قال رئيس اللجنة الأهلية لمناصرة الشعب العراقي حسن العالي إن الاجتماع (غير مكتمل النصاب) الذي عقدته الجمعية العمومية للجنة الأهلية حديثا بحضور 13 ممثلا من أصل 33 ممثلا عن الجمعيات، قد ناقش موضوع مستقبل اللجنة، وأفرز النقاش وجود ثلاثة اتجاهات بخصوص مستقبل اللجنة، إذ أكد أن توجه غالبية الجمعيات، وهي جمعيات التجمع القومي، والشورى الإسلامي، واتحاد العمال، والمهندسين، والأطباء، مع استمرار عمل اللجنة، وتفعيل دورها، ووضع آليات جديدة لعملها في ظل الوضع الجديد للعراق.
فيما طالبت جمعية واحدة - رفض العالي تسميتها - بحل اللجنة، وطالبت جمعيات أخرى بتجميد عمل اللجنة لمدة شهرين، لحين اتضاح صورة الوضع في العراق، إلا أنه أكد أن الجميع متفق على أن الوضع في العراق احتلال أميركي، وكلف الممثلون المجتمعون بوضع تصورات لآليات جديدة لعمل اللجنة، يتم إرسالها إلى جميع الجمعيات، ثم دعوتهم من جديد إلى اجتماع الجمعية العمومية، فإذا وافقوا على الآليات الجديدة تم اعتمادها، وإذا لم يوافقوا، سيتم التوصل إلى اتفاق بحسب غالبية الأصوات.
وبخصوص التباين في النظر إلى مجلس الحكم المحلي، حسبما جاء في بيانات الجمعيات الأخيرة، قال العالي: الجمعيات السياسية كافة تؤكد وجود احتلال أميركي، ووجود أهداف سياسية عدوانية لهذا الاحتلال، تريد الإضرار بمصالح الشعب العراقي، كما أن كل الجمعيات تؤكد ضرورة مقاومة الاحتلال، إلا أن التقديرات السياسية للجمعيات المشتركة في اللجنة تختلف بشأن أسلوب الدعم، فالبعض يرى ضرورة إعطاء مهلة للقوى السياسية في العراق لحسم أمورها مع الاحتلال، فيما ترى جمعيات أخرى ومنها التجمع القومي: أن الاحتلال يجب أن يخرج بالقوة، وترى ضرورة دعم المقاومة المسلحة لتحرير العراق من الاحتلال.
وفيما ترك العالي الفصل في مستقبل اللجنة الأهلية لاجتماعات الجمعية العمومية، أكد من جهة أخرى أن الحاجة إليها ازدادت مع وجود الاحتلال، موضحا أن الإخوة في «الوفاق»، بحسب المداولات الداخلية فيما بينهم يسيرون في اتجاه دعم اللجنة وتفعيل آلياتها من جديد لمقاومة الاحتلال الأميركي كما صرحوا لنا بذلك.
من جهته قال نائب رئيس جمعية الوفاق حسن المشيمع: إن مستقبل اللجنة متروك للمشاورات بين الجمعيات السياسية الست، بصفتها من القضايا السياسية التي قام عليها التحالف السداسي، وموقفنا منها مشترك مع هذه الجمعيات، تاركا الحديث في التفاصيل للمداولات الداخلية واللقاءات بين الجمعيات، فهي الأفضل - بحسب المشيمع - لحسم الموقف وإعادة تقييم وجود ضرورة لبقاء أو عدم بقاء اللجنة، مبينا في الوقت نفسه ألا اختلاف على مفهوم الاحتلال، وإنما الاختلاف على مفهوم المقاومة في الظرف الراهن من احتلال العراق.
من جهتها، أعلنت جمعية التوعية الإسلامية انفصالها عن اللجنة الأهلية لمناصرة الشعب العراقي، حسبما جاء على لسان عضو مجلس إدارتها جعفر القدمي، الذي أشار إلى أن الجمعية شكلت لجنة خاصة لمناصرة الشعب العراقي بأسلوب الدعم المناسب الذي ترتضيه الجمعية في هذا الشأن، فاتحا المجال للتعاون مع أية جهة ترغب في التعاون بعد الاتفاق على آليات العمل.
أما رئيس جمعية المنبر التقدمي حسن مدن، فأكد أن هذه اللجنة أنشئت قبل العدوان الأميركي على العراق لمهمة محددة جرى الاتفاق عليها بين الجمعيات المشاركة في اللجنة، وفي الوقت الجاري: حصلت مستجدات، وينبغي التفكير في آلية أخرى، لوجود قراءات مختلفة لدى الجمعيات بخصوص الوضع في العراق، والأمر بحاجة إلى المزيد من التروي والدراسة، موضحا: أن الآلية الجديدة تتوقف على قراءة القوى الوطنية في العراق لواقعها، «ونحن ندعم ما تراه وتختاره هذه القوى لنفسها، وسنقيم أنشطتنا الفعلية والتضامنية بناء عليها».
من جانبه، قال رئيس جمعية الأصالة عادل المعاودة: إن الوضع في العراق يحتاج إلى مناصرة أكثر من ذي قبل، مشيرا إلى أن الأمة العربية كلها في هذه الجانب لا تفي بالغرض، لأن المحتل لا يعير لنا اهتماما، فما جرى - بحسب المعاودة - إفراز سنوات من الأخطاء، إذ أكد أن بقاء اللجنة أفضل من عدمها، وأن العمل يجب أن يكون من خلالها ولو بالشيء القليل
العدد 319 - الإثنين 21 يوليو 2003م الموافق 21 جمادى الأولى 1424هـ