العدد 2587 - الإثنين 05 أكتوبر 2009م الموافق 16 شوال 1430هـ

هل ريو هي التي فازت أم شيكاغو هي التي خسرت؟

في الوقت الذي تحتفل فيه مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية بنيلها شرف تنظيم دورة الألعاب الاولمبية الصيفية العام 2016 سيطرت موجة من الإحباط على مدينة شيكاغو الأميركية التي كان يراها كثيرون المرشحة الأوفر حظا لاستضافة الألعاب قبل النتيجة المفاجئة لتصويت اللجنة الاولمبية الدولية يوم الجمعة الماضي.

لذلك فالسؤال الذي يطرح نفسه هو... هل فازت ريو دي جانيرو بشرف تنظيم الاولمبياد أم أن شيكاغو هي التي أضاعته من يديها؟

وطرح هذا السؤال في كثير في أروقة وقاعات اجتماعات المؤتمر الاولمبي في الساعات 48 التي أعقبت اختيار اللجنة الاولمبية الدولية لريو بعد حصولها على 66 صوتا مقابل 32 لمدريد في جولة التصويت النهائية بعد استبعاد شيكاغو وطوكيو على نحو مفاجئ بعد أول جولتين من التصويت.

والإجابة الأسهل على هذا السؤال ستكون هي أن المسألة تتعلق بكلا الأمرين.

ففي الوقت الذي يمكن لأعضاء في اللجنة الاولمبية الدولية ولمراقبين إيجاد أسباب لاستبعاد شيكاغو على رغم التدخل المبهر للرئيس الأميركي باراك اوباما لدعم ملفها هناك إجماع على وجهة النظر التي تقول إن ريو هي التي انتزعت شرف تنظيم الاولمبياد وفازت به شكلا ومضمونا.

وقال نائب رئيس اللجنة الاولمبية الدولية كيفان جوسبر لرويترز: «كانت ريو صاحبة أفضل عرض لملفها وكان لها أفضل مناقشات وهي تستحق الفوز».

وكان العرض الذي قدمه الفريق البرازيلي المسئول عن الملف في 45 دقيقة قويا ومثيرا للمشاهير ووصفه مراقبون محنكون بأنه كان أفضل ما رأوه على الإطلاق.

وأظهرت شرائط الفيديو المصورة المرفقة بالملف ريو دي جانيرو في أزهى صورها كمدينة لا يمكن مقاومة جمالها ومكان حافل بالمواقع التاريخية والشواطئ والجبال والمرح وحفلات السمر.

وكان العامل الرئيسي وراء فوز ريو دي جانيرو الدعم الذي قدمه الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي طالب اللجنة الاولمبية الدولية بفتح ساحة جديدة ونقل دورة الألعاب الاولمبية إلى قارة أميركا الجنوبية للمرة الأولى بعد أن كانت مقتصرة على أميركا الشمالية وأوروبا والشرق الأقصى.

وأشار لولا إلى حقيقة إن الولايات المتحدة استضافت بالفعل 8 دورات اولمبية كما استعار شعار حملة اوباما الانتخابية الذي يقول: «نعم، نحن نستطيع (القيام بذلك)».

وقال لولا: «الفرصة سانحة الآن لنقل الاولمبياد إلى قارة جديدة. إنها فرصة لإقامة دورة العاب اولمبية في بلد استوائي للمرة الأولى لتشعروا بدفء شعبنا وتنوع ثقافتنا».

كما اعتمد بقوة على فكرة ان البرازيل هي الدولة الوحيدة بين اكبر 10 قوى اقتصادية في العالم لم تنظم الاولمبياد.

وقال عضو المجلس التنفيذي للجنة الاولمبية الدولية ريتشارد كاريون ان الضجة التي صاحبت زيارة اوباما لم يكن لها أي دور.

وأضاف «اعتقد اننا نعطي زيارات رؤساء الدول أهمية كبيرة. اعتقد أن الأمر كان يتعلق أكثر بقوة ملف ريو».

وقال رئيس ملف ريو كارلوس نوزمان: «أردنا أن يأتي اوباما. كنا نحتاج لان يأتي كي لا تكون هناك أي أعذار».

وربما تكون ريو فازت حقا بفضل مميزاتها لكن أداء شيكاغو المتواضع كان صدمة حقيقية إذ لم تحصل المدينة سوى على 18 صوتا على رغم حضور رئيس أميركي لا يزال في السلطة للمرة الأولى والخطاب البليغ الذي ألقته سيدة الولايات المتحدة الأولى ميشيل اوباما لدعم ملف المدينة.

وقال مسئول في ملف شيكاغو لرويترز إن الشيء الأسوأ فيما يتعلق بالهزيمة هو تحمل الاستماع بشكل متتالي لأعضاء اللجنة الاولمبية الدولية الذين القوا محاضرات على أعضاء فريق الملف بشأن الأخطاء التي ارتكبوها.

وكانت القائمة طويلة جدا لكن أيا منهم لم يلق باللوم على عائلة اوباما على الأقل.

ومن بين الأمور التي ذكرت في هذا الصدد عرض الملف الباهت الذي بدا انه يعتمد تماما على عائلة اوباما والخلاف منذ فترة طويلة بين اللجنة الاولمبية الدولية واللجنة الاولمبية الأميركية والتغيير المستمر في قيادة اللجنة الاولمبية الأميركية والإفراط في الرضا عن قوة الملف.

وأشار جوسبر الى ان الكثير من اللوم في الاستبعاد المبكر لشيكاغو يقع على الخطط المتعلقة بالتصويت.

وأوضح ان ريو ومدريد ضمنتا الحصول على أصوات في الجولة الأولى نظرا لوجود رمزين قديمين داخل اللجنة الاولمبية الدولية كانا يروجان للمدينتين وهما الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم جواو هافيلانج الذي كان يتحدث عن ريو ورئيس اللجنة الاولمبية الدولية السابق خوان انطونيو سامارانش الذي كان يروج لمدريد.

وقال: «اعتقد انه كان هناك تصويت تكتيكي بقدر ما لدعم طوكيو في الجولة الاولى كمكافأة لها على ملفها الجيد الذي لا يمكنه الفوز في النهاية لأنه كان من المبكر جدا لاسيا (أن تستضيف الاولمبياد) بعد بكين».

وتابع «لكن كان يجب على الأعضاء أن يفكروا مليا في الأمر. لقد أسفر هذا عن نتيجة مؤسفة جدا.

«كانت اهانة لأكبر لجنة اولمبية وطنية وهي اللجنة التي تجلب العائد الأكبر بترك شيكاغو تخرج مبكرا.

«لم تكن الطريقة (الملائمة) لمعاملة رئيس الولايات المتحدة الذي جاء بنفسه كي يتواصل معنا».

العدد 2587 - الإثنين 05 أكتوبر 2009م الموافق 16 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً