نص الكلمة التي وجهها ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في جلسة استشراف مستقبل التجارة والاقتصاد التي اقيمت ضمن برنامج المنتدى الاقتصادي في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة.
سيداتي سادتي...
اعتقد بأنه من الاهمية بمكان ان نتساءل ما هو الذي يمكن ننجزه... الاجابة كل شيء ممكن ان ينجز مادامت العزيمة قائمة ووضوح الرؤية، لابد من تنفيذ كل ما ناقشناه بشكل شفاف متواصل وفعال وبسرعة... علينا ان نركز على امور ثلاثة وهي القواعد التي سنعمل على اساسها في مجتمع ما، ثم نقيّم نجاح تنفيذ هذه القواعد وتطبيقها وان نقيم ما اذا كانت الاهداف الاصلية التي ارتضيناها لانفسنا سليمة أم لا.
الجزء الصعب هو التوصل إلى توافق الآراء على الرغم من اختلاف وجهات النظر، وانا لا ارى هذا الاختلاف الكبير هنا. ويسعدني ويدهشني ان ارى الجميع يتفقون إلى حد كبير في المنتدى الاقتصادي العالمي.
وعلينا ان نقنع العديد بان المخاطر لا خوف منها بل هي شيء ايجابي. لابد ان نعالج قضايا حقيقية في عالمنا هذا كالفساد والنظم السياسية القمعية والبيروقراطية وكل هذه الامور تتطلب التزاما من الجميع، الالتزام من جانب الشركات من خلال تحليها بالشجاعة والافصاح عن رأيها حتى تصل إلى الاصلاح والقيادة الحسنة التي لا تقف أمام هذه المشاكل.
واذا كان لي ان استعرض ما رأيته هنا فأريد ان اهنئ الملك عبدالله على شجاعته وقيادته للاردن نحو مستقبل افضل ورفاهية افضل لشعبه.
بالنسبة لي كانت هذه المسألة عظيمة لاني رأيت تلاقي وتوافق الآراء من جميع القطاعات الاردنية ولكن المستقبل يتطلب ممارسة تنافسية والعزم الاكيد على النجاح.
بالطبع هناك مخاطر تحدق بنا ما دمنا نتحدث عن الجانب العسكري.
اولا: لابد من التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية واستمعنا إلى كلمات جميلة لكن علينا ألا نغادر هذا المكان بشعور من الارتياح النفسي الدافئ. علينا ان ننظر إلى ما يحدث على الأرض فعلا اذا اردنا ان نتوخى الموضوعية وتقييم الموقف. وانا شخصيا لا اشعر بالتفاؤل باننا سنجد الحل السريع لهذه القضية. وعلى الجانب العربي لم نر الرغبة الاكيدة في رفع الاصوات تنديدا بالارهاب. نريد ان نرى المزيد من ذلك.
واذا كان لنا ان نقيم اسهام الولايات المتحدة الامريكية فإننا نؤيد مبادرة الرئيس بوش. الرسالة لابد ان تتوحد إذ ان هناك مؤسسات مختلفة في الحكومة الامريكية تطالب بنتائج مختلفة، برنامج طموح لتعزيز الديمقراطية في المنطقة وتعزيز الأمن والربط بين هذين الهدفين مسألة صعبة. ونريد وضوح الرؤية بالنسبة لهذه المسألة.
أما على الجانب الاسرائيلي فمن الاهمية بمكان ان نتساءل: ما الذي يفعلونه في الميدان لتعزيز السلام في وقت نحاول ان نقنع كل العناصر الفلسطينية بنزع سلاحها فإن الاغتيالات مستمرة وهي اغتيالات تودي بحياة العديد من المواطنين الابرياء وتعذب العديد منهم.
السور الذي بني عبر الاراضي المحتلة منع العديد من الفلسطينيين من كسب لقمة العيش اليومية.
اعتقد ان الاحصائيات تشير إلى ان خمسين في المئة من الفلسطينيين يعانون من البطالة وكيف يمكن لرئيس الوزراء الجديد ان ينجح في تشكيل السلام.
رجاء وانتم تغادرون هذا المنتدى احملوا معكم رسالة وهي ان السلام ضروري لهذه المنطقة ونحن على استعداد لتحقيقه. ما لم تبذل جميع الجهود من جميع الاطراف فإننا قد تركنا في هذا المنتدى احلامنا ورؤوسنا للسحاب ولم ننظر للواقع.
واذا كان لي ان اطلب شيئا لتحقيق السلام فانني اطالب بآلية تتصرف اذا لم يلتزم احد الاطراف بخريطة الطريقة. وهذا ما نحتاجه بالنسبة لأي مشروع من المشروعات في القطاع الخاص. المسألة بسيطة: الانسان ينظر لحساباته اذا كان قد ربح أو أفلس. اما في السياسة فالمسائل تختلف فعلينا ان نضمن النجاح. وشكرا
العدد 292 - الثلثاء 24 يونيو 2003م الموافق 23 ربيع الثاني 1424هـ