أعطت «إسرائيل» موافقتها أمس (الاثنين) على بناء مئات من المساكن الجديدة في مستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلة رغم الانتقادات الدولية الشديدة. وأكدت الولايات المتحدة وفرنسا معارضتهما للمشروع الإسرائيلي.
وكرر المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبز أمس إدانة الولايات المتحدة لمشروع البناء. وأعطى وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك أمس الضوء الأخضر لبناء 455 وحدة سكنية في مستوطنات بالضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية. وأعلن مكتب باراك في بيان أن «وزير الدفاع أيهود باراك أعطى الإذن ببناء 455 وحدة سكنية في كتل استيطانية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)».
وأوضح البيان أنه بين هذه الوحدات السكنية سيتم بناء 161 وحدة سكنية في مستوطنة غوش عتصيون قرب بيت لحم، و84 وحدة سكنية في مودعين ايليت غرب رام الله و76 في غيفعات زئيف شمال القدس، و89 في معالي ادوميم قرب القدس و25 في كيدار قرب مستوطنة معالي ادوميم وعشرين وحدة أخرى في مستوطنة ميشكيوت في غور الأردن. ومواصلة أعمال البناء في هذه الكتل الاستيطانية كان على الدوام موضع توافق لدى الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة. ويهدف السماح ببناء مساكن جديدة إلى إرضاء الجناح الأكثر تشددا في اليمين الإسرائيلي المعارض لأي وقف للاستيطان.
ويأتي الإعلان الإسرائيلي قبيل بدء المبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشل مهمة جديدة في «إسرائيل» ولدى الفلسطينيين.
من جهتها طالبت فرنسا مجددا «اسرائيل» بـ»التجميد الكامل» للاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وصرحت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية كريستين باجيس ردا على سؤال في مؤتمر صحافي بأن «فرنسا تدعو مع شركائها الأوروبيين وكذلك اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) إلى التجميد الكامل للاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية». وذكرت أن وزير الخارجية برنار كوشنير أكد أن تجميد المستوطنات «عنصر حاسم لاستئناف عملية السلام».
إلى ذلك سارعت السلطة الفلسطينية إلى التنديد بالمبادرة الإسرائيلية. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان له «ندعو المجتمع الدولي وتحديدا الإدارة الأميركية إلى أخذ موقف حازم وحاسم تجاه سياسة التوسع الاستيطاني اليهودية». وأضاف أبو ردينة أن «الجانب الفلسطيني يجري اتصالات عربية ودولية لمتابعة هذا الأمر ولوقف هذه النشاطات وخاصة أن السياسة الإسرائيلية يجب أن يكون الرد عليها حاسما من الجانب الأميركي».
من جهته قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن هذا الإجراء «تبطل أي تجميد محتمل للاستيطان لاحقا ويقوض الثقة بعملية السلام». واعتبر أن» إسرائيل» أطلقت بذلك «تحديا» في وجه المجموعة الدولية التي تطالب بتجميد الاستيطان.
على صعيد متصل دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اجتمع الأحد مع العاهل السعودي الملك عبدالله في جدة، إلى موقف عربي «موحد وحازم» في مواجهة «إسرائيل» المستمرة في مخططاتها الاستيطانية، على ما أفاد أمس أبو ردينة. وأوضح أبو ردينة أن عباس الذي يقوم بجولة عربية على مصر والسعودية والأردن، دعا العرب إلى «موقف موحد (...) وحازم تجاه «إسرائيل» التي يشكل قرارها بمواصلة بناء مئات المساكن في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة «ليس فقط تحد للعرب» بل أيضا للمجتمع الدولي.
على صعيد آخر أعلن دبلوماسي إسرائيلي أمس أن الزيارة التي كان مقررا أن يقوم بها وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان إلى انغولا اليوم (الثلثاء) في إطار جولته الإفريقية ألغيت لمشكلات تنسيقية.
وقال سفير «إسرائيل» في كينيا ياكوف كيدار للإذاعة الإسرائيلية العامة إن «زيارة انغولا ألغيت بسبب مشكلات في تنسيق برنامجها»، من دون إعطاء ايضاحات أخرى. ووصل وزير الخارجية الإسرائيلي إلى غانا أمس، وسينتقل منها بحسب الإذاعة العامة إلى نيجيريا.
وفي الأردن نفذ نحو 7 آلاف موظف في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) إضرابا أمس استمر ساعة واحدة للضغط من أجل زيادة رواتبهم وتحسين ظروف
العمل. وقال مشاركون إن الإضراب شمل أيضا 28 ألف موظف آخرين احتجوا أيضا على قرار «أونروا» خفض خدمات صحية وتعليمية تقدم لما يقرب من 9ر1 مليون لاجئ فلسطيني يستضيفهم الأردن.
العدد 2559 - الإثنين 07 سبتمبر 2009م الموافق 17 رمضان 1430هـ