استباحت مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين أمس باحات المسجد الأقصى الشريف مدعومة بعدد من الضباط والشرطة الإسرائيلية. من جهة أخرى، تمكنت فرقة من القوات الخاصة الإسرائيلية من تحرير السائق الإسرائيلي المفقود الذي اختطف على أيدي مجموعة من الفلسطينيين، في حين تواصلت الاعتقالات والمداهمات الإسرائيلية لسكان مدن الضفة الغربية.
واستباح المستوطنون اليهود أمس الحرم القدسي الشريف في القدس المحتلة تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في المدينة إن المستوطنين كانوا عدة مجموعات ضمت الأولى قرابة 17 مستوطنا وعددا من ضباط الشرطة والثانية 21 مستوطنا وعددا من أفراد الشرطة، يأتي ذلك بعد تصديق الكنيست الإسرائيلي أمس الأول على مشروع قرار لا يعتبر الضفة الغربية وغزة أراضي محتلة تاريخيا أو وفقا لأي اتفاقات وقعتها «إسرائيل». وصوت لصالح القرار الذي طرحه حزب الليكود اليميني 26 عضوا وعارضه 8. ولا يعتبر القرار ملزما لحكومة أرييل شارون لكنه يعبر عن موقف الائتلاف الحاكم. ودعا القرار الحكومة إلى التمسك بما اعتبرها خطوطا حمراء في المفاوضات مثل إبقاء سيادة «إسرائيل» على القدس، والاحتفاظ بمناطق أمنية في الضفة الغربية ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين إضافة إلى تفكيك البنى التحتية لما وصفه بالإرهاب.
وقد رفضت السلطة الفلسطينية قرار الكنيست، وقالت في بيان لها أمس إنها تعتبر القرار تحديا صارخا للشرعية الدولية ولجميع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة بدءا من القرار 242 و338 وحتى القرار 1397 الذي طلب من «إسرائيل» إنهاء احتلالها العسكري للضفة وغزة والقدس الشريف، وإن صدور هذا القرار إنما يهدف إلى نسف جهود السلام الدولية ونسف «خريطة الطريق» ويشكل غطرسة واستفزازا صارخا لشعبنا الفلسطيني. ودعت القيادة الفلسطينية اللجنة الرباعية ومجلس الأمن الدولي والرئيس الأميركي جورج بوش الذي طرح رؤية حل الدولتين المنصوص عليها في «خريطة الطريق» إلى مواجهة هذا التهديد الخطير لعملية السلام ولخطة الطريق وأكدت تمسكها بخيار السلام والأمن المتبادل. وحذر العضو العربي بالكنيست طالب الصانع من القرار، واصفا إياه بأنه يتنافى ومنطق السلام والقانون الدولي كما يتعارض مع «خريطة الطريق» للسلام مع الفلسطينيين. وقال إن القرار يكشف الوجه الحقيقي لشارون.
وكانت مصادر أمنية فلسطينية قالت إن قوات الاحتلال الإسرائيلي هدمت ظهرا محطة وقود في منطقة واد قدوم في حي سلوان جنوب الحرم القدسي الشريف تعود ملكيتها للمواطن عصام عيد بدعوى عدم الترخيص. وذكرت المصادر ذاتها أن تلك القوات سلمت تهديدات بهدم منازل فلسطينية في جبل المكبر وصور باهر والسواحرة الشرقية بدعوى عدم الترخيص ووضعت تلك القوات حاجزا لها عند مدخل قرية العيسوية. وكان مستخدمو سلطة الآثار الإسرائيلية في بيت سوريك شمال غرب القدس الشريف نفذوا عمليات مسح ميدانية واسعة النطاق في المنطقة الأثرية في الجهة الشمالية الشرقية للبلدة، واستخدم خبراء الآثار أجهزة مرئية والكترونية خلال دخولهم للكهوف والمنطقة الأثرية التي تمتد على مسافة ألف دونم من أراضي البلدة وتبعد عن المخطط الهيكلي للبلدة 200 متر فقط. وفي رام الله والبيرة انتشر جنود الاحتلال بكثافة على طريق بيتونيا عين عريك واعتدوا على المواطنين ونفذوا بحقهم عمليات تفتيش واسعة، وأجبرتهم على قطع مسافة حوالي كيلومتر مشيا على الأقدام للوصول إلى رام الله بسبب تجريف الطريق وإغلاقها بالسواتر الترابية.
إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن إحدى وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي أطلقت فجرا سراح سائق سيارة الأجرة الإسرائيلي المخطوف وهو في أحد منازل بيتونيا بالقرب من رام الله في الضفة الغربية. وذكرت المصادر ذاتها أن الجنود هاجموا المنزل وعثروا على السائق (61 عاما) سليما معافى، وتم نقله إلى مستشفى عين كارم بالقدس ثم إلى بيته في رمات جان، وقال السائق لدى وصوله إلى منزله إن رجلين معهما امرأة وطفلة طلبا منه بيوم اختطافه نقلهم من تل ابيب إلى القدس ولم يعرف أنهما ينويان اختطافه إلا عندما وصل إلى التلة الفرنسية في القدس إذ استل أحدهما سكينا وهدده بها، وانه تم نقله إلى بيتونيا عبر الجبال لكنه لقي معاملة حسنة من قبل المختطفين الذين طمأنوه بأنهم لن يقتلوه. وذكر أن مختطفه يدعى احمد وانه ابلغه بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي حاولت تصفيته مرتين وانه يريد إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابله وأن مختطفه سمح له بالتحدث هاتفيا إلى عائلته مرتين وأنه حاول الهرب ليلة أمس الأول وتمكن من الوصول إلى الباب لكن المختطفين سمعوا الضجيج الذي أحدثه فأعادوه إلى البئر التي احتجزوه فيه من دون أن يصيبوه بأي أذى.
وقد اتهمت مصادر سياسية إسرائيلية الفلسطينيين بالفشل في تحمل المسئولية. وقالت المصادر ذاتها تعقيبـا على إنقاذ سائق سيارة الأجرة الإسرائيلي إلياهو غورئيل إن الفلسطينيين فشلوا في تحمل المسئولية ولو لم تنفذ «إسرائيل» عملية إنقاذه لبقي الوضع كما هو عليه، وإن الحادث يثبت أن سياسة التفاوض مع من سمتهم إرهابيين حتى ولو كانت عصابة أو خلية صغيرة قد فشلت. وكان مصدر أمني فلسطيني في رام الله رفض ادعاء الجيش الإسرائيلي بأنه لم يتلق أية مساعدة فلسطينية في العثور على السائق. وقال المصدر لصحيفة «يديعوت احرونوت» إن المعلومات التي نقلها جهاز المخابرات الفلسطينية العامة برئاسة توفيق الطيراوي في الساعات الأخيرة هي التي أدت عمليا إلى العثور على السائق.
من جانب آخر، قامت قوات الاحتلال باعتقال سبعة فلسطينيين في أنحاء عدة من الضفة الغربية، وداهمت بلدة طوباس جنوب شرق جنين، واعتقلت ثلاثة فلسطينيين بتهمة الانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي، بينما اعتقلت أربعة آخرين بمنطقة نابلس بتهمة الانتماء إلى حركة حماس.
غزة - قنا
استنكر وزير شئون الأسرى والمحررين الاعتداءات الإسرائيلية على السجينات السياسيات هشام عبدا لرازق الفلسطينيات في سجن نفيه ترتسا، موضحا أن هذه هي المرة الثانية خلال أسبوعين التي يقوم بها السجانون في السجون الإسرائيلية بالاعتداء على السجينات. ووصف عبدالرازق في تصريحات صحافية هذه الاعتداءات بأنها تشكل خرقا واضحا لحقوق الإنسان موضحا أن هذه الأعمال اللا إنسانية من شأنها خلق توتر داخل المعتقلات وتوتر في الشارع الفلسطينى.
وأوضح أن الحكومة الفلسطينية أجرت اتصالات موسعة مع اللجنة الرباعية لممارسة الضغوط على«إسرائيل» لإيجاد حل لهذا الموضوع. مؤكدا أن الأسرى والاسيرات في السجون الإسرائيلية يعيشون اوضاعا مأسوية ومتدهورة للغاية نتيجة الممارسات والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة عليهم الأمر الذى يهدد بانفجار الأوضاع داخل السجون
العدد 314 - الأربعاء 16 يوليو 2003م الموافق 16 جمادى الأولى 1424هـ