العدد 318 - الأحد 20 يوليو 2003م الموافق 20 جمادى الأولى 1424هـ

اقتراب من تجربة «لقاء الأربعاء الصداقي»

عند التحدث بالعربية... ترفع اللوحات البيضاء

مدينة عيسى - محرر الشئون الجامعية 

20 يوليو 2003

يضج مكتب أستاذة الترجمة وعلم اللسانيات هيفاء المخرق في جامعة البحرين يوم الأربعاء من كل أسبوع، بمحادثات ونقاشات ساخنة في موضوعات ثقافية وعلمية، وغير المألوف فيها أن تطرح باللغة الانجليزية، ويخوض الطلبة تجربة التحدث والمواجهة مع اللغة الأولى في العالم.

هناك، في الطابق العلوي من مبنى رقم (32) في مدينة عيسى، لن تستغرب وأنت تشاهد طلبة اجتمعوا في مكتب الأستاذة، في غرفة صغيرة، يتبادلون الأفكار والنقاش باللغة الانجليزية، وحين ينسى أحدهم ويتحدث العربية، يرفع الجميع لوحات بيضاء مخطوط فيها باللون الأسود، ويُعلن: «رجاء! العربية غير مسموح بها! Please no Arabic».

وتقوم المخرق بإدارة الحلقات النقاشية التي ابتكرتها، وتحمل مسمى (لقاء يوم الأربعاء الصداقي The Friendly Wednesday meeting) تدعيما لتدريس اللغة الانجليزية لطلبة الجامعة وخصوصا على مستوى مهارات التحدث .skills Speaking

تقول المخرق: «فكرة اللقاء ولدت لاعطاء المجال والفرصة لمن يرغب التحدث في اللغة الانجليزية، وتطويرها بسرعة، وتم اختيار يوم الأربعاء بعد مشاورة عدد من الطلبة الذين استحسنوا الفكرة، وعزموا على مواصلة هذه التجربة».

وجاء اختيار الأربعاء أيضا، حسبما تذكر؛ «لأن عطلة إجازة الأسبوع تأتي بعد هذا اليوم، فالطالب ليس محمَّلا بعبء الدراسة...».

وتعد جلسات الأربعاء تجربة فريدة من نوعها، وللمرة الأولى التي تطرح في البحرين بالصيغة المعمول بها الآن، حسبما تصرح به المخرق.

وقبل أن يبدأ درس الأربعاء تلمح الأستاذة إلى طلبتها ضرورة ارتفاع الحاجز بين المعلم والأستاذ، وجميعنا هنا «أخوة وزملاء».

وفي يوم الأربعاء الماضي ناقش الطلبة موضوع نشأة الفرد وتفاعله في المجتمع، وكيف يوظف فكره وطاقته في الارتقاء بنفسه والمحيط، وكانت هناك صعوبة ملحوظة عند الطلبة على مستوى تداول المصطلحات المتخصصة في اللغة الانجليزية، فيتعثر الطالب مرة، ويحاول مرة أخرى، ويساعده الآخرون، وعند تحدث العربية، ترفع اللوحة البيضاء.

ويقول احد الطلبة المشاركين: «إنها تجربة تعلمك الجرأة، وتقذف بك إلى منطقة الالتهاب والتعلم... هنا لا يوجد خجل!».

وتقول المخرق عن تجربتها مع الطلبة: «يناقش الطلبة بجدية وحماس أكثر مقارنة من وجودهم داخل قاعة الدرس، ويتعلمون بسرعة. السبب - في ذلك - رغبتهم الصادقة في تعلم اللغة الانجليزية، وعدم تقيدهم بالامتحانات، والتسجيل... أو وجود الحواجز بين المعلم والطالب». وعندما انتهى درس الاربعاء الماضي، خرج أحد الطلبة، وهو يحمل صحيفة محلية تصدر باللغة الانجليزية، وكان عازما على قراءتها، أو محاولة قراءتها، أثناء عطلة الأسبوع.

وتعلق المخرق: «ما كان لهذا الطالب الاندفاع للقراءة، لولا وجود الأجواء المشجعة على التعلم، ومطلوب تعميم التجربة في جامعاتنا ومعاهد تدريس اللغة ليستفيد منها أكبر عدد من الطلبة».

وتستمر حلقات «لقاء يوم الأربعاء الصداقي» كل أسبوع حتى نهاية الصيف الجاري، ويمكن للطلبة الذين يحبذون المشاركة والحضور الاتصال والتنسيق مع القائمة على اللقاء هيفاء المخرق

العدد 318 - الأحد 20 يوليو 2003م الموافق 20 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً