أكد رئيس جمعية أثار وتاريخ البحرين عيسى أمين أنه لا يمكن تحديد فترة وعمر الأجساد المدفونة منذ أعوام طويلة، والتي تم العثور عليها خلال أعمال حفريات المجاري بمنطقة سند، إلا من خلال التحليلات والدراسات المختبرية البحتة.
وقال: «إن تحديد الفترة الذي دفنت فيها الأجساد تكون شبه مستحيلة بالعين المجردة واعتمادا على طريق الدفان، وإن كانت طريقة الدفن وشكل الجثة تدل على فترة محددة».
هذا وتوقع الوكيل السابق لوزارة الصحة عبدالعزيز حمزة أن تكون بقايا الأجساد والرفاة التي عثر عليها يوم أمس الأول (الثلثاء) في سند تعود إلى «سنة الرحمة»، وخصوصا في ظل تواتر حديث بعض كبار السن في المنطقة نفسها بشأن ذلك.
وأوضح حمزة أن «سنة الرحمة أطلق على العام الذي انتاب البحرين وباء الكوليرا نظرا لموت عدد كبير من المواطنين آنذاك»، مفصلا أن «سنة الرحمة كانت تحديدا في العام 1904، وتوفي نحو 2000 شخص حينها بسبب الوباء، حيث كان عدد سكان البحرين في تلك الفترة لا يتجاوز الـ 30 ألف نسمة، علما بأنه خلال الفترة نفسها كان هناك مرض الجذري وتلاه الطاعون في العام 1905».
وشدد حمزة أيضا على أنه لا يمكن الجزم بأن هذه الأجساد والرفاة تعود لهذه الحادثة أو للمنطقة التي دفن فيها الموتى بسبب الوباء المذكور، فلابد من التحقق جيدا من العيون التي يدعي البعض أنه غُسل فيها الموتى المتوفين من الوباء في المنطقة، والعمل على الحصول على أكبر قدر من المعلومات للوصول إلى نتيجة أقرب، فربما قد تتشابه وتتداخل الأفكار والأحداث.
من جهته، علق نائب رئيس مجلس بلدي الوسطى عباس محفوظ بأن «الأهالي حددوا أشخاصا معينين من القائمين على مقبرة سند من أجل نقل العظام والجماجم والأضلاع للمقبرة لدفنها، وذلك بحسب المقتضى الشرعي بعد السؤال».
وأشار نقلا عن كبار السن في المنطقة أنهم أكدوا صدق ما تداوله البعض بشأن دفن الموتى بالقرب من العين لعدم القدرة على نقلهم للمقبرة بسبب الأعداد الكبيرة من الضحايا، حيث بينوا أنه قبل 30 عاما كانت هناك عين في المنطقة نفسها التي عثر على الرفاة أمس الأول قربها».
جاء ذلك عقب أن عثرت مؤسسة مقاولات كانت تباشر أعمال مد أنابيب شبكة الصرف الصحي يوم أمس الأول (الثلثاء) في أحد شوارع منطقة سند، على بقايا عظام وجماجم لإنسان على عمق أكثر من متر واحد في الأرض.
العدد 2561 - الأربعاء 09 سبتمبر 2009م الموافق 19 رمضان 1430هـ