العدد 2313 - الأحد 04 يناير 2009م الموافق 07 محرم 1430هـ

ألا يا عينُ جودي بالدموع

صبي أيا عينُ بدمع ٍ جارِ دهرا

وواسي عترة المختارِ

وابكي لظامٍ في الفلا حائرٍ

لهفي لذاك الظامئ المحتار

وسرّي عني لوعة عشتها

مذ ذقتها، ما عدت لاستبشاري

وهوّني وجدا، أراه غزا

قلبي، وأقصاني عن السمّار

ابكي لوتر الله في أرضه

وثاره المرجوّ، وابن الثارِ

ابكي على خامس أهل الكسا

أهل التقى، والسادة الأطهار

وابن الذي قد خُصَّ بين الورى

ودلّ بالنص عليه الباري

خير أمير كُللت هامه

للذود عن شرع وعن ذمار

ذي ورع، وذي تقي بالغ

أقضى الورى، وأفقه الأحبار

وذي فؤاد راحم رائف

مأوى يتيم، وملاذ جار

وابن التي قد فضلت في النسا

لطهرها، برفعة المقدار

قد بُجِّلَت وجُلّلت في السما

والأرض، بالعزة والإكبار

ابكي طريحا ، بالدما عافرا

محزوزَ نحرٍ، مستبى أطمار

لم تطو أرماح الردى ذكرَه

ومااعترته غيرُ الأقدار

في معشر من خير ما أنجبت

أمه طه سيد الأحرار

صرعى، وما غيّر من حسنه

و حسنهم، ذبحٌ بحدٍّ ضار

كأنه ا لشمسُ تضيء الدنى

في برجها المحفوف بالأقمار

وابكي لصدرٍ قد علته العدى

بجحفلٍ مستعرٍ جرّار

قد كسرت أضلاعه في الثرى

حوافر الفتنة والأوتار

كأنها فاطمُ في كسرها

تئن من هول اقتحام الدار

يا ويلتا، قد أسقطوا حملها

وضلعها هُشَّم، (يا للعار)

فابكي الذي قد صار في كربلا

ملحمة للصبر والإصرار

ذاك الذي جسّد بين الملا

أسمى معاني البذل والإيثار

ذاك الذي في بذله قد علا

وفي فداه، قلل الفخار

هذا الذي أورثه جدُّهُ

من علمه معادنَ الأسرار

عف، كريم، باذل، ناصح

ومتقٍّ في الجهر والإسرار

فليس أعلى منه في همةٍ

وليس أزكى منه في مقدار

قد جدّ في الوعظ، وفي نصحه

ونيط بالإرشاد والتذكار

وخذني يا دمعُ، إلى مضجعٍ

يكسوه وجه الله بالأنوار

إليه يهفو كل ذي لهفة

لضوع فردوس، وروْح سارِ

ويقصد الركبان بوغاءه

في غاية الإخبات والإقرار

واروِ ثراه، تحتوي مشعرا

تعبق فيه أدمعُ الزوار

فكل دمع عنده يُرتجى في

يوم حشرٍ، جُنّة من نار

صبي أيا عين، عليه أسى

كما تصب المزنُ بالأمطارِ

وعللي القلب الذي قد قسا

لما اكتسى بالرين والأضرار

وكن له - يا دمع- إكسيره

ونهجه المنجي من الأخطار

وكن له - يوم الجزا- شافعا

لجنّةِ المأوى، ونعم الدارِ

معصومة محمد علي المهدي

العدد 2313 - الأحد 04 يناير 2009م الموافق 07 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً