العدد 296 - السبت 28 يونيو 2003م الموافق 27 ربيع الثاني 1424هـ

الجيش البريطاني يعرض العفو عن العراقيين!

عرض الجيش البريطاني في العراق أمس الأول (الجمعة)، عفوا عن المسئولين عن مقتل ستة من رجال الشرطة العسكرية الملكية البريطانيين في جنوب العراق.

وأسقطت الطائرات المروحية منشورات على المدينة التي حدث فيها القتل، واعدة «اننا لن نعود إلى معاقبة اي شخص إذ ان تلك من طرق نظام صدام. وقوات التحالف تأسف لمقتل عدد من أهالي المنطقة... وسنعود لإقامة علاقات حسنة معكم ومع كل أبناء الشعب...». ووزعت هذه المنشورات بعد أن تشاور الضباط البريطانيون مع القائد المدني المحلي عبدالكريم آل محمود.

ولكن أي اقتراح بأن يبقى القتلة من دون عقاب من الأرجح أن يؤدي إلى رد فعل غاضب في بريطانيا. أحد أفراد الشرطة العسكرية القتلى اتهم ابوه الجيش بتعريض ابنه ورفاقه للأخطار.

وجاءت التطورات الأخيرة في نهاية الأسبوع الأكثر عنفا في العراق منذ نهاية الحرب، بسقوط 21 بريطانيا وأميركيا وعراقيا، وإصابة 20 آخرين. واتضحت حال الفوضى شبه التامة بعد زيارة فريق من كبار ضباط الشرطة البريطانيين للعراق، إذ توصلوا إلى نتيجة مفادها ان إرسال ضباط شرطة للمساعدة في حفظ الأمن خطير جدا. بول كيرناغان من (اتحاد ضباط الشرطة) صرح قائلا: «انني لا أحب أن أرى شرطة بريطانيين في شوارع بغداد لانها خطيرة جدا».

وفي الوقت نفسه حذّرت مجموعة أمنية في تقرير لها عن امكانات الاستثمار التجاري في العراق، حذّرت من احتمال انحدار البلاد إلى ثورة مفتوحة.

وقيل أمس الأول ان بعض رجال الشرطة العسكرية قتلوا على رغم محاولتهم التعلل للبقاء على قيد الحياة، وذلك بعرض صور أفراد أسرهم أمام المسلحين الذين حاصروهم في مركز للشرطة. كما ظهر أيضا الجمعة الماضي أن الرجال استخدموا الاتصال بالراديو بصفة طارئة طلبا للمساعدة، قبل نصف ساعة على الأقل من مقتلهم. ولكن القائد العسكري في العراق اللواء بيتر وول، اعترف بأن « الاحتياطات البريطانية لم يتم انجازها».

علي العطية، وهو شاهد عيان عراقي، قال: «ان الجنود عرضوا الصور لانهم أرادوا ان يقولوا (اننا مثلكم، انظروا، ان لدينا زوجات وأطفالا أيضا).لاشك انهم كانوا يتمنون أن ينقذهم ذلك، ولكن أملهم قد خاب».

وفي بيته بشمال ويلز، قال ريغ كيز، والد القتيل توماس كيز، 21 عاما «انه أمر غير واضح، ولكن كما يبدو انهم أرسلوا هؤلاء الشبان الستة إلى مركز شرطة لأداء عمل في بلد معادٍ، وبعناصر معادية، مع دعم محدود جدا جدا لهم».

وقالت زوجته سالي: «ان التفكير في انهم يمكن ان يكونوا وقعوا في الفخ من دون أن يتوافر دعم عاجل يثير القلق... فانها خسارة لولدي الجميل».

وعلى كل حال، أصرت وزارة الدفاع على تقديم عرض «العفو» الذي هو محل سوء فهم. وقال الناطق باسم الوزارة: «انني لم أشاهد المنشورات، ولكن اعتقد ان ما كنا نحاول أن نوصله هو اننا لن نقوم بعملية عقاب جماعي للمجتمع كما كان يحدث ايام صدام حسين». وأضاف قائلا: «من الواضح انه كجزء من عملية إعادة البناء علينا أن نصل إلى عمق ما حدث، بما في ذلك عمليات القتل».

ومنذ تقديم العرض، في اعقاب حدوث عمليات القتل، فان الجيش كان يحاول إزالة الفتيل من الوضع. والطلبات لم يتم تكرارها، وعملية البحث عن الأسلحة، التي قيل انها قادت إلى المواجهة الدامية قد تم تعليقها لمدة شهرين.

ولكن يلاحظ انه بعد أكثر من شهرين ونصف الشهر من سقوط بغداد، استمر العنف ضد قوات التحالف في التزايد. فقد قتل جندي أميركي الجمعة الماضية جنوبي العراق بينما وردت أنباء عن مقتل أميركي آخر في العاصمة العراقية بغداد.

وأذيع ان القتل في بغداد حدث في أحد المتاجر، إذ قال صاحبه انه «أخرج بعض الدولارات من جيبه، وبينما كنت أنظر إلى النقود صدرت فرقعة، وجاء جنديان آخران وحملاه وخرجا به من المحل».

وقد قتل حتى الآن 21 من العسكريين الأميركيين في العراق منذ مطلع مايو/ايار، عندما أعلنت القيادة المركزية الأميركية انها ستصعّد من عملياتها ضد «بقايا» الموالين لصدام.

وصرح الناطق الأميركي ويليام ثورمند قائلا: «حدثت هجمات أكثر في الفترة الأخيرة، ولكن ربما من السابق لأوانه القول انها جزء من (مقاومة)، فقد فككنا بعض شبكات هؤلاء الرجال الأشرار».

ينشر المقال بالاتفاق مع صحيفة «الاندبندنت» البريطانية

العدد 296 - السبت 28 يونيو 2003م الموافق 27 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً