كشف مدير عام الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية عادل الزياني عن أن كمية ترسبات وتراكمات مياه الصرف الصحي غير المعالجة (المجاري) في خليج توبلي، بلغت 1500 مترمكعب بحسب آخر دراسة أجرتها الهيئة.
وذكر أن مشروع إعادة تأهيل خليج توبلي الذي أعلن عنه رئيس الهيئة سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة قبل شهر ونصف تقريبا قيد التنفيذ حاليا، حيث بدأت وزارتا الأشغال وشئون البلديات والزراعة في مباشرة الأعمال الموكلة إليها.وتحدث الزياني مبينا أن «بعد إصدار مجلس الوزراء الموافقة على الشركة المعنية بتنظيف خليج توبلي، تم تدعيم الموافقة مع الشركة التي زارت الخليج وقدمت تصورا متكاملا للمشروع، بما فيه الجانب الفني. وتم الاتفاق على أن تكون وزارة الأشغال هي المعني الرئيسي بمتابعة ملف المجاري، على أن تكون الهيئة هي الجهة الأولى لمتابعة مشروع إعادة التأهيل.
وذكر مدير عام الهيئة أنه عُقد لقاء ثلاثي جمع رئيس الهيئة العامة سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، ووزيري الأشغال فهمي الجودر وشئون البلديات والزراعة جمعة الكعبي، حيث وزعت المهام على هامش اللقاء بصورة أدق، إذ ستتكفل وزارة «البلديات» بمتابعة أعمال فتح قنوات المياه وتوسعتها بجهة المعامير، بالإضافة إلى التنسيق مع الشركة الموكلة إليها أعمال إنشاء جسر سترة لفتح الممرات المائية بأسفله من أجل إعطاء أكثر أريحية لتدفق المياه وتجدد الحياة الفطرية في الخليج».
كما ستُعنى «البلديات» وفقا للزياني بأعمال التخطيط ووضع الخطط العامة للخليج. وأما فيما يتعلق بدور الهيئة، فإنها ستتكفل بمتابعة أمور التنظيف وإعادة التأهيل والزراعة وإنشاء المحميات.
هذا وتدرس الهيئة حاليا مقترح إعادة تأهيل الخليج بصورة عامة وخصوصا الجانب المتعلق بإزالة الترسبات وكيفية التعامل معها، وذلك مع شركة فرنسية مختصة في هذا الشأن.
وأكد الزياني أن العمل متواصل حاليا على إيقاف ضخ مياه شبكة المجاري الغير معالجة وفتح القنوات وتجديد المياه، لافتا إلى أن الهيئة لا تود حاليا تحريك أي ترسبات للمواد العضوية في قاع الخليج، باعتبار أنها تفرز غازات ثاني أكسيد الكبريت، وهي خطيرة على البيئة والأفراد بدرجة كبيرة، فرائحتها مزعجة ونتنة وتتسبب في نوع من الحساسية. ولذلك تصر الهيئة على عدم تحريكها إلا بطريقة صحيحة وسليمة.
وعن الشركة المعنية بوضع الحلول اللازمة لمشكلة ضخ مياه المجاري الغير معالجة، قال المدير العام: إن «الشركة من المفترض أن تبدأ العمل خلال الفترة القليلة المقبلة لإيقاف أكثر من 80 ألف مترمكعب تضخ من دون معالجة في الخليج»، منوها إلى أن «هذه الشركة قدمت تصورا بشأن إصلاح بعض الجوانب الفنية في محطة توبلي لمعالجة مياه الصرف الصحي، حتى تكون أكثر فاعلية، مؤكدا أن وزارة الأشغال في المفاوضات النهائية مع الشركة لبدء العمل في أسرع وقت ممكن».
وعن وضعية الخليج حاليا وبعد مرور أكثر من شهر من الإعلان عن مشروع إعادة تأهيله بالكامل خلال فترة 6 أشهر، ذكر الزياني أن الهيئة قامت مؤخرا بفحص مياه الخليج عبر مسوحات دقيقة، إلا أن النتائج لم تتغير عما كانت عليه، فالجزء الشمالي الغربي والقريب من منطقة ضخ المجاري لا يزال الأكسجين فيها معدوم بسبب عدم توقف ضخ المجاري، غير أن هناك تحسنا في مناطق أخرى لكنه لا يظهر بنسبة واضحة حاليا.
وقال: «الهيئة تعتبر ملف خليج توبلي تجربة لابد أن تدرس من ناحيتين، الأولى فيما يتعلق بأخطاء سابقة تعرض لها الخليج من أجل تفاديها مستقبلا في مناطق أخرى. والثانية إيجاد حل نهائي لمشكلة مياه المجاري بحدها العلمي».
وأفاد مدير عام الهيئة أن مشكلة المجاري ستلازم الهيئة لأعوام طويلة نظرا لعدم وجود حل جذري لها، فوزارة الأشغال وضعت مشروعا طموحا في هذا الشأن، لكنه بحاجة إلى كلفة كبيرة من خلال خصخصة محطة توبلي وإصلاح الشبكة وغيرها من الأمور. فمشكلة المجاري في البحرين بحاجة إلى حل لها، فهي مصدر للتلوث البيولوجي.
وأبدى الزياني تخوف الهيئة من إصابة منطقة خليج توبلي بما يسمى بالمد الأحمر، وهو عبارة عن زيادة في عدة أنوع أو أكثر من الهائمات أو العوالق البحرية يصاحبه تغير في لون المياه إلي اللون الأخضر والأحمر والأصفر والبني، حسب لون العوالق البحرية المتسببة في الظاهرة. ويؤدي المد الأحمر إلي إحداث تسمم شديد بالمياه يمتد أثره إلي الأحياء البحرية والإنسان أيضا. وواصل: «يمر المد الأحمر بالعديد من المراحل حتى يصل إلي الازدهار والنمو اللذين يلحق من خلالهما الضرر بالمسطحات المائية والأسماك وغيرها من الكائنات البحرية، وعدد المراحل التي تمر بها الظاهرة حتي تكتمل وتنمو نموا كاملا أربع مراحل تبدأ بمرحلة البدء التي تستلزم وجود عدد من الخلايا النشطة ببيئة معينة، ثم مرحلة النمو التي لا تتعدى أياما معدودات طالما توافرت الظروف الملائمة لإتمامها والتي تزدهر وتنمو بها العوالق البحرية، وتليها مرحلة الثبات المتسببة في تغيير لون المياه و قد تستغرق أسابيع أو أياما يصاحبها موت الأسماك وبعض الكائنات البحرية، ثم مرحلة الانهيار وانتهاء كل شيء أدى إلي نمو الظاهرة وعودة كل الأمور لمجراها الطبيعي».
وعن أسبابه، ذكر أن هناك أكثر من سبب للمد الأحمر منها طبيعي وغير طبيعي. وتتمثل الأسباب الطبيعية في البيئة والمناخ المناسب لنمو العوالق النباتية ولكنها تكون في مواسم معينة. والأسباب الغير طبيعية تتمثل في ممارسة الأنشطة الإنسانية المختلفة، مثل إلقاء المخلفات الزراعية بالمسطحات المائية والمخلفات الصناعية أيضا وإقامة المزارع السمكية والمنتجعات السياحية. ونوه الزياني إلى أن حجم الترسبات العضوي الناتجة عن تراكمات مياه المجاري تبلغ 1500 مترمكعب.
قال مدير عام الإدارة العامة لحماية البيئة والحياة الفطرية في الهيئة عادل الزياني: إن الأسماك التي يتم اصطيادها من خاليج توبلي خالية من البكتيريا الضارة المختلفة، وهي صالحة لاستهلاك الإنسان. ناصحا المواطنين بعدم الاستحمام في الخليج لتلافي أية أضرار محتملة.
وأضاف أن «الهيئة العامة قامت بجمع بعض الأسماك من الصيادين مباشرة ممن كانوا حينها يزاولون الصيد في الخليج نفسه، وبعدها تم إرسال هذه الأسماك كعينات لمختبرات إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة، وذلك بهدف فحصها وتحليلها في المختبر للتأكد من مدى تلوثها وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي»، مبينا أنه «تبين من نتائج التحاليل أن هذه الأسماك خالية من البكتيريا الضارة وخلافا لما تخوف منه بعض البيئيين والمواطنين».
وذكر الزياني أن «الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية تعمل مكثفا في إطار حرصها على مراقبة جودة البيئة وصحة الإنسان في البحرين، وضمن الإجراءات والمتابعات التي تقوم بها الهيئة العامة لرصد ومراقبة خليج توبلي وخاصة بعد حادثة نفوق الأسماك، للتعرف على المؤشرات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية لجودة البيئة في هذا الخليج، والتأكد من جودة المياه والأسماك فيه».
وبين أن رئيس الهيئة العامة سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة أصدر مؤخرا توجيهات لحل موضوع خليج توبلي بصفة مستعجلة ومسح مياه الخليج والتعرف على المشكلات التي تؤثر عليه ووضع الحلول السريعة لتحسين جودة البيئة في الخليج، وإعادة هيكلته ليعود كما كان كأحد أفضل البيئات البحرية في مياه البحرين.
واستدرك قائلا: «ونحن على ذلك، قمنا بزيارة ميدانية لخليج توبلي برفقة طاقم من المختصين بالهيئة، للاطلاع عن قرب على الحالة البيئية في الخليج ومعاينة المشكلات التي تم رصدها في الزيارات السابقة، إذ سيقدم بعد هذه الزيارة الميدانية وبناء على توجيهات سموه تقريرا عاجلا ومفصلا عن قضايا خليج توبلي البيئية يتناول حالة الخليج والتداعيات التي أدت إلى موت الأسماك ومصادر التلوث في الخليج».
ووفقا للهيئة العامة، فإنها تعمل حاليا على مسح خليج توبلي ووضع نقاط رصد مستمرة لمراقبة الخليج والتعرف على جودة المياه والحياة البحرية. كما كثفت الهيئة مؤخرا الدراسات والتحاليل لمياه الخليج في الفترة القصيرة الماضية وخاصة معاينة بعض حوداث موت الأسماك التي تم رصدها مؤخرا كما تمت الإشارة إليه سالفا.
هذا ونظمت الهيئة رحلات بحرية عدة خلال الفترة الماضية للمختصين والمختبر، بالإضافة إلى دعوة مختبر الصحة العامة للمشاركة بتحليل جودة المياه والتربة والأسماك في خليج توبلي.
وعلق الزياني على ذلك، موضحا أن الهيئة ومنذ رصد المشكلة قامت بالعديد من الدراسات والتحاليل للوقوف على الحالة البيئية في الخليج وأسباب موت الأسماك، مشيرا إلى أنها قامت أيضا بعمليات مسح بيئي للتعرف على جودة المياه في الخليج.
ولفت المدير العام إلى أن المسح شمل جمع عينات مياه البحر من عشرة مواقع موزعة بين المسافة الفاصلة بين مصب مركز توبلي لمعالجة مياه الصرف الصحي غربا، وإلى فتحتي جسر سترة شرقا، وفي كل من تلك المواقع تم قياس عدد من المؤشرات البيئية الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية التي توضح تدهور جودة مياه البحر في النصف الشمالي الغربي من خليج توبلي، وعلى وجه الخصوص في المنطقة المحيطة بمصب مركز توبلي لمعالجة الصرف الصحي.
وعن أسباب نفوق الأسباب الرئيسية، فقد أفادت الهيئة أن الأسباب تكمن في المناطق التي تقل فيها نسبة الأوكسجين وارتفاع حرارة الجو، وهي تعتبر من العوامل الرئيسية التي أدت إلى النفوق، بالإضافة إلى أن كميات المياه المعالجة لا تصل إلى مصبات المعالجة التي تركزت منذ 25 عاما مضى.
كما أن عمليات إنشاء جسر سترة الجديد أدت إلى تفاقم هذه المشكلة. علما أن في المنطقة المحظورة نسبة الأوكسجين المذاب في الماء بلغت 0.03 وكانت في المناطق الأقل ضررا 4.8. ونسبة (الاس الهيدروجيني) في المنطقة المحظورة وصلت الى 7.027 وكانت في المناطق الأخرى 7.089. ونسبة الملوحة قلت في تلك المنطقة ما يؤكد أن هذه المنطقة مصابة وتأثيرها سلبي على البيئة، ولابد من معالجتها بشكل سريع
العدد 2606 - السبت 24 أكتوبر 2009م الموافق 06 ذي القعدة 1430هـ
اتصرخ في خرابه
لا حيات لمن تنادي بس على وسائل الاعلام يطرح الموضوع ولا يوجد حل
نقول على خليج توبلي الاسلام يوم قامو المسئولين الفاشلين على حمايته التدمير بل احرا