كل شيء فمن هو ذلك الإنسان؟ إنه الأخ العزيز جمال... الذي نشأ وترعرع في كنف عائلة طيبة طائعة لربها، فترى ذلك الأب المرحوم الذي كان يخدم الناس ويساعد الفقراء والمحتاجين ولا أحد يعرف عنه ذلك إلى حين وفاته، وكان من خدام الإمام الحسين (ع)، نعم وكذلك أنت يا أخي فقد سلكت نفس الدرب فكنت تساعد الناس ولا أحد يعرف عنك ذلك إلا القلة القليلة.

لقد كنت مخلصا في عملك بالإدارة العامة للمرور فحتى إجازتك السنوية لا تأخذها، فكنت تعمل طوال العام من دون كلل أو ملل، وكنت من خلال عملك وخبرتك تنصحنا وترشدنا للابتعاد عن كل ما هو مخالف للنظام لكي نسلم من مخاطر الطريق، لقد كنت مطيعا لله ولوالديك وكنت حريصا على أداء الصلاة في المسجد كلما سنحت لك الفرصة، ولا تترك صلاة الجماعة، وكنت مطيعا لوالدك المرحوم وتتبع أوامره وإرشاداته.

أخي العزيز... الكل شهد لك بصلة الرحم وهذه ميزة تميزك عن الكثير من الناس، فقد كنت كلما سنحت لك الفرصة للزيارة تأتي لزيارة والدتك، ومن ثم تأخذك رجلاك إلى بيوت الأهل واحدا تلو الآخر.

لقد فقدك محبوك وأصحاب المجالس الرمضانية الذين اعتادوا على زيارتك لمجالسهم في كل عام، حتى أن بعضهم أخبرنا بأنك وعدتهم بزيارتك لمجالسهم هذا العام.

أخي العزيز... اطمئن بأن الله وعدك بالجنة ودار القرار، لأنك لست ممن يطلبون الدنيا، بل عملك كان دائما للآخرة حتى في سفرك لم تسافر لغير مرضاة الله، فقد سافرت لزيارة الأئمة الأطهار وحج بيت الله الحرام فقط، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي لا مفر منه والذي استعددت له بكل إرادة لأنه يوم لقاء الباري عز وجل.

مازلت أذكر تلك الليلة والتي لن تمحى من ذاكرتي، وذلك حينما رنّ جرس الهاتف لأُفاجأ بنبأ وفاتك، فيا ليتني لم أشهد ذلك اليوم الذي نزل عليّ خبر رحيلك عن دار الدنيا كالصاعقة حتى كدت أن أسقط من هول الصدمة، ولا أظن أنني أنا الوحيد، بل كل من سمع بالخبر صعق وبعضهم لم يتمالك نفسه من البكاء.

كما أنني لا أنسى أمك التي فجعت بالخبر والتي تعاني من المرض، وعند سماعها بالخبر سقطت مغشيا عليها ونقلها الإسعاف إلى المستشفى لتبقى هناك بضع ساعات حتى أفاقت من غشوتها، ولكنها ظلت كسيرة القلب والبكاء لا يفارقها حتى يومنا هذا.

أخي العزيز... إنك لا تعلم ماذا فعلت بنا لفراقك هذا... لقد أيتمتنا جميعا وتركتنا عند اقتراب شهر الله وكأن لسان حالك يقول: لن أقضي معكم شهر رمضان هذا العام.

فقد تركت أما وزوجة مفجوعتين وبناتك وأولادك يتامى، فمن يمسح دموعهم ومن يشارك ابنتك الكبرى التي كانت تتجهز للزواج فرحة زواجها.

أخي الغالي... فقدناك وبكى عليك الصغير قبل الكبير ولكنها إرادة الله عز وجل التي هي فوق كل شي، فنسأل المولى عز وجل أن يحشرك مع من تتولاهم مع محمد وآله الطيبين الطاهرين.

أخوك: حبيب علي الإبريق

العدد 2552 - الإثنين 31 أغسطس 2009م الموافق 10 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:20 ص

      أقوال في الموت

      # الموت ترح و وحشة للأشرار و فرح و بهجة للأخيار. #يجب أن لا نودع الطيبين بالنحيب و العويل ، بل بالتراتيل و الترانيم ، لأن فراقهم لأهل الدنيا يعني لقاءهم بسكان الفردوس. فطول الله أعماركم و عظم أجوركم في الدارين . و السلام عليكم. أخوك عبد علي فريدون / أبو إلياس

    • زائر 2 | 11:04 م

      جمال حقاً كنت للأخلاق جمال

      رحمك الله يا جمال واسكنك الفسيح من جناته
      كنت سموح المطلع رقيق الكلام حسن الأخلاق
      رحمك الله يا جمال وخلف على عقبك في الغابرين
      اخيك سعيد الشيخ

    • زائر 1 | 10:51 م

      إلى الأخ العزيز حبيب علي الإبريق

      إنّا لله و إنّا إليه راجعون.الله يصبركم جميعاً، و يجعل الجنة مثواه.

اقرأ ايضاً