طالبت حركة «طالبان» الأفغانية بتحقيق مستقل في واقعة الغارة الجوية التي أمرت بها القوات الألمانية في شمال البلاد يوم الجمعة الماضي وأسفرت عن مقتل عشرات المدنيين. وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد أمس (الاثنين): «نطالب الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان بالحضور وفحص الواقعة بهدف وقف عمليات القتل الجماعي المشابهة».

وأضاف مجاهد أن «طالبان» على استعداد لضمان أمن فريق التحقيق. وتشير بيانات محلية في أفغانستان إلى أن الغارة التي استهدفت شاحنتي وقود في قندز أودت بحياة ما يزيد على 130 شخصا بينهم أطفال.

كما وجه الرئيس الأفغاني حامد قرضاي انتقادات شديدة للغارة وقال لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية الصادرة أمس: «أي تقدير خاطئ هذا... أكثر من 90 قتيلا من أجل شاحنة وقود عادية لم تكن قادرة على التحرك». وأضاف: «لماذا لم يرسلوا قوات برية من أجل استعادة الشاحنة؟».

وعلى صعيد متصل، يخرج مناهضو المشاركة العسكرية الألمانية في أفغانستان في مظاهرة اليوم (الثلثاء) أمام بوابة براندنبورغ الشهيرة في العاصمة برلين.

وأبلغ حزب «اليسار» الشرطة عن مشاركة نحو 500 شخص في المظاهرة التي تأتي تحت شعار: «أوقفوا القنابل واخرجوا من أفغانستان».

ومن جهتها، حاولت وزارة الدفاع الألمانية تبرير الغارة، وقال المتحدث باسم الوزارة توماس رابيه الاثنين في برلين إن العملية العسكرية التي أمرت بها القيادة الألمانية في قندز كانت «صائبة وضرورية من الناحية العسكرية».

وفي تطور آخر، قتل ثلاثة من أفراد عائلة واحدة في كابول لدى سقوط صاروخ على منزلهم الاثنين، على ما أفادت وزارة الداخلية الأفغانية.

سياسيا، أعلن الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته عزمه إجراء «حوار مصالحة وطنية» مع «طالبان» إذا أعيد انتخابه، في «الأيام المئة الأولى» من ولايته الرئاسية الجديدة.

وقال قرضاي «انه أمر سأفعله في الأيام المئة الأولى»، موضحا أنها «ليست مسألة حوار مع طالبان الذين لن يتخلوا عن علاقاتهم مع القاعدة أو يرفضون الاعتراف بالدستور الأفغاني».