إلى دمك ندين، وإلى احتجاجك نرنو، وإلى البذل المفتوح على السماء والأرض نحنُّ. أنهكنا السياسيون التجَّار، والسماسرة بالدِّين، والمفسرون لأعصابنا ونوايانا وأحلامنا. أنهكنا الإمعان في اعتبارنا سلعا للعرض، وكائنات مؤجَّلة. أنهكنا التسويف. تسويف غدنا، والعبث بحاضرنا، والمزايدة على تاريخنا. أنهكنا التجوال في عواصم لا ترى من أبنائها إلا الظلال.
@@@
في العميق من الأثر أنت، وفي القلب من التحوُّل، وفي المركز من المسعى إليك؛ حين يضيق على الأحرار مداهم المصادر، وأفقهم المخنوق، وحين تضيق على المقهورين أقدارهم الأرضية، بعيدا عن القدر الذي ارتضته وأرادته لهم السماء.
@@@
إنِّي بعِفَّةِ ما ألقاهُ مفْتُونُ
سرٌّ تحلِّقُ فيه الكَافُ والنُونُ
«سرٌّ» تَفَرَّدَ حتى كِدْتُ أحْسَبُهُ
«جَهْرا» وفيهِ من «الأسْرَارِ» تضْمينُ
لوْ مَسَّني «التيهُ» «أهْدَتْني» بصائرُهُ
دربا تَصَالحَ فيه «البَأْسُ» و «اللِينُ»
دربا تَعَفَّفَ أنْ يُفْضي «لمنْقَصَةٍ»
لأنَّه من رحيقٍ «تمَّ» معجُونُ
يا ابْنَ الذين لهمْ في النِّاسِ منزلةٌ
لنْ يستطيعَ لها رُقيا مَلايينُ
ناموا على غُصَّةٍ والدهرُ «مُنْقَلِبٌ»
وأَنْتُمُ في «ثباتِ» الدِّينِ تمكينُ
جعفر الجمري
العدد 2313 - الأحد 04 يناير 2009م الموافق 07 محرم 1430هـ