العدد 2313 - الأحد 04 يناير 2009م الموافق 07 محرم 1430هـ

الحسين لم يرمِ بنفسه للتهلكة بل قدمها قربانا للدين... ومن يلومه لم يفهم الإسلام

في محاضرة «لماذا عاشوراء» بمأتم سار... الأميركية جولي آرثر:

أكدت الباحثة الأميركية المسلمة جولي آرثر أن الإمام الحسين (ع) علّم من خلال ثورته التي أقامها في العام 61 هجرية أن أهم شيء في الحياة العيش بكرامة ورفض الذل والهوان، إذ إن الحسين وطوال ثورته لم يستسلم للظلم وقارعه، وذلك ما يمكن استلهامه من هذه الثورة. وقالت «إن كل الذين حاربوا الإمام الحسين (ع) وقتلوه، لا يمتلكون أيّا من القيم الإسلامية، التي خرج من أجلها الحسين ليحفظها»، موضحة في ردّها على من لاموا الحسين وقالوا إنه رمى بنفسه إلى التهلكة، أنه قدّم نفسه قربانا للدين الإسلامي من أجل أن يبقَ، وأن من يلوم الحسين لخروجه يعيش لدنياه وليس لآخرته، إذ إنه لم يفهم من الدين شيئا.

جاء ذلك خلال محاضرة نظمها مأتم سار الكبير بعنوان «لماذا عاشوراء؟»، التي حاضرت فيها آرثر المتخرجة من جامعة ميريلاند بولاية تكساس الأميركية، وترعرعت وسط عائلة كاثوليكية.

وأشارت آرثر الى أن كل العوامل التي تجمعت في عاشوراء الحسين، تتمثل في التضحيات الكبرى التي قدمها الإمام الحسين (ع)، إذ لم يخرج بأهله مقاتلا وإنما مدافعا عن إسلام جده رسول الله (ص).

وبيّنت آرثر خلال المحاضرة أن هناك مساعي حثيثة لتزييف الأحاديث وفبركتها، وذلك من أجل وضعها في صفّ مرتكبي جريمة كربلاء، موضحا أن ذلك كان يُعمل عليه مقابل مبلغ مادي يصل إلى 400 درهم.

وعن النصح والمساعدة التي كان الحسين (ع) يقدمهم لأعدائه في الحرب قالت آرثر: «إنّ الإمام وعلى رغم ظروف الحرب التي كانت تحيط به من كل جانب، إلا أنه لم يبخل عليهم بتقديم النصح والمساعدة لأعدائه»، مستشهدة في ذلك بالصحابي الحر بن يزيد الرياحي، وذلك عندما استوقفوا قافلة الحسين (ع) ليحاربوهم، فما كان من الحسين إلا أن قدّم لهم الماء بعد أن رآهم عطاشى. وتطرقت آرثر التي اعتبرت نفسها عادت إلى الإسلام ولم تدخل فيه كدين جديد، تطرقت لكل الأحداث والوقائع التي وقعت في كربلاء، والتي جعلت منها معركة حيّة تتجدد كل عام، وكأنها وقعت بالأمس، مبينة أن معركة الطف قامت بعد 50 عاما من وفاة النبي الأكرم (ص). وذكرت آرثر أن يزيد بن معاوية قتل بعد ثلاثة أعوام ونصف من مقتل الإمام الحسين (ع)، مضيفة أن أسوأ الأشخاص الذين كانوا في معركة كربلاء هم شمر بن ذي الجوشن، عمر بن سعد، حرملة بن كاهل، ابن زياد.

واختتمت آرثر محاضرتها التي اعتبرت حضورها فيها تلبية لنداء الإمام الحسين (ع)، وخصوصا في إحياء ذكرى عاشوراء، مستشهدة بمقولة إن «كلّ ما لدينا من عاشوراء»

العدد 2313 - الأحد 04 يناير 2009م الموافق 07 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً