عاد وفد منتخب ألعاب القوى من العاصمة السورية (دمشق) محملا بإنجاز عربي جديد بالفوز بالمركز الثاني في الترتيب العام للبطولة خلف المتصدر المنتخب المغربي ومتفوقا على المنتخب المصري الذي حل ثالثا.
وكانت البطولة التي أقيمت على ملعب مدينة تشرين الرياضية خلال الفترة من 6 حتى 9 من الشهر الجاري شهدت مشاركة نحو 300 لاعب ولاعبة يمثلون 18 دولة عربية تنافسوا على حصد الميداليات والفوز بالمراكز الأولى.
المشاركة البحرينية هذه المرة تمثلت عن طريق 19 لاعبا ولاعبة (10 لاعبين و9 لاعبات) شاركوا في منافسات الجري للمسافات القصيرة والمتوسطة والطويلة والوثب والرمي.
وجاءت حصيلة الوفد البحريني متنوعا بين الميداليات الملونة، فحقق الأحمر 16 ميدالية ملونة كالتالي (7 ذهبيات و4 فضية و5 برونزية)، فيما كان نصيب المغرب 28 ميدالية (8 ذهب و13 فضة و7 برونزية) أما المركز الثالث فكان للمنتخب المصري (7 ذهب و2 فضة و2 برونز).
وتعد المشاركة البحرينية في هذه البطولة والفوز بالمركز الثاني والوصافة خلف المغرب إنجازا رائعا للبحرين، إذ كانت المشاركة مقتصرة على وفد يضم مجموعة كبيرة من اللاعبين واللاعبات الشباب الواعدين إلى جانب مجموعة قليلة من لاعبي الخبرة، مقارنة بالمنتخب المغربي والجزائري اللذان اعتمدا على الفريق الأساسي واللاعبين الدوليين الكبار، اذ كان الوفد المغربي يضم 47 لاعبا ولاعبة غالبيتهم من النجوم الذين شاركوا في بطولة العالم التي أقيمت في برلين خلال شهر سبتمبر الماضي.
وشهدت البطولة بزوغ نجوم بحرينية واعدة ونجوم تألقوا واستعادوا مستواهم الفني المعهود، فجاء تألق النجم محمد فرحان في سباق 100 متر وحقق أفضل رقم بحريني (يدوي)، (10.00 ثانية) وكان قريبا من الفوز بالمركز الأول وتحقيق الميدالية الذهبية، ولكنها ذهبت إلى اللاعب المغربي عزيز بوحدي الذي تفوق على فرحان بصعوبة وبالرجوع إلى التصوير عن طريق الفوتوفينيش.
وإلى جانب فرحان كان البطل محمد يوسف سلمان على موعد مع أول إنجاز عربي بفوزه بالميدالية الذهبية في منافسات الوثب الثلاثي، وسبق لسلمان أن حقق إنجازات على المستوى القاري بفوزه بذهبيتين متتاليتين في بطولة آسيا للشباب عامي 2006 و2008 وثم تحقيق الإنجاز العالمي وتحقيقه برونزية العالم للشباب العام 2008 في بولندا.
أما البطلان طارق مبارك وبلال منصور فحققا نتائج إيجابية، فالأول فاز ومن دون أية منافسة بذهبية سباق 3000 متر موانع، أما بلال فحقق بونزية سباق 1500 متر وذهبية سباق 800 متر بعد منافسة قوية وخصوصا في سباق 1500 متر الذي شهد مشاركة البطل المغربي أمين لعلو والبطل الجزائري الواعد عماد الطويل بطل العالم للشباب.
من جهته، برز حسن محبوب وفاز بالمركز الأول والذهبية في سباق 10 آلاف متر وحقق فضية سباق 5 آلاف متر الذي شهد فوز القطري جيمس كواليا بالمركز الأول، وكواليا كان فاز ببرونزية العالم في برلين.
وكشرت الناشئة تيجيتو دابا عن أنيابها في منافسات المسافات الطويلة وفرضت نفسها بطلة مميزة بعد أن فازت بالمركز الأول في سباقي 5 آلاف و10 آلاف متر، وشهد هذان السباقان تألقا بحرينيا لافتا، إذ كان المركز الثاني حصريا لنجوم البحرين ففي سباق 5 آلاف حلت شيتاي أشيتي ثانية خلف دابا، وفي سباق 10 آلاف حصلت جلاديس شيروتيس على الفضية، وكل هؤلاء اللاعبات من النجوم الواعدة ومستقبل القوى البحرينية، وكن سابقا وقبل عام يتنافسن في بطولات الناشئين.
وبرزت البطلة الواعدة فاطمة فوفانا في منافسات سباق الحواجز، وحطمت رقم البطولة العربية وفازت بالمركز الأول والميدالية الذهبية، وساهمت فوفانا مع فريق التتابع المكون من فاطمة عامر وصابرين يوسف وفاتن عبدالنبي في الفوز بالمركز الثالث والبرونزية في التتابع 4×100 متر وتحطيم الرقم البحريني ليكون (48.77 ثانية) وكان الرقم السابق (49.09).
وعلى صعيد الرجال برز أليمو بيكيلي الذي حقق المركز الثالث والبرونزية في منافسات 5 آلاف متر، وبيكيلي قدم عروضا فنية قوية وسباقا رائعا وكان قريبا من انتزاع أحد المركزين الأول او الثاني ولكنه افتقد للخبرة في انهاء السباق.
إنجاز البطل محمد فرحان كان له الصدى الكبير والطيب لدى كل المتابعين لألعاب القوى البحرينية، فما حققه فرحان يعد إنجازا رائعا وخصوصا بعد أن أكد حضوره وعودته القوية في منافسات السرعة، فصاحب فضية العرب العام 2003 التي أقميت في الأردن عاد من جديد في دمشق وكسب الفضة مجددا بعد 6 سنوات ابتعد فيها عن منصات التتويج، وكان فرحان مستعدا بقوة لهذه البطولة من خلال التدريبات اليومية الجادة واستعداده في المعسكر التدريبي في بولندا خلال اصيف الماضي.
ويقول فرحان: «أشعر بالسعادة لما تحقق في هذه البطولة، فقد كنت بحاجة إلى تحقيق إنجاز والصعود على منصة التتويج بعد فترة غياب طويلة»، وأضاف «سأسعى بقوة لتحقيق المزيد في البطولات المقبلة، والفرصة ستكون سانحة في بطولتي فيتنام والصين (جوانزهو) خلال الشهر المقبل».
ما تحقق من إنجاز بحريني في دمشق لابد ومن وجود رجال وإداريين قدموا كل الدعم والاهتمام بالفريق واللاعبين قبل البطولة، والاتحاد البحريني لألعاب القوى بقيادة الشيخ طلال بن محمد آل خليفة والطاقم الإداري والفني بالاتحاد وكل العاملين سعوا لتقديم كل ما يحتاجه الفريق وذللت كل الصعوبات والاجراءات الإدارية التي ساهمت في دخول اللاعبين في أجواء البطولة بمعنويات عالية.
وكان الاتحاد البحريني خصص معسكرا تدريبيا كبيرا وقويا لوفد الفتيات والرجال والموهوبين في بولندا خلال الصيف الماضي، وكان المعسكر خير إعداد وتجهيز لكل اللاعبين الذين كان حضورهم قويا ومميزا في البطولة العربية.
الدعم الكبير واللامحدود الذي تلقاه الاتحاد البحريني لكرة القدم من قبل السفارة البحرينية في سورية عن طريق القائم بأعمال السفارة عطية علي الرميحي والسكرتير الأول بالسفارة محمد المحميد كان له الأثر الايجابي لدى الوفد البحريني، فقد قامت السفارة بتوفير كل المتطلبات التي احتاجها الوفد، وسخرت جميع إمكاناتها في تذليل الصعوبات التي واجهها الفريق واللاعبين، فضلا عن الوجود الدائم لعطية الرميحي مع إدارة الوفد ومتابعته للاعبين والوجود في البطولة والمسابقات والتدريبات.
كل إنجاز يتحقق وراءه أناس سهروا وعملوا ليل نهار وسهروا على راحة الوفد واللاعبين، فقد كان الدور الكبير والبارز للجنود المجهولين الذين سخروا كل طاقاتهم وامكاناتهم البدنية للوفد، فمدير المنتخبات سعود الغنيم ومعه المدير الفني بالاتحاد مادن الوناس والإداري علي الشروقي والإدارية مريم العميري تابعوا كل الأمور الإدارية والفنية بالبطولة، وحرصوا على توفير كل متطلبات الراحة للاعبين ومتابعة برامجهم التدريبية.
وبرز دور الطاقم الفني من خلال المدرب فلاديمير والمدرب خالد جمعة، إلى جانب الدور المهم والفعال لإخصائي العلاج الطبيعي عيد حسن الذي حرص على تهيئة اللاعبين قبل كل سباق من خلال جلسات التدليك والاسترخاء للعضلات المرهقة في السباقات، وإعداد وتهيئة اللاعبين الذين شاركوا في أكثر من سباق بالبطولة.
العدد 2594 - الإثنين 12 أكتوبر 2009م الموافق 23 شوال 1430هـ