العدد 2307 - الإثنين 29 ديسمبر 2008م الموافق 01 محرم 1430هـ

واشنطن تشترط على «حماس» تهدئة دائمة

ارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أمس (الإثنين) إلى 345 بينهم 57 مدنيا، إضافة إلى إصابة نحو 1600 آخرين بينهم مئتا جريح في حالات خطرة أو حرجة.

وفيما دعا أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه إلى «عقد القمة العربية بشكل فوري في القاهرة»، طالب البيت الأبيض حركة «حماس» بوقف إطلاق صواريخها على «إسرائيل» وبقبول وقف دائم لإطلاق النار، وذلك لوضع حد للأعمال الحربية.

وفي البحرين استنكر المئات، بينهم نواب وشخصيات بارزة، صمت الدول العربية حيال المجازر التي يقوم بها العدو الصهيوني في قطاع غزة، وذلك خلال اعتصام دعت إليه 7 جمعيات بحرينية نظم عصر أمس (الإثنين) في الساحة المقابلة لجامع الفاتح الإسلامي.


في اعتصام دعت إليه الجمعيات السياسية السبع

البحرينيون يستنكرون الصمت العربي حيال مجزرة «غزة»

الجفير - علي الموسوي

عبّر المئات من المواطنين نساء ورجالا، وعدد من النواب والشخصيات البارزة في البحرين، عن غضبهم واستنكارهم لصمت الدول العربية، عن المجازر التي يقوم بها العدو الصهيوني في غزة، مرددين عبارات مناهضة لـ «إسرائيل» ومشككة في مبادرات الحكام لتخليص الشعب الفلسطيني من مسلسل المجازر المستمر، وذلك من خلال اعتصام دعت إليه الجمعيات السياسية السبع، وأقيم في الساحة المقابلة لجامع الفاتح الإسلامي بالجفير.

من جهته دعا الباحث والمحلل السياسي علي فخرو الجمعيات المنظمة للاعتصام ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى إلى العمل على 3 أهداف رئيسية، تبدأ بإيقاف التطبيع مع الكيان الصهيوني، لما في ذلك الأثر الكبير والمهم للتغلب على المآسي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة.

وأضاف فخرو في كلمة قصيرة ألقاها في الاعتصام، أن على الشعب البحريني بكل أطيافه الضغط المستمر على الجمهورية العربية المصرية، لفتح معبر رفح، والسماح بدخول المساعدات للفلسطينيين، مؤكدا أن فتح المعبر سيكون شوكة في خصر العدو، بحسب تعبير فخرو.

وعن الهدف الثالث قال فخرو: «يجب أن نعمل المستحيل، ونضغط بكل قوة على الإخوة الفلسطينيين، لقطع الاتصالات كافة مع العدو الصهيوني، منوّها بالدور الذي يجب أن تلعبه كل الأنظمة العربية تجاه ما يحدث الآن في غزة.

وأكد فخرو ضرورة العمل على إنجاز الأهداف الثلاثة السابقة، لأن الغضب العربي إذا لم يعقبه فعل فلا فائدة منه، مبينا أن دمعة طفل غزاوي أبلغ من الكلام الذي يقال هنا أو هناك.

من جهته، وصف عضو الأمانة العامة في التجمع القومي الديمقراطي جمال السلمان تعاطي الأنظمة العربية تجاه ما يحدث في غزة بـ «العار».

وقال السلمان في كلمة ألقاها بالنيابة عن الجمعيات السياسية المنظمة للاعتصام: «العمل الوطني الديمقراطي (وعد)»، «الوفاق الوطني الإسلامية»، «المنبر الديمقراطي التقدمي»، «التجمع الوطني»، «التجمع القومي»، «العمل الإسلامي» (أمل) و«الإخاء الوطني»، قال السلمان: «حتى هذه الساعة يتواصل شلال الدم لأهلنا في غزة الصابرة المجاهدة بأهلها، والتي تدفع اليوم ثمن صبرها وإصرارها على مقاومة العدوان الصهيوني الغاصب».

وأضاف إنّ «غزة تدفع ثمن جهاد أبنائها وحقهم في حياة حرة كريمة على أرضهم، بعد أن فرط بها وبأهلها العرب الأقربون الذين يريدون إسكات صوت كل مقاوم خوفا على كراسيهم وخوفا من غضب أميركا عليهم، مشيرا إلى أنّ «غزة أذاقت الطعم المر للاحتلال الصهيوني، حتى تمنى إسحق رابين أن يصحو وقد أصبحت غزة في قاع البحر».

ولفت السلمان إلى أن «ما يحدث في غزة عار على النظام العربي الرسمي الذي تتواصل اتصالاته مع العدو الصهيوني في السر والعلن»، متسائلا: «ما معنى أن يجتمع مجلس الجامعة العربية فتؤجل اجتماعاته بسبب عدم توافقهم، ولماذا تحاول دول عربية منع عقد القمة العربية لكي لا تحرج الأنظمة العربية المتواطئة سرا وعلنا مع هذا العدوان».

وقال عضو الأمانة العامة في التجمع القومي الديمقراطي: «الصمت تآمر والمشاركة في الحصار والتجويع تآمر، واستمرار الاتصالات أيضا تآمر»، مضيفا أنه «لم تعد تكفي الإدانة والاستنكار، بل لا بد من موقف لإيقاف هذه الجريمة البشعة وإفشال أهدف العدوان». وتساءل: «ماذا جلبت كل مفاوضات ما يسمى بالسلام مع هذا الكيان الغاصب الذي ديدنه الإجرام وارتكاب المذابح، ما معنى أن تمارس الحكومات العربية الصمت والتخاذل تجاه الحصار المتواصل المفروض على غزة، وانتهاء بالمذبحة المروعة التي تجري حالياّ». وأضاف السلمان «إن الكيان الصهيوني ما كان ليجرؤ على مواصلة الحصار وارتكابه المجازر، لولا الهوان العربي والتخاذل والتآمر، لإسقاط ومحاربة كل قوى الممانعة في الوطن العربي (...)، في وقت أثبت نهج المقاومة أنه هو الرد الفعال لدحر الاحتلال في كل بلد عربي».

وطالبت الجمعيات في بيانها الجماهير العربية والقوى الحية، التي خرجت للشارع صارخة برفضها الاحتلال بأن تصعد من نضالاتها وأشكال تضامنها المادي والمعنوي، وأن تتوحد مع خندق المقاومة، وعلى الفصائل الفلسطينية أن تتوحد وتتجاوز الخلافات، وتصويب بندقيتها نحو العدو الصهيوني».

هذا وحمل المعتصمون أعلام فلسطين وصورا معبّرة للمجازر الدامية التي يقوم بها العدو الصهيوني في غزة، ولوحظ في الاعتصام وجود بعض العائلات الفلسطينية، والتي بدا واضحا عليها حجم التأثر بما يجري على أهلهم في قطاع غزة.


اعتصام في مدينة عيسى لمناصرة أهل غزة

مدينة عيسى - جمعية المنبر الوطني الإسلامي

نظمت جمعيات المنبر الوطني الإسلامي والإصلاح ومناصرة فلسطين اعتصاما حاشدا لمناصرة أهل غزة وللتنديد بمجازر الكيان الصهيوني بمدينة عيسى.

وشارك في الاعتصام أكثر من ألف مواطن ما بين رجال ونساء، ويأتي الاعتصام ضمن عدد من الفعاليات التي نظمتها الجمعيات الثلاث للتنديد بالمجازر الصهيونية وحرب الإبادة التي يمارسها الكيان الصهيوني في غزة، ولمناصرة الشعب الفلسطيني الأعزل وللإعلان عن رفض الشارع البحريني لما يحدث من أعمال إجرامية.

وحمل المتظاهرون لافتات تدعو إلى استمرار المقاومة بشتى الصور وعدم الاستسلام، وأخرى تندد بمواقف الحكام العرب وأميركا والاتحاد الأوروبي، كما حُملت صور لأطفال أصابتهم الغارات الصهيونية.

وطالب المشاركون الدول العربية بقطع جميع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وفتح معبر رفح بصفة دائمة لإدخال المعونات الإنسانية والعلاجية إلى القطاع، كما طالبوا الحكومة البحرينية بإرسال معونات ومساعدات إلى أهالي غزة.

وفي كلمته أمام المعتصمين ندد رئيس الهيئة الاستشارية لجمعية المنبر الوطني الإسلامي النائب صلاح علي بالمجازر التي تقع في غزة، مطالبا الحكومة البحرينية بسرعة إرسال معونات غذائية وعلاجية إلى الشعب الفلسطيني. وشدد على ضرورة تحرك الشعوب العربية والإسلامية لمطالبة الأنظمة العربية بالضغط على الصهاينة.

من جهته دعا النائب إبراهيم الحادي إلى دعم المقاومة الفلسطينية ماديا ومعنويا، والعمل على نصرة الشعب الفلسطيني بكل السبل.

وفي اتصال هاتفي من غزة أكد أحد قيادات حماس أن المقاومة ستستمر ولن تكسرها الغارات والمجازر التي يرتكبها الكيان الفلسطيني، مطالبا الشعوب بالاستمرار في الاحتجاجات والمظاهرات للتنديد بالاعتداءات ولنصرة الشعب الفلسطيني، ووجه المتحدث الشكر للشعب البحريني على وقفاته ومسيراته الداعمة للشعب الفلسطيني.

وقد أصدرت جمعية المنبر الوطني الإسلامي بيانا نددت فيه بالاعتداءات على غزة، مطالبة بتحرك عربي وإسلامي للتصدي لما يقوم به الصهاينة من مجازر.

وحمل البيان «الأنظمة العربية والإسلامية مسئولية ما يحدث في غزة من إعدام جماعي للفلسطينيين». ودعا إلى عقد قمة عربية عاجلة، وقطع العلاقات، وفتح معبر رفح بصفة دائمة لإدخال المساعدات، كما طالب المجتمع الدولي بالتحرك ووقف العدوان على غزة. وطالب دول مجلس التعاون الخليجي باتخاذ مواقف ضد ما يحدث في قطاع غزة والعمل على اتخاذ قرارات من شأنها التخفيف عن ابناء غزة، والعمل على اتخاذ موقف حازم من الولايات المتحدة الأميركية الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني.


«الهلال الأحمر» تجتمع اليوم مع «العدل» لبحث مساعدات «غزة»

الوسط -محرر الشئون المحلية

كشف الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر البحرينية صادق الشهابي أن اجتماعا سيعقد اليوم (الثلثاء) مع وزير العدل والشئون الإسلامية ورئيس لجنة المساعدات الإنسانية الشيخ خالد بن علي آل خليفة، سيبحثون خلاله الاحتياجات والمساعدات التي وجّه عاهل البلاد لإرسالها بصفة عاجلة إلى قطاع غزة.

وأوضح الشهابي أنّ المساعدات ستكون عن طريق إرسال مبالغ نقدية إلى الجهات المعنية في فلسطين، على أن يتم شراء كل الاحتياجات من الأسواق الفلسطينية، إذ إن شراء المساعدات العينية وإرسالها إلى الأراضي الفلسطينية يتطلب وقتا طويلا، إضافة إلى جهد ومواصلات، بحسب الشهابي.

وأفاد الشهابي أن إرسال المساعدات سيتم بالتعاون مع السفارة الفلسطينية في البحرين وجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، وسيتم التواصل معهم لمعرفة أسهل الطرق لوصول المساعدات، مضيفا أنّ جمعية الهلال الأحمر البحرينية سبق وأن أرسلت مساعدات لفلسطين، وقامت بشراء كل الاحتياجات وتوزيعها على الشعب الفلسطيني.

وقال الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر البحرينية: «إنّ المجازر الدامية التي تحدث حاليا في غزة، بعيدة كل البعد عن الإنسانية، وتعبر عن موت الضمير».

وأضاف: «نحن في الجمعية نسعى للاهتمام بالمبادئ الإنسانية في الحروب، وما نشهده في غزة يعكس القسوة التي يمارسها العدو الصهيوني»، مشيرا إلى أنه من الواجب أن يكون الجميع في أسرة إنسانية، ويسعد كل واحد الآخر، وليس العمل على إبادته وقتله.

وأمَل الشهابي في أن يتوقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وأن تزول هذه المآسي عن الفلسطينيين، وخصوصا أهالي قطاع غزة.


رفض التعويل على «عكازة حزب الله»... علي فخرو في حديث مع «الوسط لايف» عن مذبحة غزة:

الفلسطينيون هم الوحيدون القادرون على تغيير قضيتهم من سلطة «كنتونات» إلى كفاح جديد

الوسط - ريم خليفة

شهد قطاع غزة السبت الماضي يوما دمويا غير مسبوق من حيث حجم الغارات الجوية المكثفة والمتزامنة التي شنها الجيش الإسرائيلي، إذ سقط مئات الشهداء، وهو رقم مرشح للارتفاع بسبب تجاوز عدد الجرحى في وقت خلت المستشفيات من إمكانات علاجهم ومن الأدوية، فيما توعدت «إسرائيل» بمواصلة العمليات إذا ما لزم الأمر، مشيرة إلى أن ما جرى هو البداية، كما نددت حكومة حماس والقوى الفلسطينية بالمجازر مشددة على تمسكها بالمقاومة ودعت عناصرها إلى الرد عسكريا.

وللتعرف على أبعاد مذبحة غزة التقت «الوسط» أمس عبر برنامج «الوسط لايف» الوزير السابق والباحث والمحلل السياسي علي فخرو، الذي قال في حديث للبرنامج الذي تم بثه أمس على «الوسط أون لاين» عبر موقع «الوسط» الإلكتروني، إن المجتمع المدني السياسي العربي مجتمع مفكك ضعيف عاجز لا يريد أن يشتغل، مشغول يوميا بخبزه وأكله، مقموع من قبل الأنظمة بشكل بالغ الخطورة ومنشغل أيضا بانتماءاته الفرعية، الانتماء المذهبي والانتماء القبلي وكذلك خروجه تماما عن الانتماء العربي العام.

وأضاف فخرو «كل هذه النقاط مع الأسف الشديد تصب في أن الأخوة الفلسطينيين هم الوحيدون الآن، ليس مؤتمر القمة ولا غيره ولا مجلس الأمن ولا آخره، هم الوحيدون الذين يجب أن يغيروا نهائيا تصورهم من قضية سلطة على قطعة أرض وكنتونات صغيرة إلى قضية كفاح وطني، إذا غيروها إلى ذلك الاتجاه وبدأوا يتفقون جميعا دون استثناء ويفجروا الواقع يعني نضال جديد ضد المحتل إذا لم يفعلوا ذلك، فأنا أعتقد أن القضية الفلسطينية ستدور حول نفسها إلى أن لا يبقى من الأرض الفلسطينية إلا القليل القليل جدا.

وهذا نص اللقاء:

هناك دعوات لعقد قمة عربية طارئة بسبب أحداث غزة، برأيك ماذا يمكن أن يقدمه القادة العرب لحكومة حماس في مثل هذا الوقت؟

- شخصيا، أعتقد أن القمة العربية المقبلة لن تقدم كثيرا. فكيف تقدم والعديد من الدول العربية لديها تطبيع سياسي وقد يكون أكثر من سياسي مع الكيان الصهيوني؟ وعلى رغم كثير من الأحداث وكثير من التراجعات في القضية الفلسطينية، فإنها لم تجرؤ في يوم من الأيام على إغلاق سفارة أو إغلاق مكتب أو إيقاف التطبيع الاقتصادي الذي الآن يتكلم عنه الناس وخصوصا بين منطقة الخليج والكيان الصهيوني، إذا أنا أعتقد أن هذه الدول التي بعضها أيضا متعاطف أشد التعاطف مع السلطة الفلسطينية ضد السلطة الموجودة في غزة، وفي الوقت نفسه الأخبار التي تسربت منذ بضعة أيام بأنه في اجتماعات نيويورك وفي اجتماعات شرم الشيخ من قبلها، كانت هناك دول تؤكد للكيان الصهيوني وللولايات المتحدة الأميركية أنها ترى في حماس خطرا كبيرا عليها، وبالتالي آن الأوان لأن يفصل رأس حماس عن جسدها.

إذا هناك ضوء أخضر من الأنظمة العربية؟

- لا يوجد شك أن بعض الأنظمة العربية أعطت الضوء الأخضر وقالت انها ستغض الطرف، نعم قد يخرج بيان استنكاري، قد يخرج ضغط جديد على حماس وعلى الفصائل الفلسطينية، إنما أكثر من ذلك أنا أشك كثيرا جدا لأن النظام القومي السياسي العربي أصبح نظاما مترهلا وعاجزا ومفككا ومجزءا وفيه ألف تيار وتيار متناقضة مع بعضها بعضا، وبالتالي في أي موقف يجب أن تأخذ في الاعتبار كل تلك التوجهات وعند ذاك سيصبح موقفا ضعيفا غير كفؤ.

أيضا سجلت مذبحة غزة حركة عربية دبلوماسية ناشطة هدفت إلى الضغط من أجل وقف فوري للغارات الإسرائيلية التي فرضت نفسها في توقيت نلاحظ يضاعف القلق لدى العرب، يعني هناك مثلا الأزمة المالية، وأسابيع انتقالية في البيت الأبيض، هل تعتقد أن «إسرائيل» بصدد إشعال حريق كبير في المنطقة وليس فقط داخل غزة؟

- أنا من الذين يعتقدون بأننا دائما نجعل الأحداث هي التي تقرر توجهاتنا، القضية الفلسطينية ليست بهذا الشكل، يعني نفرض أن «إسرائيل» أوقفت غاراتها ونفرض أن مجلس الأمن وجه نداء لايقاف كل العمليات، وتوقفت العمليات، القضية الفلسطينية منذ أوسلو إلى اليوم أربع جهات تآمرت عليها تآمرا كبيرا، الجهة الأولى هم بعض الفلسطينيين أنفسهم الذين ذهبوا إلى أوسلو واعتقدوا أن أوسلو ستأتي لهم بتغييرات جذرية، سلموا تقريبا كل أوراق اللعب في هذا الموضوع إلى «إسرائيل» ولم يتسلموا ورقة واحدة، وبعد ذلك ما كفاهم ذلك وانما شيئا فشيئا بدأوا يذهبون أولا لكامب ديفيد، ثم بعد ذلك الخطة الرباعية أو الطريق الذي وضعتها الولايات المتحدة الأميركية ثم أنابوليس وفي كل مرة هناك تنازل أكثر وأكثر وأكثر للمطالب الفلسطينية حتى أصبحت مطالب صغيرة جدا ومحدودة، فإذا الذي حدث أن هناك مجموعة من الفلسطينيين غيرت رأيها من الكفاح الوطني وقلبته إلى حصول على سلطة حتى ولو كانت على أرض صغيرة.

نحن يجب أن نتذكر أن الفلسطينيين سلموا 80 في المئة، يعني أنهم قرروا تسليم 80 في المئة من وطنهم إلى الصهاينة وإبقاء 20 في المئة، ومع ذلك الآن «اسرائيل» تريد أن تأخذ أيضا 10 في المئة من الـ 20 في المئة حتى تبقي للفلسطينيين 10 في المئة من وطنهم الأصلي، أكثر من هذا التسليم لا يمكن أن يوجد، أية حركة وطنية في هذه الدنيا تستطيع أن تسلم 90 في المئة من أرضها ثم تتكلم عن نضال إلى آخره.

هذا جانب واحد والجانب الآخر أن الحكومات العربية مع الأسف الشديد عبر كل هذه السنوات قررت نهائيا منذ القمة التي قيل إن الفلسطينيين هم مسئولون عن قضيتهم، بدأوا شيئا فشيئا يعتقدون بأنه لا يمكن رضوخهم للولايات المتحدة وحصولهم على رضاها إلا عن طريق الكيان الصهيوني، وبدأت دولة بعد دولة بعد دولة تؤكد ذلك وتطبع مع الكيان الصهيوني دون أن يتنازل هذا الكيان عن ذرة من كل مطالبه الأساسية بل بالعكس يوما وراء يوم يقضم منه.

لكن ألا تعتقد أن هذا ضمان لاستمرار هذه الأنظمة في المنطقة عندما تتحالف مع «إسرائيل»؟

- لا يوجد شك، الأنظمة العربية بمجملها تقريبا معتقدة اعتقادا تاما بأنه إذا لم تحصل على الدعم الأميركي وعلى الرضا الأميركي فإنها لا تستطيع البقاء أمام شعوبها، وبالتالي فإن ذلك يعني أن القضية كبيرة، لكن الجانب الثالث الأنظمة العربية لا تريد أن تفهم أن أميركا إبان عهد بوش لم تكن في الواقع هناك حكومة أميركية بقدر ما كانت هناك مافيا أميركية متكاملة ومتعاونة مع اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية من أجل مصالح هذه المجموعة الصغيرة التي كانت تكون المافيا، وبالتالي أنا أستغرب من أنظمة عربية ترى الولايات المتحدة لا تسمح حتى بإدانة صغيرة لـ «إسرائيل في أي وقت كان في مجلس الأمن، وترى دولة تعطي الكيان الصهيوني كل التطورات التكنولوجية الحديثة في الآلة العسكرية، وترى إعلانات يوميا بأنها لن تسمح قط بأن يوجد أي نوع من التوازن بين كل الوطن العربي وبين «إسرائيل» من الناحية الحربية والاقتصادية وغيرها، ومع ذلك تعتقد بأن المفتاح في يد أميركا، أكثر من ذلك يعني هي لم تجرب مرة أن تعيد موضوع القضية الفلسطينية مرة أخرى إلى هيئة الأمم وإلى مجلس الأمن قراراته السابقة طبعا القديمة، وإنما اكتفت بأن تسمح للولايات المتحدة هي التي تقرر نهائيا ما هو السقف وما هي الخطوات التي تتخذ.

ماذا عن لبنان، هناك هاجس استخدام لبنان كمنصة لإطلاق الصواريخ في هذه اللحظة...

- أعتقد أننا يجب أن نتوقف عن استعمال عكازة حزب الله دائما وتضحياته الكبيرة وقدراته الكبيرة في أن ينقذ هذه الأمة، أنا أعتقد أن الأخوة في لبنان ضحوا بالكثير الكثير من أجل هذه الأمة في انتصارهم العظيم في سنة 2006، ويجب ألا يطلب من الشعب اللبناني أن يضحي أكثر من بقية الشعوب التي تقف الآن متفرجة على هذا الموضوع.

في الجانب الرابع في النقطة التي أثرتها، هو هذا المجتمع المدني السياسي العربي، إنه مجتمع مفكك ضعيف عاجز لا يريد أن يشتغل، مشغول يوميا بخبزه وأكله، مقموع من قبل الأنظمة بشكل بالغ الخطورة ومنشغل أيضا بانتماءاته الفرعية، الانتماء المذهبي والانتماء القبلي وكذلك خروجه تماما عن الانتماء العربي العام، كل هذه النقاط مع الأسف الشديد تصب في أن الأخوة الفلسطينيين هم الوحيدون الآن، ليس مؤتمر القمة ولا غيره ولا مجلس الأمن ولا آخره، هم الوحيدون الذين يجب أن يغيروا نهائيا تصورهم من قضية سلطة على قطعة أرض وكنتونات صغيرة إلى قضية كفاح وطني، إذا غيروها إلى ذلك الاتجاه وبدأوا يتفقون جميعا دون استثناء ويفجروا الواقع يعني نضال جديد ضد المحتل إذا لم يفعلوا ذلك، فأنا أعتقد أن القضية الفلسطينية ستدور حول نفسها إلى أن لا يبقى من الأرض الفلسطينية إلا القليل القليل جدا، وحتى ذلك هناك مخاطر من قضية الترانسفير أو نقل الفلسطينيين إلى خارج ذلك.

الآن يتحدثون عن الأردن بصورة دائمة ومستمرة بأنه هذا هو الوطن البديل للفلسطينيين، القضية كبيرة جدا، هناك 6 ملايين فلسطيني خارج فلسطين، ومع ذلك وزيرة خارجية «إسرائيل» تعلن صراحة أنها لن تسمح لواحد من الفلسطينيين أن يعود إلى الأرض الفلسطينية، طبعا تتكلم عن «اسرائيل» يعني بمعنى آخر أن تعود إلى 80 أو 90 في المئة من فلسطين السابقة وسيحشر كلهم في قطعة صغيرة مهلهلة غير قادرة على أن تقف على رجلها.

بإمكانكم متابعة البرنامج على «الوسط أون لاين» عبر الموقع الإلكتروني www.alwasatnews.com


«هيئة حسينيات المحرق» تستنكر العدوان الصهيوني

استنكرت الهيئة العليا لحسينيات مدينة المحرق، الاعتداء الصهيوني البربري على قطاع غزة في بيان لها أصدرته أمس (الاثنين) جاء فيه:

«تستنكر الهيئة العليا لحسينيات مدينة المحرق هذا العدوان الصهيوني الشرس وغير المبرَر على إخوتنا وأحبتنا في قطاع غزة الأبيَة والصامدة، وتدعو رؤساء الأنظمة العربية الوقوف وقفة جادة ولو لمرة واحدة لا بالشجب والاستنكار، بل باتخاذ الخطوات العملية الكفيلة بوقف هذه المجزرة الصهيونية في قطاع غزة.

كما تعلن الهيئة الحداد على أرواح شهداء غزة الليلة في جميع الحسينيات الاثنتي عشرة التي تنضوي تحت مظلتها .


لجنة «كسر الحصار» تناشد الشعب البحريني التبرع لـ «غزة»

الوسط - علي الموسوي

ناشدت المتحدثة باسم اللجنة البحرينية الأهلية لكسر الحصار ودعم الشعب الفلسطيني بدرية علي، جميع المواطنين والجمعيات والمؤسسات الأهلية التبرع لإنقاذ حياة الأبرياء من الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.

وقالت علي في حديث إلى «الوسط»: «أمام الظروف الصعبة التي يشهدها قطاع غزة، ليس لنا خيار غير إرسال الأموال إلى حسابات الأطباء لشراء الأدوية من مصر، مشيرة إلى أنهم قاموا بالتنسيق مع جمعية العدالة من أجل غزة، على أن يعملوا على إرسال مجموعة من الأطباء البريطانيين إلى قطاع غزة، عبر منطقة قبرص بسفينة بحرية، وبعد ذلك الدخول إلى غزة.

ودعت علي كل الراغبين في المساهمة بمبلغ مادي، إيداع المبلغ في حساب الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، وذلك على حساب رقم (99115115- بنك البحرين الوطني)، التي ستقوم بدورها بإرسال المبالغ إلى الأطباء الموجودين هناك، ليتمكنوا من شراء الأدوية التي تكاد تكون معدومة في المستشفيات.

وأشارت المتحدثة باسم اللجنة البحرينية لكسر الحصار ودعم الشعب الفلسطيني أنهم تمكنوا من الاتصال بإدارة 3 مستشفيات في غزة؛ هي: «العودة»، «الوفاء» و»الشفاء»، وذلك يوم السبت الماضي، إذ أكدوا أن هناك الكثير من الأدوية التي تحتاج إليها مستشفياتهم، مبينة أنها تمكنت أمس (الإثنين) من الاتصال بالمستشفيات المذكورة بعد أن انقطع الاتصال جرّاء عمليات القصف، وقالوا لها إنهم يستخدمون المساحات كافة الفارغة في المستشفى لتحويلها إلى غرفة عمليات.

وأكدت علي أنّ الجهة الوحيدة التي تمكنت من الدخول إلى غزة هي لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء في مصر، ذلك إلى جانب وجود عدد من الأطباء المصريين العالقين في معبر رفح، وينتظرون الدخول للقطاع وتقديم المساعدات الطبية إلى الجرحى الفلسطينيين. من جانب آخر، ذكرت علي، وهي رئيسة جمعية مقاومة التطبيع مع العدو الإسرائيلي، أن الجمعية قامت بطباعة كوبونات ستباع في المساجد والمآتم والأماكن العامة، وسيكون ريعها لمستشفيات غزة. وأفادت أن جميع المساعدات التي أرسلتها دولة قطر مازالت عالقة على معبر رفح، إذ لم يسمح لها الدخول لإيصال المساعدات إلى أهالي غزة.


النجاتي يطالب بوقف مجازر غزة

المحرق - مكتب الشيخ حسين النجاتي

قال مكتب الشيخ حسين النجاتي في بيان احتجاجي على مجازر غزة أصدره أمس إن «الغريب ألا تقوم الحكومات الإسلامية والعربية بمعالجة الأمر وهي تملك إمكانيات ذلك»، وأضاف «من هنا فإننا نطالبها بأن تقوم بواجباتها العملية ولا تكتفي بالشجب والاستنكار، ولا بإرسال المساعدات فقط، وإنما العمل من أجل إيقاف المجزرة واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني».

وتابع البيان «مرة أخرى امتدت يد العدوان الصهيونية الأثيمة إلى أهلنا في فلسطين، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي مجزرة وحشية بحق مدينة غزة منذ يوم السبت الماضي، قاتلا المدنيين من الرجال والنساء والأطفال، هادما للمساجد والمدارس والبيوت الآمنة، ويحصل ذلك على مرئى ومسمع العالم أجمع، وهو ليس بغريب من هذا النظام الدموي الذي عاش طيلة تاريخه على إراقة الدماء واغتصاب حقوق الآخرين». مضيفا «كما أن مسئولية الشعوب العربية والإسلامية كبيرة أيضا، بأن تهب جميعا لمناصرة أهلنا في فلسطين ودعمهم ومساندتهم، وهي تقوم بذلك فعلا جزاها الله خير الجزاء، ولكن المطلوب أكثر من ذلك».


طالب بفتح معبر رفح بين قطاع غزة والأراضي المصرية لتعزيز صمود غزة

نصرالله يدعو سليمان إلى الضغط لعقد القمة الطارئة

بيروت - ا ف ب

دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله في كلمة ألقاها أمس (الإثنين) في تظاهرة حاشدة في الضاحية الجنوبية، الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى أن «يبذل جهدا» للدفع في اتجاه عقد القمة العربية الطارئة حول غزة، مشيرا إلى أن «هناك من يعمل على تعطيلها».

وأضاف أن رئيس الجمهورية «المستند إلى إجماع لبناني» في انتخابه، يجب أن «يطالب بوقف العدوان على غزة»، و«يمكنه أن يستند إلى هذا الإجماع ليلعب دورا مركزيا في اتجاه عقد القمة دون التأثر بأي حسابات أو حساسيات عربية».

وتابع أن «الموقع الرسمي اللبناني يجب أن يكون في اتجاه التضامن مع غزة لا مع هذه الجهة العربية أو تلك»، واصفا الحسابات العربية بـ»الحسابات الشيطانية».

وجدد نصرالله، حملته على السلطات المصرية ودعوته إلى فتح معبر رفح بين قطاع غزة والأراضي المصرية. وقال إن «من يتخلى عن غزة شريك في الجريمة والقتل والخيانة»، مشيرا إلى وجود إجماع لدى الشعوب العربية «يطالب الحكومة المصرية بفتح معبر رفح»، ومعتبرا أن «أول شرط لتعزيز صمود غزة هو أن يفتح الباب إليها».

وأضاف «لتوفر أسباب الصمود والثبات للمقاومة في غزة ولن يكون مصير المقاومة إلا النصر».

كما دعا «إلى انتفاضة ثالثة في فلسطين وانتفاضات في كل العالمين العربي والإسلامي» ردا على الهجوم على غزة. وطالب الشعوب العربية «مواصلة التحرك لأن العدوان مستمر والإرادة العدوانية قوية وبحاجة إلى مواجهة».


الفلسطينيون يطالبون بعقد القمة فورا في القاهرة

رام الله - ا ف ب

دعا أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه إلى «عقد القمة العربية الطارئة بشكل فوري في القاهرة». وقال عبدربه للصحافيين في رام الله، نريد «عقد القمة العربية فورا دون إبطاء أو تأجيل وفقط في مكان واحد هو مقر الجامعة». وتابع إنه «المكان الملائم لكي يأتي له العرب جميعا دون حساسيات ودون تناحر لأي قوى إقليمية في مقر الجامعة وتحت قبتها في القاهرة».

كما أعلن عبدربه أنه «لن تكون هناك مفاوضات بدون وقف العدوان الإسرائيلي» المستمر منذ السبت على قطاع غزة.


الفيصل: لا قرار خليجييا بشأنها

مسقط - ا ف ب

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن وزراء الخارجية الخليجيين لم يتخذوا قرارا بشأن الدعوة القطرية إلى قمة طارئة في الدوحة بشأن غزة، وأوضح أن السعودية لم تحدد بعد «موقفها النهائي» من موضوع هذه القمة التي تأمل أن تحظى بمقومات النجاح ولا تكون «قمة بيانات». ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الفيصل قوله إن اجتماع وزراء الخارجية الخليجيين مساء (الأحد) في مسقط الذي أعد جدول أعمال القمة الخليجية «لم يتخذ قرارا بشأن الدعوة المطروحة لعقد قمة عربية طارئة».

وأضاف أن الاجتماع «أحال الموضوع إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ الذي سيعقد في القاهرة» الأربعاء المقبل. وأكد الوزير أن اجتماع القاهرة سيبحث «في إمكانية عقد قمة عربية يمكن لها أن تتخذ قرارات محسوسة»، موضحا أنه «لا جدوى من حضور قمة بيانات عربية لا تتوفر لها شروط النجاح والتأثير».


قال إن نصرالله «لا يعي من أمره شيئا» والجيش المصري شريف

أبوالغيط:الشعب المصري سيتصدى للحرب المعلنة عليه

أنقرة - د ب أ

قال وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط إن هناك حربا معلنة على مصر من جانب بعض الفضائيات والدول والأفراد، مشيرا إلى أن «ذلك يمثل إعلانا بالحرب على الشعب المصري...(الذي) سيتصدى لهذه الحرب».

وذكر أبو الغيط في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الخارجية التركي على باباجان في ختام مباحثاتهما أمس (الإثنين) تعقيبا على تصريحات الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله «إن أحدهم ممن تتحدثوا بالأمس طالب شعب مصر بالنزول إلى الشارع وإحداث حالة من الفوضى في مصر مثلما خلقوا هذه الفوضى في بلادهم... كما تحدث إلى القوات المسلحة المصرية مطالبا إياها بالتمرد». وأضاف «أن هذا الشخص لا يعي من أمره شيئا وأن هذه القوات المسلحة المصرية هي قوات شريفة للدفاع عن مصر، وإن كان لا يعي ذلك فإنني أقول له هيهات لأن هذه قوات مسلحة شريفة وقادرة للدفاع عن هذا الوطن ضد أمثالك». وتابع أبوالغيط موجها حديثه لنصرالله: «أنت ترغب في الفوضى في هذا الإقليم خدمة لمصالح ليست في مصلحة أهل الإقليم».

وعمن يطالبون بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة وسحب السفير المصري من تل أبيب وقطع إمدادات الغاز المصري عن إسرائيل قال الوزير «إننا ننظر في هذه الأمور عندما نرى أن هناك مصلحة للفلسطينيين فيها قبل أن تكون هناك مصلحة لمصر».

كما طالب وزير الخارجية المصري مجددا «إسرائيل» بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا «يجب أن تتوقف عملية القتل من قبل الآلة العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، كما يجب استعادة التهدئة بين حماس وإسرائيل».


عاكف يطالب الشعب المصري بفرض إرادته على الحكومة

القاهرة - يو بي آي

طالب المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر محمد مهدي عاكف أمس (الإثنين) الشعب المصري بالتحرك الفوري السريع وفرض إرادته على الحكومة المصرية «التي ثبت تواطئها» في «العدوان» على أهل غزة ومواجهة التضليل الإعلامي «المزري الذي يروج له الطابور الخامس في مصر».

وأكد عاكف، في بيان وزعه خلال وقفة احتجاجية للتضامن مع غزة أمام نقابة الصحافيين بوسط القاهرة، على ضرورة التحرك لإنقاذ الشعب الفلسطيني «المحاصر في قطاع غزة من براثن الإرهاب الصهيوني الغادر من جهة والتواطؤ العربي من جهةٍ أخرى».

وشدد عاكف في دعوته الشعب المصري «الاستمرار في إعلان الغضب بكل الوسائل السلمية المتاحة، ومواجهة التضليل الإعلامي المزري الذي يروج له الطابور الخامس في مصر، والذي يسيء إلى سمعتها وكرامتها».


تظاهرات حاشدة في مصر وسورية والعراق والأردن

القاهرة، دمشق - أ ف ب

تظاهر أمس (الإثنين) قرابة 7 ألاف شخص معظمهم من أنصار جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، أمام مقر نقابة الصحافيين المصريين في القاهرة احتجاجا على الغارات الإسرائيلية على غزة.

وطوقت أعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب المتظاهرين الذين كان من بينهم نساء وأطفال. وردد المتظاهرون «على غزة رايحين شهداء بالملايين... بالروح بالدم نفديك يا فلسطين». كما هتف المتظاهرون «كلنا حماس... واحد اتنين الجيش المصري فين».

وطالب المتظاهرون، الذين كان من بينهم المرشد العام للإخوان محمد مهدي عاكف، بطرد السفير الإسرائيلي من مصر وإغلاق سفارة الدولة العبرية في القاهرة.

واحتشد الآلاف من السوريين في مدينة حلب لإدانة «العدوان»، وللتعبير عن تضامنهم مع فلسطينيي غزة في محنتهم الأخيرة. واحتشد المتظاهرون في ساحة سعدالله الجابري الشهيرة في المدينة، حاملين أعلاما سورية إضافة إلى أعلام حماس وحزب الله وصور الرئيس السوري بشار الأسد.

وندد المتظاهرون بالأنظمة العربية التي توصف بـ»الاعتدال»، مشددين الهجوم على الحكومة المصرية والرئيس المصري حسني مبارك، باعتباره «شريكا في الجريمة».

وهتف المتظاهرون منددين بمصر والسعودية، ورددوا هتافات جارحة ضدهما.

كما شارك آلاف الأردنيين في مسيرة حاشدة في عمّان تنديدا بالغارات. وقدرت مصادر أمنية عدد المشاركين في المسيرة التي انطلقت من أمام مجمع النقابات في الشميساني (غرب) باتجاه رئاسة الوزراء بأكثر من 15 ألف شخص.

ورفع المشاركون في المسيرة التي تأتي استجابة لنداء النقابات المهنية ولجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة لافتات كتب عليها «مبارك ليفني دم غزة مش رخيص» و»نطالب الحكومة بإلغاء معاهدة وادي عربة» و»استمرار معاهدة وادي عربة يعني الموافقة على العدوان على غزة».

وتظاهر مئات من العراقيين في بغداد والكوفة استنكارا للهجمات ورددوا هتافات معادية. وبدعوة من التيار الصدري، سار المئات انطلاقا من مدينة الصدر باتجاه ساحة المستنصرية في شرق بغداد مرددين هتافات تندد بإسرائيل والولايات المتحدة.

ونظمت إيران مسيرة حاشدة وردد المتظاهرون شعارات «الموت لإسرائيل» و»الموت لأميركا» وقاموا بإحراق علم «إسرائيل».


ليفني تتوعد بتغيير ميزان القوى مع حماس وحكومتها قلقة على مصير شاليط

«إسرائيل» توسع نطاق الغارات وحصيلة الشهداء تبلغ 330 بينهم 57 مدنيا

غزة، القدس المحتلة - ا ف ب، د ب أ

أعلن مسئول في وزارة الصحة الفلسطينية أمس (الإثنين) أن عدد الشهداء ارتفع إلى 330 منذ السبت الماضي في سلسلة الغارات الجوية التي شنها الطيران الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقالت مصادر طبية إن 5 فلسطينيين هم 4 نشطاء وطفل قتلوا في قصف إسرائيلي شرق بلدة عبسان في خان يونس جنوب غزة. وذكرت أن طائرة إسرائيلية استهدفت منزلا سكنيا بعدد من الصواريخ ما أدى إلى مقتل 4 نشطاء إضافة إلى طفل نجل صاحب المنزل وإصابة زوجته بجراح.

وتحدثت المصادر عن أن النشطاء يتبعون لـ»سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي».

وأفاد مسئول في وزارة الصحة الفلسطينية بأن 12 فلسطينيا استشهدوا مساء أمس في غارتين جوّيتين على شمال غزة. وقال مدير عام الإسعاف والطوارئ «إنه استشهد 12 مواطنا في غارتين جوّيتين على منزل في بلدة بيت لاهيا وسيارة قرب بلدة بيت حانون» المجاورة، القريبة من معبر ايريز.

وأوضح أن «30 جريحا أصيبوا في الغارتين الجويتين ونقلوا إلى المستشفيات المحلية». وأكدت الأمم المتحدة استنادا إلى أرقام حصلت عليها من مصادر طبية أن 57 مدنيا على الأقل بينهم 21 طفلا قتلوا في الغارات.

وأوضحت وزارة الداخلية الفلسطينية المقالة أن 180 من عناصر الأمن قتلوا جراء القصف، وأوضحت أن عمليات القصف المستمرة أدت إلى تدمير 95 بالمئة من المقار الأمنية على امتداد القطاع.

وبكلمات غاضبة خلال تشييع بناته الخمس اللواتي ذهبن ضحايا القصف الذي استهدف مسجدا في مخيم جباليا شمال غزة، وصف أنور بعلوشة ما تقوم به «إسرائيل» من قصف للمدنيين بأنه «جريمة حرب»، وصرخ بألم «أريد محاكمة المسئولين عن قتل بناتي».

وأفادت مصادر طبية وعسكرية إسرائيلية بأن عاملا عربيا إسرائيليا قتل وجرح 17 شخصا آخرون بينهم 5 إصاباتهم خطيرة في سقوط صاروخ غراد الذي أطلق من غزة على ورشة للبناء في عسقلان جنوب «إسرائيل». وقال سكان في المنطقة لمراسل وكالة «فرانس برس»: «إن العامل العربي الإسرائيلي الذي قتل يدعى هاني المهدي (27 عاما) ومن قرية عرعرة البدوية في النقب».

وطعن فلسطينيان 4 مستوطنين في مستوطنة «كريات سيفير» شمال غرب القدس المحتلة قبل أن يطلق مستوطنون النار على أحدهما ويصيبوه بجروح خطيرة، فيما تمكّن الثاني من الفرار.

وأفاد موظفون ومسئولون في معبر رفح الحدودي مع مصر بأن عددا من الجرحى الفلسطينيين ذوي الحالات الخطرة بدأوا ينقلون إلى مصر، وأن مساعدات طبية وغذائية بدأت تدخل إلى القطاع من مصر.

وفي غضون ذلك، صرحت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بأن «إسرائيل» ستواصل هجومها العسكري حتى تحقق تغييرا في ميزان القوى بينها وبين «حماس» في قطاع غزة. وقالت: «إسرائيل فعلت كل شيء لتتجنب اللحظة التي تجبر فيها على التحرك، ولكن تلك اللحظة حانت».

من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في الكنيست: إنه سيتم توسعة العملية العسكرية في غزة. وقال: «لا نكن العداء لسكان غزة لكننا نخوض حربا بلا هوادة ضد حماس وحلفائها».

وحمّلت «إسرائيل» حركة «حماس» المسئولية الكاملة عن حياة الجندي الإسرائيلي الأسير لديها جلعاد شاليط وذلك بعد أنباء عن إصابته في الغارات الإسرائيلية على غزة. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «إن إسرائيل تعتبر حركة حماس المسئولة عن سلامة الجندي شاليط بكل ما ينطوي على ذلك من معان». واعتبر المتحدث أن «شاليط يعتبر ذخرا بالنسبة لحركة حماس ولذلك فان الجيش الإسرائيلي يعتقد بأن الحركة ستبذل قصارى جهدها للحفاظ على حياته».

وفي إطار ردود الفعل، أعلنت بريطانيا أنها تؤيّد وقفا فوريا لإطلاق النار وجميع أشكال العنف بين «إسرائيل» والفلسطينيين، وإيصال مساعدات عاجلة وكافية من الغذاء والوقود والمواد الطبية إلى غزة.

واعتبر الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي الرئيس السنغالي عبدالله واد أن الغارات الإسرائيلية على غزة «غير مقبولة وغير مسبوقة في النزاعات المحلية».

العدد 2307 - الإثنين 29 ديسمبر 2008م الموافق 01 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً