بدا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مساء أمس منسجما مع نبض الشارع، الذي وجه انتقادات شديدة إلى رئيس الوزراء محمود عباس (أبو مازن) بشأن خطابه في قمة العقبة. إذ شدد عرفات في مقابلة مع قناة (الجزيرة) مساء أمس على قضيتي القدس واللاجئين الفلسطينيين بوصفهما «قضيتين أساسيتين». ولم يعلق على سؤال بشأن بيان عباس إلا بقوله «ذكر لنا عباس أن بقية البيان لم يسمحوا لي أن أقوله». وانتقدت الأوساط الفلسطينية تجاهل عباس مسائل مهمة كحق العودة، وقضية القدس المحتلة، والأسرى، وعدم ذكر معاناة الشعب الفلسطيني.
وفي موضوع متصل قال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية ووزير الإعلام نبيل عمرو: «إن السلطة الفلسطينية تعتزم مواصلة المحادثات مع الفصائل الفلسطينية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار». وقال عقب اجتماع للحكومة في رام الله: «إن الحوار الوطني قرار استراتيجي وإنه سيستمر مع كل الفصائل». وتوقع آخرون عقد لقاء بين الفصائل وعباس في الأيام القليلة المقبلة. في الإطار ذاته دعا عضو المجلس التشريعي صائب عريقات مصر إلى التدخل لاستئناف الحوار الفلسطيني الفلسطيني.
الأراضي المحتلة - محمد أبو فياض، وكالات
أكد وزير خارجية «إسرائيل» سيلفان شالوم أمس، أن إعلان حماس وقف الحوار مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن» يؤكد ضرورة تجريد التنظيمات من السلاح، وبالمقابل أكدت السلطة الفلسطينية تصميمها على الاستمرار في الحوار، وسيعقد أبو مازن لقاء مع المعارضة خلال يومين. في وقت اجتمعت فيه الفصائل الفلسطينية لمناقشة الموقف الذي ترتب على خطاب عباس في العقبة. وتوقع وزير شئون مجلس الوزراء الفلسطيني ياسر عبدربه استئناف الحوار بين الفصائل لا سيما حماس والحكومة الفلسطينية برئاسة «أبو مازن» خلال الأيام القليلة المقبلة.
قال شالوم تعقيبا على إعلان حركة حماس وقف الحوار مع حكومة أبو مازن، إن هذه التصريحات الأخيرة لحماس «تعزز الاعتقاد بأنه لا يمكن الاكتفاء بهدنة وإنما يجب اتخاذ قرار استراتيجي بضرورة تجريد التنظيمات من السلاح. وأضاف «إذا لم يتم ذلك فستبقى العملية السياسية رهينة لحركتي حماس والجهاد» وفي ذات السياق، قال نبيل أبو ردينه، مستشار الرئيس الفلسطيني، تعقيبا على قرار حماس، إن السلطة الوطنية لم تبلغ بعد بشأن قرار حماس بوقف الحوار. وأوضح أبو ردينه في حديث إذاعي له أمس «نحن مصممون على الاستمرار في هذا الحوار لأنه اللغة الوحيدة المعتمدة وطنيا لإزالة أي اختلاط في أية قضية داخلية كانت أم سياسية. وأكد أبو ردينة أن إصرار حماس على عدم الحوار سيزيد الأمور تعقيدا على الجانبين، ونحن ننصح أن لا يهدد أحد بقطع الحوار لأنه مصلحة وطنية عليا ولا يجوز الاقتراب منها. وتوقع وزير شئون مجلس الوزراء ياسر عبدربه استئناف الحوار بين حماس والحكومة (أبو مازن) خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال عبدربه في تصريحات خاصة لقناة «العربية» الإخبارية إن السلطة متمسكة بالحوار مع جميع الفصائل باعتباره الوسيلة الوحيدة لحل أية خلافات. وقلل عبدربه من الخلافات التي أثيرت بين حماس وبين حكومة (أبو مازن) متوقعا أن تخف حدتها تدريجيا خلال اليومين المقبلين. واعتبر المسئول الفلسطيني أن القضية أكبر بكثير من مثل هذه الخلافات مشيرا إلى أن البيان الذي ألقاه (أبو مازن) في قمة العقبة تناول مسألة واحدة وهي «عسكرة الانتفاضة» ولم يتناول البرنامج الوطني الفلسطيني. واستبعد عبدربه الصدام بين حماس والسلطة في حال رفضت الحركة استئناف الحوار مرة أخرى، مجددا القول أن الأمور ستتجه نحو استئناف الحوار للوصول إلى نتائج في أسرع وقت. وعقدت القوى والفصائل الفلسطينية شاركت فيه كلّ من حماس والجهاد الإسلامي وحركة فتح والجبهتان الشعبية والديمقراطية لتقييم قمتي شرم الشيخ والعقبة.
على ذلك، قالت مصادر فلسطينية إن أبو مازن سيلتقي فصائل وحركات المعارضة الوطنية والإسلامية خلال يومين. ومن جانب آخر أكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس أن الشعب الفلسطيني لن يستكين ولن يتنازل عن حقه في الحرية والاستقلال حتى إقامة دولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وقال الرئيس عرفات في كلمة له عبر الهاتف في الاحتفال بذكرى الشهيد فيصل الحسيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي أقيم في مدرسة الأمة الثانوية في القدس المحتلة - «إن شعبنا اختار طريق السلام «سلام الشجعان» الذي وقعناه مع شريكنا الراحل رابين الذي اغتالته هذه العناصر المتطرفة التي لا تريد السلام وتعارضه الذي يضمن لشعبنا الحرية والكرامة والاستقلال ويوفر الأمن لنا ولهم وللمنطقة كلها». وأضاف قائلا «إنكم حين تجتمعون اليوم لإحياء ذكرى الشهيد البطل فيصل الحسيني شهيد فلسطين شهيد القدس وأخ شهداء فلسطين الأبرار الذين ضحوا بحياتهم من أجل حريتنا واستقلال وطننا». وميدانيا ذكرت الإذاعة الإسرائيلية نقلا عن مصادر عسكرية صباح أمس أن مواقع عسكرية إسرائيلية في منطقة رفح جنوب قطاع غزة وعلى الحدود مع مصر تعرضت لإطلاق نار من رجال المقاومة الفلسطينية، وقد اكتفت المصادر بالقول إن جنود الاحتلال الإسرائيليين ردوا على مصادر النيران دون الإشارة إلى حجم الخسائر أو وقوع إصابات. وفي طولكرم اعتقلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين فلسطينيين في بلدة دير الغصون شمال طولكرم واقتادتهم إلى جهة مجهولة، وقامت بعمليات تفتيش واسعة في منازل المعتقلين الأربعة وعبثت بمحتوياتها. وفي بيت لحم ذكر شهود عيان، أن عددا من الدوريات والآليات الإسرائيلية، اقتحمت مخيم الدهيشة ونشرت الكمائن في مختلف الأحياء والشوارع، وداهمت العشرات من المنازل وعبثت بمحتوياتها، قبل أن تعتقل أحد قادة شهداء الأقصى هناك وهو سعيد عيد وتقتاده إلى جهة مجهولة. وفي نابلس صعدت قوات الاحتلال من اعتداءاتها على المواطنين في المدينة وقراها، وداهمت معززة بجرافة ثقيلة وآليات عدة، قرية طلوزة شمال المدينة، وأطلقت الأعيرة النارية والقنابل الصوتية والقذائف المضيئة، وجرفت سور المقبرة وهدمت ثلاثة قبور، وجدار بقالة تعود لظاهر جناجرة، وحاصرت المسجد الكبير في القرية، ومنعت المصلين من أداء صلاة الفجر فيه. وجرفت شارع طلوزة- الباذان وشارع فرعي يصل إلى قرية وادي الفارعة، مما أدى إلى تعطيل شبكة الهاتف الرئيسة للقرية، وفي مخيم بلاطة وقرية روجيب، أصيب شابان إصابات سطحية نتيجة لإطلاق نيران قوات الاحتلال على منازل المواطنين. واعتقلت في سهل قرية سالم شرق نابلس، سمارة محمد ياسين اشتيوي من قرية بيت أمرين شمال نابلس، بحجة أنه مطلوب لقوات الاحتلال، وعلى حاجز كسارات السلعوس قرب دير شرف غرب نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال أحد المواطنين بعد إيقاف سيارة إسعاف تابعة لبلدية جنين، كان يستقلها واقتادته إلى جهة مجهولة. وفي خليل الرحمن طيرت قوات الاحتلال بالونات غازية، تحمل كاميرات مراقبة في سماء الخليل، بالتزامن مع تشديدها لإجراءات الحصار، وحظر التجوال المفروض على البلدة القديمة في المدينة. أفاد شهود عيان، أن هناك تصعيدا ملحوظا في الإجراءات العسكرية التي تفرضها قوات الاحتلال في البلدة القديمة ومحيطها، وسط استمرار حظر التجوال، مشيرين إلى أن تلك القوات طيرت كاميرات مراقبة محمولة ببالون غازي ضخم في سماء المنطقة، بالإضافة إلى جملة من الإجراءات العسكرية، التي تمثلت في إغلاق المزيد من مفترقات ومحاور الطرق، خصوصا في منطقة الفحص جنوب المدينة، بحيث تمت إقامة العديد من الحواجز والسواتر الترابية.
ودفعت تلك القوات بأعداد إضافية من جنودها وآلياتها العسكرية، بما في ذلك ناقلات جند مجنزرة إلى البلدة القديمة ومحيط البؤر الاستيطانية. وفي جانب آخر يقوم رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني السابق الإرهابي «عوزي ديان» بجهود مكثفة ليترأس مجلسا صهيونيا لدعم إقامة الجدار الفاصل، وسيتألف المجلس من كل الفصائل والمنظمات الصهيونية التي تدعم إقامة الجدار العنصري.
وزعمت مصادر صهيونية أن المبادرين لإقامة هذا التنظيم لا يقصدون إقامة جسم سياسي أو ائتلاف صهيوني جديد و إنما يسعون لتشكيل تنظيم يجعل إقامة الجدار الفاصل في مقدمة أولويات الكيان الصهيوني.
غزة - أ ش أ
أعلنت لجنة الأسير الفلسطيني أن السلطات الإسرائيلية رفضت إدخال الدواء لمعتقلة مريضة بالسرطان تدعى أسماء أبو الهيجاء وهى معتقلة من قبل قوات الاحتلال هي وزوجها (أبوالهيجاء) - الذي تعده «إسرائيل» بأنه من أخطر قادة حركة حماس - وابنها. وذكرت لجنة الأسير أن منظمة أجنبية من حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني تقدمت بطلب لزيارة زوجة أبو الهيجاء، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت ذلك ومنعتها من توفير الدواء. ودعت لجنة الأسير وحركة حماس «إسرائيل» إلى الإفراج الفوري عن الأسير الشيخ صالح محمد العاروري - أحد أبرز قادة الحركة - مستنكرة قيام السلطات الإسرائيلية بتحويله للاعتقال الإداري بعد انتهاء فترة سجنه البالغة أحد عشر عاما. وأكدت حركة حماس ولجنة الأسير أن استمرار اعتقال العاروري بعد مسلسل المعاناة القاسي الذي عايشه في سجون الاحتلال منذ العام 1992، وإصدار قرار جديد بتحويله للإداري لمدة ستة شهور يعتبر سابقة هي الأولى من نوعها
العدد 275 - السبت 07 يونيو 2003م الموافق 06 ربيع الثاني 1424هـ