عزا الرئيس السابق لإدارة الاحتلال الأميركي في العراق جاي غارنر فشل «مكتب المساعدة الإنسانية وإعادة اعمار العراق» في تحقيق إنجازات ملموسة على صعيد إعادة الخدمات الأساسية التي كانت دمرتها الحرب، إلى الحجم المحدود لطاقم المكتب والظروف السيئة التي كانت تحيط به.
وقال غارنر في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» ان المكتب التابع لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الذي يتراسه حاليا بول بريمر، لا يزال يفتقر إلى كل شيء يحتاج إليه تقريبا للقيام بعمله. مشيرا إلى أن عدد موظفيه يبلغ ألف شخص مع وجود عدد قليل من الهواتف الثابتة وبثلثي أجهزة الكمبيوتر التي يحتاجها وهم يعملون من دون تكييف تحت درجة حرارة تصل إلى خمسين مئوية. ويوجد مرحاض وحمام لكل 25 موظفا، وان المكتب بدأ يتصارع مع كل شيء تقريبا بدءا من حال الأمن وانتهاء باكتظاظ حركة السير في بغداد.
وقال غارنر ان المفاجأة الأولى التي واجهها هي عندما وجد مكتب إدارة الاحتلال أن الاحتياجات الإنسانية التي تركز الاهتمام عليها في التخطيط قبل العدوان الأميركي على العراق قد تجاوزتها بسرعة متطلبات أخرى. وهو أمر يؤكد ما يقوله المنتقدون من أن الحكومة الأميركية كانت ولا تزال تفتقد أية خطة في العراق بعد العدوان. وأن خطة واشنطن كانت تقضي باحتلال بغداد والإطاحة بنظام حكم الرئيس العراق المخلوع صدام حسين.
وقال غارنر: «ظننت أن الثلاثين يوما الأولى ستكون متعلقة بالأغذية والمياه والأدوية، ولكن الحرب كانت سريعة وبدأنا بإعادة الاعمار ولكن هذه المسالة لم تكن الشيء الفوري الذي نحتاج إليه».
وتؤكد التقارير كافة التي تنشرها الصحافة الأميركية افتقار أجزاء كثيرة من بغداد للمستويات العادية من التيار الكهربائي كما أنه ليس لديها ما يكفي من مياه الشرب أو آليات جمع القمامة. ولا تزال العشرات من مراكز الشرطة والمحاكم مغلقة. وقد اضطر الوضع الأمني الخطر بأكثر مما كان متوقعا موظفي مكتب إدارة الاحتلال إلى الحد من تحركاتهم حول بغداد ما جعلهم بعيدين إلى حد كبير عن مشكلات بغداد اليومية التي ساهم العدوان والاحتلال في تفاقمها. إذ تخشى سلطات الاحتلال من أن تكون الهجمات التي يتعرض لها جنودها يوميا مقدمة لانتفاضة محتملة ضدهم.
وقال غارنر انه وفريق مكتبه أمضوا الكثير من وقتهم يخططون لأشياء لم تحدث قط مثل توقع أزمة لاجئين كثيفة وحرائق نفط وهجوم كيماوي على كل من الجنود الأميركيين والمدنيين، وهذا ترك مكتب الاحتلال غير مستعد للتعامل مع الاحتياجات الفورية. وقال ضابط عسكري أميركي كبير إن الاتصالات الكثيرة الأولية لإعادة الاعمار تأخرت عدة أسابيع بسبب صراع بين البنتاغون ووزارة الخارجية بشأن الكثير من المسائل بما في ذلك أي منهما ينبغي أن تشرف على عملية العطاءات والمناقصات الخاصة بإعادة اعمار العراق
العدد 275 - السبت 07 يونيو 2003م الموافق 06 ربيع الثاني 1424هـ