العدد 2313 - الأحد 04 يناير 2009م الموافق 07 محرم 1430هـ

كربلاء والمدن العراقية الكبرى تتّشح بالسواد

مواكب يومية ودعايات انتخابية وسرادقات لضيوف الحسين

تخيم حالة من الحزن الشديد والأسى على المدن والأحياء الشيعية في المدن العراقية خلال إقامة شعائر ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب قبل 1400عام في مدينة كربلاء (118 كم جنوبي بغداد).

ودعت المرجعية الشيعية العليا في البلاد والمرجعيات الأخرى العراقيين إلى إحياء مراسم عاشوراء في إطار خصوصيتها والابتعاد عن توجيهها سياسيا.

وتشهد المدن الشيعية أسبوع إحياء أيام عاشوراء بشكل لم يشهد له العراق مثيلا في تاريخه الحديث، حيث بدأ رفع ملايين الأعلام السوداء والملوّنة فوق الأبنية الحكومية وأسطح الأضرحة المقدّسة والمنازل والبنايات العالية والمساجد، فيما تشهد المدن الشيعية قاطبة إجراء مراسم عزاء يومية تبدأ من الصباح وحتى المساء في المنازل والجوامع والحسينيات، مع تسيير مواكب عزاء في الشوارع يشارك فيها المئات من الأشخاص، يحملون أعلاما سوداء ويرتدون الزيّ الأسود في مجاميع يطلق عليها اسم الموكب، يقوم المشاركون فيه بالضرب على الصدر بالأيدي وعلى جهة الظهر بسلاسل حديدية على وقع دقات الطبول.

وتقام في الشوارع وخصوصا قرب الأماكن المقدسة سرادقات (خيام) لإقامة العزاء تسمى مواكب، مجهّزة بسفينة النجاة مطرّزة بأنواع من الإنارة الملونة وهودج وسيوف وأعلام سوداء كجزء من حالة المشاركة في أيام العزاء. وتقام فيها جلسات دينية يتم خلالها تلاوة آيات من القرآن الكريم وإلقاء قصائد تمجّد سيرة الإمام الحسين.

وتعدّ مدينتا كربلاء والنجف هما المركزان الرئيسيان لإقامة هذه الشعائر حيث يتوافد عليهما آلاف من العراقيين لأداء هذه الشعائر في طقوس يسودها الحزن والبكاء لاستذكار واقعة الطف، التي جرت عام 61 هجرية في مدينة كربلاء.

ومن جانبها اتخذت السلطات العراقية إجراءات أمنية غير مسبوقة حيث تم نشر نحو 100 ألف رجل أمن وجندي تحت إشراف كبار قادة العمليات العسكرية لتوفير أجواء آمنة لأداء الشعائر والطقوس بحرية. ولم تكن هذه المشاهد مألوفة في العراق خلال حقبة الرئيس الراحل صدام حسين الذي منعها وأعطى أوامر صارمة بمعاقبة من يخالف أوامره بعقوبات تصل إلى الإعدام.

وقالت شذى خالد، موظفة (38عاما): «إحياء أيام عاشوراء أصبحت ظاهرة ملفتة في العراق ويشارك فيها الصغار والكبار على حد سواء، لأنها تتعلق بقضية تجمع المجتمع العراقي وتوحّد مواقفه في قضية واحدة وهي تحقيق العدالة، والإيمان بأن الأمم قادرة على العيش بحرية ومقارعة الظلم».

وأضافت: «نحن نستعد لتقديم وجبة طعام كبيرة خلال اليومين المقبلين، وهو تقليد سنوي اعتدنا عليه منذ سنوات لكننا بعد سقوط صدام وسعنا نطاق هذه الوجبة ليتم توزيعها في المنطقة على الجميع دون استثناء».

وتعد المواكب التي يستقبلها يوميا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى (الشيعي) في العراق عبدالعزيز الحكيم في حي الكرادة من أكثر المواكب تميزا في بغداد، حيث يشارك الآلاف في مواكب يومية تستمر حتى التاسع من الشهر الجاري (الجمعة)، فضلا عن إقامته مجالس عزاء يحضرها كبار المسئولين في الدولة.

وتسمع التسجيلات الصوتية التي تروي واقعة الطف في كل مكان، في المقاهي والسيارات وحافلات الأجرة والمنازل، فيما تقام جلسات عزاء في المنازل للرجال وأخرى للنساء، يتولى إدارتها رجال دين من المتمرسين من كلا الجنسين

العدد 2313 - الأحد 04 يناير 2009م الموافق 07 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً