لأن مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، هو المرآة الفعلية تاريخيا للصراعات الفلسطينية الداخلية منها والخارجية، أو للصراعات الفلسطينية العربية وما شابه، فإن «آخر المستجدات تنعكس دائما على أرضه سلبا أو إيجابا». مناسبة هذا الكلام هو المؤتمر الفلسطيني الذي سيعقد عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم (الأحد) في المخيم، بدعوة من لجنة المتابعة المنبثقة عن القوى والفصائل الوطنية والإسلامية فيه. وسيضم المؤتمر القوى الإسلامية (عصبة النور وعصبة الأنصار) إضافة في منظمة التحرير الفلسطينية. لماذا هذا المؤتمر؟ وما الذي استدعى انعقاده، ولم تلتئم جراحات الاقتتال الذي دار الشهر الماضي بين فتح والقوى الإسلامية؟ هل ان ملامح الهدنة التي تسود الشارع السياسي الفلسطيني في الأراضي المحتلة انعكست إيجابا على داخل المخيم؟ وهل ان خريطة الطريق في طريقها إلى الطريق؟ لا ينكر أي مسئول في المخيم الانعكاس الايجابي للهدنة الداخلية الفلسطينية بين حماس والجهاد وحكومة أبو مازن على مسار التحضير لعقد المؤتمر المشار إليه، وتذليل العقبات من أمام تأكيد عقد المؤتمر. كما يرى أحد المسئولين في المخيم أن الإشاعات بشأن «خريطة طريق» للبنان وسورية كان لها الأثر الايجابي في الهدوء والتهدئة. في حين يعطي مسئول آخر لزيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن قبل يومين للبنان ابعادا ايجابية انعكست هدوءا وتهدئة. إضافة إلى هذه الأسباب هناك محاولة طمأنة الناس في المخيم من عدم تكرار الاشتباكات، بعد موجة الشائعات التي اجتاحت المخيم وتفيد انه بمجرد انتهاء العام الدراسي ستتجدد الاشتباكات ما أثار الذعر والقرف. أما مسئول الجبهة الديمقراطية في المخيم أبو إيهاب فإنه أكد لـ «الوسط» أن هدف المؤتمر هو تحصين ما تم التوافق عليه بين الأطراف والقوى الفلسطينية والإسلامية ومنظمة التحرير بوضع ميثاق شرف ينهي الاقتتال بين الأطراف وتوقعه مختلف القوى وتحريم الاحتكام إلى السلاح في أي نزاع داخلي مهما كان حجم تأكيد رفض التوطين والتمسك بحق العودة. وتشكيل مرجعية أمنية موحدة داخل المخيم للامساك بالوضع الأمني. ومنع أية ظهور مسلح وكل ما يمكن ان يوتر الأوضاع. المؤتمر المشار إليه سيصدر عنه بيان يشدد على التهدئة «الوافدة» من مساعي تنفيذ «خريطة الطريق»، وسيؤكد المرجعية الأمنية كضمانة للسهر على التنفيذ، ولكن عضو اللجنة الشعبية في المخيم أبوعدنان الرفاعي يشكك في وجود ضمانة لعدم تكرار أي اقتتال «طالما ان التهدئة الآن هي انعكاس للوضعين الإقليمي والدولي الرافضين لأي توتر حاليا» فالمخيم الذي يقول عنه الرفاعي انه ليس «زاروبة»، يقع فعلا في دائرة القرار والتأثير والتأثر سلبا وإيجابا؟
العدد 296 - السبت 28 يونيو 2003م الموافق 27 ربيع الثاني 1424هـ