العدد 301 - الخميس 03 يوليو 2003م الموافق 03 جمادى الأولى 1424هـ

بونفّور لايزال يحدّق في وطن نحلم به

بتأبين «طاهر»...تاريخ يلتقي

جمعية المهندسين - غسان الشهابي 

03 يوليو 2003

اجتهد حضور جمعية المهندسين مساء أمس الأول (الأربعاء) لكي يغالبوا دموعا قديمة لئلا تنزلق مجددا وهم يحييون ذكرى استشهاد محمد بونفور الذي حلق بعيدا وهو ابن التاسعة والعشرين، في حفل التأبين الذي تأخر عن الملأ ثلاثين عاما، والذي نظمته جمعية العمل الوطني الديمقراطي.

في تلك الليلة ألقيت كلمات، حملت الوفاء من رفاق الدرب لأحد شهداء فترة السبعينات، الذي أودى انفجار بحياته، حينها قيل ـ رسميا ـ إنه كان يصنّع قنبلة فانفجرت به، وقيل شعبيا إنه جرت تصفيته، وان هناك من وشى به، وقصص أخرى كثيرة، بقي منها أن جهاز الأمن «ارتاح» من أحد مدبري الاعتصامات، ومثيري «القلاقل»، وخصوصا بقصة فراره الدراماتيكية من أمام مركز الشرطة بعدما وقع في قبضة الأمن بعد طول بحث ومعاناة.

كانت مقلتا بونفور تحدقان في الجمع بثبات وصرامة أكثر من تحديق الجمع فيه، كانتا تبحثان عن أمل جديد في من بقي من الرفقة، وفي من أتى من أجيال لاحقة، بعضهم سمع به، وبعضهم يتعرف إليه للمرة الأولى في تلك الليلة ربما.

«الشهيد محمد بونفور» الذي ارتبط اسمه بالأهازيج الوطنية القديمة، وبأشعار تمجيد العمال والمناضلين، كان حاضرا بقوة بحضور نفر ممن رافقوه، وبحضور ابنتيه وقد ألقت إحداهما (بثينة) كلمة عن سيرة والدها فضغطت الصالة على نفسها كي لا تنفجر بكاء مع تهدج الصوت العفوي، فيما تسلمت (خولة) درعا تذكاريا من منظمي الحفل وسط التصفيق وقوفا تخليدا لذكرى والدها.

الجمعيات السياسية التي اجتمعت كلمتها في فم رئيس جمعية المنبر التقدمي الديمقراطي حسن مدن، ألحقت ما يجري في البحرين حاليا بروح بونفور وأقرانه الذين ذهبوا قبلا وبَعدا على امتداد قرن من البذل المختلف الوجوه، إذ جمع التاريخ نفسه (2/7) بين بونفور وعلي طاهر، وفرقت بينهما 23 سنة.

فعلى مقربة من الجفير، كانت مراسم تأبين أخرى تجرى لأحد الذين سقطوا في انتفاضة التسعينات، وهو الشهيد علي طاهر، وذلك في مأتم دار الحسين، في سترة «الخارجية»، لتلتقي ذكريات قديمة بأخرى حديثة، بأطياف القصص التي يتناقلها الأقدمون عن فجر الحركة الوطنية، بما سنقوله لأولادنا، عن وطن أجمل، حلموا به وحلمنا، وذهبوا بعيدا ليعبّدوا طريق الوصول إليه

العدد 301 - الخميس 03 يوليو 2003م الموافق 03 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً