وقع الرئيس الأميركي ونظيره الروسي بروتوكول خفض القدرات الاستراتيجية الهجومية بعد تصديق البرلمانين الروسي والأميركي عليه في سان بطرسبرغ ومنها توجه بوش إلى ايفيان الفرنسية للمشاركة في قمة مجموعة الثماني التي افتتحها الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس. ووصف الأخير اللقاء مع بوش بعد وصوله فرنسا بالإيجابي، ورأى محللون أنه جاء ليقلل من التوتر الذي تفجر إثر موقف الفرنسيين من الحرب على العراق. ويتوقع ألا يناقش الرؤساء موضوعات متصلة بالنزاعات الدولية، هذا وتجري قمة الثماني بالتزامن مع احتجاجات عارمة.

قمة روسية - أميركية تؤكد التعاون الاستراتيجي

سان بطرسبرغ - وكالات

أعرب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جورج بوش عن قناعتهما بضرورة منح الأمم المتحدة دورا رئيسيا في عملية إعادة بناء العراق في مرحلة ما بعد الحرب ودرء انتشار أسلحة الدمار الشامل والتعاون في مجال الحد من أنظمة الدفاع المضاد للصواريخ. وأعلن الرئيس الأميركي جورج بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد في أعقاب مباحثاتهما أمس أن الولايات المتحدة وروسيا تعتزمان مواصلة تعزيز التعاون الثنائي في مجال الدفاع الصاروخي، مؤكدا أن ذلك الأمر له أهمية بالغة الحيوية بالنسبة إلى أمن البلدين.

وأشار بوش إلى ان الطرفين أعربا أثناء المباحثات عن قلقهما إزاء تطوير البرامج النووية الحديثة في العالم، كما ناشدا في هذا الصدد إيران التمسك بالالتزامات النابعة من معاهدة حظر انتشار السلاح النووي. ومن جانبه أكد الرئيس بوتين مواصلة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين على رغم خلافاتهما المتعلقة بالعراق. وقال: ان البلدين «تحليا بضبط النفس أثناء الأزمة العراقية وكانا حريصين على العلاقات القائمة بينهما».

وفي معرض تناوله لمسألة المشاركة في إعادة إعمار العراق شدد بوتين على استعداد بلاده لمواصلة التعاون مع العراق فى هذا المجال، كما لم يستبعد احتمال ان تعمل الشركات الروسية في العراق مجددا. وبشأن المشكلات القائمة بين موسكو وواشنطن قال الرئيس الروسي إنهما ستبذلان كل ما في وسعهما من أجل مواجهة المشكلات. وتطرق بوتين إلى الخبرة الواسعة التي تمتلكها الشركات الروسية في العراق وتوقع مشاركتها الفاعلة في عملية إعادة إعمار البنية التحتية للاقتصاد العراقي. وأعرب الرئيس الروسي عن استعداد بلاده للتعاون مع السلطات العراقية الجديدة ومع ممثلي المنظمات الدولية هناك. وربط بين مشاركة الشركات الروسية في عملية البناء في العراق وبين تطورات الوضع فيه. وأشار الرئيس الروسي إلى تقارب مواقف موسكو وواشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني، واستطرد قائلا: «ان روسيا ليست في حاجة إلى التذكير بمخاطر انتشار أسلحة الدمار الشامل».

من جانبه اعترف الرئيس الأميركي جورج بوش بالخبرة التي تراكمت لدى الشركات الروسية في العراق. وأشار إلى التعاون الوثيق بين روسيا والولايات المتحدة والهيئة الدولية للإشراف على الطاقة الذرية للحيلولة دون امتلاك إيران الأسلحة النووية مشيدا بإدراك القيادة الروسية مخاطر هذه المسألة.

وبشأن النزاع الشيشاني أعرب الرئيس الأميركي عن تأييده لأهداف التسوية السلمية للنزاع الشيشاني. ودعا إلى التعجيل بإنهاء الحرب الشيشانية