ذكرت سيدة الأعمال، هدى صنقور، في برنامج «الوسط الاقتصادي» الذي يبث اليوم (الأحد) على موقع «الوسط أون لاين» أنها لا تفضل الكوتا للسيدات؛ إذ إن المرأة تمتلك كفاءة عالية، مناشدة الناخبين التصويت إلى الكفاءة في انتخابات غرفة تجارة وصناعة البحرين. وأعربت عن ثقتها بجدارة المرأة قائلة: «يجب أن تكون الكفاءة هي الميزان، ولا مشكلة أن يُصوت للرجل المترشح إذا كان يمتلك كفاءة أكبر من المرأة المترشحة»، مؤكدة أن عدم فوز المرأة في الانتخابات السابقة يرجع إلى ثقافة مجتمعية سلبية تجاه المرأة، وليس لعامل الكفاءة.
وأضافت «المرأة لها دور بارز في الحياة الاقتصادية في البحرين، ويجب ألا نحاول تهميش أي كان في الحياة التجارية في صنع القرار، والمرأة لها دور قوي ومهم في صنع القرار». وهذا نص المقابلة:
-ما هي حظوظ المرأة في الفوز بانتخابات «الغرفة»؟
- توقعاتي غير معروفة إلى الآن، لكن أتمنى أن يكون للمرأة حظ أوفر هذه المرة من المرات السابقة. المرأة في تاريخ الغرفة دخلت عدة انتخابات ومن المعروف أني أول امرأة رشحت نفسها لانتخابات الغرفة ورفضت في ذلك الوقت، لكن المرأة في مرات ثانية حظيت على الأقل بقبول دخولها ولكن لم تنجح وذلك بسبب عزوف الشارع التجاري عن انتخابها، الأخت منى لما دخلت الغرفة كان أمرا جيدا، وكانت فترة جيدة وناجحة للمرأة لكنها في الانتخابات السابقة كانت بحاجة إلى صوت واحد فقط من أجل دخول الأخت أفنان إلى الغرفة وهذا كان أمرا مؤسفا جدا. أتمنى هذه المرة أن يعي الشارع التجاري وخصوصا المرأة لمساندة المرأة وحثها من أجل الوصول بصورة طبيعية وطيبة.
بالنسبة إلى الكتل، كتلة بناء المستقبل، والكتلة الاقتصادية، لديها تفاؤل كبير بفوز المرأة؟
- التفاؤل من أهم الأمور في العمل التجاري. دائما نتفاءل بالأفضل في أعمالنا التجارية فما بالك بالانتخابات، فالتفاؤل يجب أن يكون متواجدا.
المرأة أحبطت في الانتخابات البلدية وفي الانتخابات النيابية، وليس فقط في انتخابات «الغرفة» وهذه طبيعة الحياة التجارية، فأتمنى أن يكون هناك وعي شعبي يجمع على أن المرأة لها دور مهم جدا في الحياة الاقتصادية في البحرين، ويجب أن لا نحاول تهميش أي طرف في الحياة التجارية في عملية صنع القرار، فالمرأة لها دور قوي ومهم في صنع القرار ليس فقط في الناحية التجارية، بل السياسية والاجتماعية ويجب أن يكون هناك تثقيف للمجتمع يركز على أن المرأة لها دور ويجب عدم تهميشها بأي صورة من الصور.
تعود أكثر السجلات في غرفة تجارة وصناعة البحرين للمرأة، فلماذا نرى قلة من المترشحات للانتخابات؟
- تم دراسة موضوع السجلات التجارية أكثر من مرة، فكثير من السجلات التجارية بأسماء نساء ولكن هُن غير فاعلات في الحياة التجارية بل يتم استخدام أسمائهن من قبل أبنائهن أو أزواجهن أو أطراف أخرى. لكن ليس هناك نسب محددة لعدد النساء الفاعلات .
عدد النساء الفاعلات اللاتي لديهن سجلات تجارية؟
- لا أعرف بالتحديد عددهن لكن أعتقد أن عددهم في حدود 200 سيدة فاعلة مع أن السجلات التجارية المقيدة بأسماء نساء أكثر من ذلك بكثير.
كيف يمكن تفعيل دور المرأة؟
- تفعيل دورالمرأة يأتي من خلال التوعية الاجتماعية، فالوعي الاجتماعي له دور مهم . المرأة عنصر ضروري في جميع الأمور الحياتية سواء كانت تجارية أم اقتصادية أم اجتماعية أو حتى سياسية، فلا ينبغي علينا تهميش المرأة.
لدينا موروثات اجتماعية وقواعد تطبق على المرأة في البحرين، مع أن المجتمع البحريني مثقف وواع.
يجب أن ندرك أن دور المرأة ودور الرجل في هذا الشأن مهم جدا، فالطرفان يكملان بعضهما البعض، وتعداد مواطني البحرين قليل لذلك فإن تفعيل دور الشباب رجلا كان أوامرأة يجب أن يكون له قيمة قوية من أجل رفع قيمة الاقتصاد في البلاد.
كما أن ذلك يمكن له أن يجنب البلاد الدخول في أزمات ويساعد كذلك في خلق نهضة واتخاذ نهج صحيح لكل مواطن بحريني.
وأحب أن أكرر مرة أخرى على الوعي فهو أمر مهم جدا للجميع فالمرأة يجب أن لا يتم تهميشها وتهميش دورها الحيوي في التطوير والتعمير والنهضة والازدهار لهذا البلد.
الأمر الآخر هو موضوع التعليم، وهذا لا يقل أهمية عما ذكرته سابقا، فينبغي من خلال بداية مراحل التعليم أن يتم توضيح دور المرأة لكي لا يتم تهميشها من البداية، يعني أن يتم الحد من الموروثات الاجتماعية التي تقول إن الرجل له كذا والمرأة لها كذا، يجب أن نخلق ثقافة من بداية التعليم بأن الكفاءة هي الميزان وليس الجنس ذكرا كان أم أنثى.
مثلا، إذا ترشح أمامي للانتخابات رجل وهو أكثر مني كفاءة فجيب أن أرحب بذلك، وسأتمنى شخصيا أن يتم انتخابه وما أرجوه حقا في هذا الجانب أن لا تكون هناك محسوبيات. يجب أن ننتهي من التفكير في المحسوبيات «أنا مع فلان أو مع علان» أتمنى أن يكون هنالك الوعي بالكفاءة خصوصا في خضم المشكلات والصعوبات التي تواجهها البلاد والعالم في هذه الأوقات الصعبة جدا بسبب النكسة الاقتصادية.
من هو المسئول عن الثقافة الموجودة حيال المرأة، هل هي من تقصير وسائل الإعلام أم مؤسسات المجتمع المدني؟
- نحن جميعا مسئولون، الكل مسئول والكل عليه حقوق وإليه واجبات، نحن جميعا مسئولون، مسئولون في البيت. حتى في البيت من خلال تربيتنا لأولادنا علينا مسئولية وهي زرع الكفاءة «ميزان الكفاءة»، وليس فقط ميزان أن أنت بنت وأنت ولد، التعريف في المدارس مهم جدا الإعلام جدا مهم، المجتمع المدني جدا مهم. إني أشكر جلالة الملك كثيرا فهو عندما وضع في الميثاق أن المرأة والرجل لهم الحق. طبعا يكتب المرأة والرجل لأنه في سنة 1973 لما صدر الدستور كان هنالك حق للمواطن في الترشيح والانتخابات، والمذكرة التفسيرية رفضت أن المواطن هو رجل وليس امرأة فأخذ أن المواطن رجل مع أن اللغة العربية تعرف أن كلمة المواطن تخص الرجل والمرأة. والميثاق أكد دور المرأة، وضع بين قوسين أن الحق للمرأة والرجل، والمواطن هو رجل وامرأة، وتعيينات الملك للنساء في مجلس الشورى دليل على أن وجود المرأة يكسب أهمية.
في كل الأمور والمجالات التي دخلت فيه المرأة نجحت نجاحا جيدا جدا، يعني دخلت كسفيرة فنجحت، ودخلت في برلمان فنجحت، دخلت في المعارك التجارية وإلي الآن في الغرفة دور الأخت منى كان رائعا ودور اسماء من أحسن ما يكون، فأثبتت المرأة بأنه لو تعطى الفرصة اي لا نطلب أن نكون أكثر من حقنا، وهنا يمكن أن أتكلم عن الكوتا، فأنا لا أفضل أن يكون البحرين في كوتا في أمر، لأننا لا نحتاجها، فشعب البحرين بثقافته بحضارته وبوعيه وبإيمانه بالمرأة، ستصل المرأة حتى من غير كوتا.
الكوتا جاءت بعد أن عجزوا عن إيصال المرأة إلى المجالس بالانتخابات ؟
- أتصور هذا صحيح وللأسف، وهنا أكرر أنه يجب أن يكون لدينا الوعي الاجتماعي الذي يساند المرأة ويثق بالمرأة ويعطيها حجمها الذي تستحقه والمكانة التي تستحقها من دون أن يتردد فيه. فكم حجم الامتحانات التي يجب أن تخوضها المرأة حتى تثبت للجميع «كفاءتها». لماذا لا تعطى المرأة الفرصة للمنافسة الشريفة التي يمكن لها أن تحدد دور المرأة وحجم دور المرأة.
حتى المرأة العاملة تخرج إلى الشارع وتعمل وترجع، تربي العيال وتدير البيت وتهتم بشئون المنزل وشئون العائلة كاملة وهي موفقة في ذلك، فكيف لا نعطي المرأة فرصة، بأن تخوض معارك مثل ما كنت في الغرفة التجارية، وبنزاهة وبأمانة وبمساندة من جميع الناس والمرأة خصوصا.
أتمنى هذه المرة أن تخرج كل امرأة لديها سجل تجاري ولها حق في التصويت من أجل مساندة الأكفأ، أعيد وأكرر الأكفأ، نحن نريد مجلسا يكون قويا فيه التجربة القوية فيه الخبرة وفي نفس الوقت فيه دماء جديدة متفاعلة مع الوضع الحالي التي لا تحسب محسوبيات والتي تريد أن يكون هنالك صوت صادق وصوت جيد يحمي التاجر البحريني صغيرا وكبيرا دون محسوبيات، ودون أي تجاوزات ودون أي ترتيب كان، نسائيا أو رجاليا أو حتى آسيويا مادام الإنسان تاجرا ولديه سجل تجاري له واجب وله حقوق، وعلينا أن نحميها ونفعلها.
الحياة الاقتصادية هي من أهم الركائز الآن في كل بلد، فالكل يعرف أن السياسة والحياة الاقتصادية هما وجهان لعملة واحدة، فالاستقرارالاقتصادي هو استقرار سياسي والاستقرار الاقتصادي والحياة التجارية وتفعيله ورفعته هو رفعة للبلد ونهضة للبلد، والمرأة في أكبر المجالات هي تاجرة ناجحة
العدد 2606 - السبت 24 أكتوبر 2009م الموافق 06 ذي القعدة 1430هـ