عشية ذكرى تولي الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الحكم (17 يوليو / تموز) تعرضت القوات الأميركية أمس لهجمات مباغتة في مناطق عدة استهدفت مقار وجودها في العراق، في وقت قرر مجلس الحكم الانتقالي أن يوفد فريقين لإيطاليا والأمم المتحدة للتأكيد بأنه يمثل «كل الشعب»، في حين نأت محكمة جرائم الحرب الدولية بنفسها عن مناقشة مسألة العراق.
وقد تعرضت طائرة عسكرية أميركية لمحاولة هجوم بصاروخ أرض ـ جو أثناء هبوطها في مطار بغداد، وقال الرقيب ايمي ابوت إن الصاروخ أطلق على الطائرة وهي من نوع «هركوليس سي-130» لكن لم يصبها. ولقي جندي أميركي مصرعه وأصيب آخران في انفجار استهدف قافلة عسكرية بالقرب من منطقة سجن أبوغريب غربي بغداد، كما أصيب آخر في هجوم بقنبلة في حي المنصور.
وعلى صعيد آخر، أكد مسئول العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري أن الأكراد يفضلون حلا فيدراليا للقضية الكردية، مؤكدا أنهم لن يقبلوا بعد اليوم أن يكونوا نصف عراقيين، وسيشاركون في الحكم من منصب رئيس جمهورية إلى أدنى منصب.
وقالت مصادر عراقية موثقة لـ «الوسط» إن عقيلة الهاشمي التي اختيرت لعضوية مجلس الحكم الانتقالي ستمثل العراق في الأمم المتحدة، وستقوم ضمن وفد عراقي بلقاء الأمين العام للمنظمة الدولية وكذلك ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وستشارك في الدورة الـ 22 للمجلس والتي ستعقد في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وأكدت المصادر أن الولايات المتحدة توجهت لأعضاء مجلس الأمن بضرورة الاهتمام بالوفد العراقي واعتباره ممثلا شرعيا للعراقيين والاستماع لتوضيحاته فيما يخص الشأن العراقي.
وقد دخلت الهاشمي مجلس الحكم الانتقالي ضمن «القائمة الشيعية» التي تضم 13 شخصا، وقد سبق ان اختيرت من قبل الإدارة الأميركية المحلية كعضو في لجنة المتابعة التي تتولى إدارة وزارة الخارجية العراقية منذ سقوط النظام السابق، وهي حاصلة على شهادة الدكتوراه في الأدب الفرنسي، وعرف عنها كونها مقربة من نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز، وعضو عامل في حزب البعث المنحل، وقد تولت قسم العلاقات العامة في وزارة الخارجية العراقية قبل سقوط النظام، ولكنها، على ما يبدو قد احتفظت بعلاقات جيدة مع دبلوماسيين أميركان وأوروبيين قبل وبعد سقوط النظام، وأعلنت تأييدها للاحتلال الأميركي منذ الأيام الأولى، وعرضت خدماتها طوعيا للمساعدة في إعادة هيكلة وزارة الخارجية العراقية من جديد.
عواصم - وكالات
أخذت حالات الفوضى تسود العراق فمن جهة لقي أمس جندي اميركي مصرعه وأصيب اثنان في انفجار استهدف قافلة عسكرية كانت تقل جنودا أميركيين في الطريق السريع المؤدي إلى غرب بغداد، كما جرح أميركيان على الأقل مع خمسة عراقيين في انفجار عبوة ناسفة استهدف مقرا يحرسه الجنود في بنك بحي المنصورة، وأصيب آخران على الأقل أثر تحطم عربتهم من طراز «همفي» في انفجار في منطقة السيدية جنوب بغداد، كما قتل قائمقام مدينة الحديثة وابنه في هجوم نفذه مجهولون، تزامن ذلك مع تصريح للمدعي العام لمحكمة الجرائم الدولية لويس مورينو اوكامبو عن اختصاص المحكمة بأنها ليست لديها الصلاحية لمناقشة الوضع في العراق، كما أستبعد رئيس الإدارة الأميركية بول بريمر بحث جميع القضايا المتعلقة بقوات التحالف، في وقت توجه وفد من أعضاء المجلس الانتقالي إلى مجلس الأمن لإقناع الأمم المتحدة بأن المجلس يمثل الشعب، وقال أحد أعضاء المجلس محمد بحر العلوم إن المجلس خطوة يمهد لحكومة منتخبة، وعضو آخر أوضح سعي المجلس لتعيين الوزراء خلال الأسبوع الجاري.
وقتل جندي اميركي في هجوم استهدف قافلة عسكرية على طريق سريع غرب بغداد. وأضاف روبرتو الفاريس إن الهجوم وقع قرب سجن أبو غريب واستهدف قافلة تضم ثلاثين آلية عسكرية تقريبا ان «شاحنة انفجرت ورأينا الدخان يتصاعد».
كما توفي جندي اميركي مساء أمس الأول أثر سقوطه من مبنى في مدينة الحلة جنوب بغداد على ما أفاد الجيش «الإسرائيلي».
هذا في وقت أصيب جنديان اميركيان على الأقل بجراح عندما تحطمت عربتهم من طراز «همفي» في انفجار في منطقة السيدية جنوب بغداد، وقال السيرجنت ليونارد ان «الارجح ان الانفجار سببه لغم ارضي».
كما ذكر مصدر في الجيش الاميركي ان عبوة ناسفة مصنعة يدويا انفجرت في حي المنصور في العاصمة العراقية بغداد قرب بنك يحرسه جنود اميركيون، مما أدى إلى جرح جندي اميركي على الأقل. وقالت السيرجنت امي ابوت «لقد وقع انفجار عبوة وان جنديا من الفرقة المدرعة الثالثة أصيب في الانفجار».
وكان شهود عيان ذكروا ان جنديين اميركيين وخمسة عراقيين جرحوا في الهجوم على عربة اميركية مدرعة كانت تحرس احد فروع بنك الرشيد. وارتفع عدد القتلى من الجنود الاميركيين في العراق الى 147 جنديا ليتساوى بذلك مع عددهم خلال حرب الخليج الثانية العام 1991.
من جهة أخرى أفاد شاهد عيان ان قائمقام مدينة حديثة العراقية ونجله قتلا برصاص مجهولين كانوا على متن سيارة.
على صعيد آخر وللمرة الأولى منذ انهيار نظام صدام في التاسع من ابريل/ نيسان دانت «رابطة أهالي الفلوجة» «الحكم الديكتاتوري البائد» برئاسة صدام حسين، مؤكدة «عانينا من الحكم الديكتاتوري البائد ومن تعتيم الحريات» مشددة على ان «النظام الفاشي أحبط كل آمال العراقيين».
من جانبه أصدر رئيس الادارة المدنية الاميركية في العراق بول بريمر قرارا منع بموجبه المحاكم العراقية النظر في أي قضية تتعلق بقوات التحالف في البلاد.
وقالت صحيفة «الساعة» سياسية مستقلة ان بريمر اعتبر «أية محكمة عراقية لا تمتلك صلاحية الحكم على أي من أفراد قوات التحالف».
وكان عضو المجلس المحلي العراقي الحاكم نصير الجادرجي صرح بأن بريمر لا يملك الكثير من الصلاحيات فوق صلاحيات المجلس.
هذا في وقت أعلن المدعي العام في المحكمة الجنائية ان هذه المحكمة المكلفة النظر في انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان «لا صلاحية لها» في مسألة الوضع في العراق.
وقال مورينو اوكامبو للصحافيين «لا صلاحية لنا إذ ان أيا من الولايات المتحدة والعراق ليس من الدول الموقعة» على معاهدة روما التي انبثقت عنها المحكمة الجنائية الدولية.
في وقت أعلنت الحكومة الاميركية إلغاء القيود على سفر الاميركيين إلى العراق، ولكنها حذرت من خطورة الوضع ونصحت بعدم السفر.
من جهة أخرى وصف عضو المجلس محمد بحر العلوم إنشاء المجلس خطوة لما أسماه بـ «مشروع العراق المستقبلي».
وأشار الى أن المجلس الانتقالي يمهد لإقامة حكومة منتخبة وإقرار دستور للبلاد.
كما أكد الجادرجي، ان المجلس سينظر في تعيين وزراء عراقيين هذا الأسبوع، موضحا أنه سيتم الاختيار حسب معيار الكفاءة والخبرة والإخلاص.
في وقت أكد العضو الكردي في مجلس الحكم الانتقالي في العراق محمود عثمان ان البلاد بحاجة إلى عفو عام ومصالحة وطنية.
وقال عثمان إن توفير الأمن وتحسين الأحوال المعيشية ومحاسبة من وصفهم بـ «مجرمي النظام العراقي السابق» تمثل اولويات مجلس الحكم الجديد.
كما حذرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان من تزايد حوادث العنف الجنسي في العاصمة العراقية بغداد منذ إسقاط نظام صدام حسين.
وقال التقرير ان ارتفاع وتيرة العنف الجنسي يدفع النساء العراقيات إلى البقاء داخل منازلهن ويمنعهن من القيام بدور في الحياة العامة العراقية في هذا الوقت الحيوي.
هذا في وقت كشفت صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية النقاب عن وجود حال عامة من الإحباط بين صفوف الجنود الاميركيين بسبب طول فترة ابتعادهم عن بلادهم ووجود رغبة عارمة في العودة للوطن في اقرب وقت ممكن.
من جهة اخرى أعلن تنظيم غير معروف يطلق على نفسه اسم «ثوار العراق كتائب الأنبار المسلحة» وقف جميع أشكال المقاومة ضد قوات الاحتلال الأميركي في محافظة الأنبار غربي العراق.
وطلب التنظيم من أنصاره «الالتزام بالهدنة حتى لا يستغل صدام حسين عمليات المقاومة وينسبها لنفسه وللموالين له».
وفي السياق ذاته رحبت رومانيا بإنشاء مجلس الحكم، هذا في وقت أعلن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ان المجلس هو موضع امتحان، كما رحبت الحكومة الباكستانية بتشكيل المجلس ووصفته بأنه خطوة أولى في اتجاه إقرار شرعية الحكم وحقوق الشعب العراقي.
هذا في وقت رجح عدد من كبار أعضاء لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب الأميركي بقاء القوات الأميركية في العراق سنوات عدة.
في وقت دافعت الحكومة الإسبانية عن قرارها الموافقة على شن الحرب ضد العراق، مؤكدة أن نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين لم يلتزم بواجباته الدولية.
فيينا - أ ف ب
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس أن عشرة كيلوغرامات من مكونات اليورانيوم فُقدت على الأرجح من موقع التويثة النووي الذي نهب في العراق، مؤكدة مع ذلك أنه من غير الممكن استخدامها لصناعة أسلحة نووية.
وجاء في تقرير إن «كمية ونوع مكونات اليورانيوم لا تشكل خطرا لجهة انتشار الأسلحة النووية». لكنه أضاف إن مدير عام الوكالة الدولية محمد البرادعي سيصر على أن تقوم السلطة الانتقالية في العراق بكل شيء لإعادتها.
وذكر التقرير بأنه توجد مواقع تخزين أخرى لمواد نووية في العراق وانه لم يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيشها. وكانت الوكالة أرسلت في يونيو/ حزيران فريقا إلى موقع التخزين النووي بعد أن تم الإبلاغ عن نهب معدات نووية ومشعة
العدد 314 - الأربعاء 16 يوليو 2003م الموافق 16 جمادى الأولى 1424هـ