تحتل الصين المرتبة الثالثة في العالم من حيث حجم الناتج الإجمالي القومي بما يعادل 3,86 تريليونات دولار. وشيدت حتي الآن 85,000 سد، ما يعادل نحو نصف عدد السدود في العالم أجمع، وتعتزم بناء المزيد منها لتلبية احتياجات اقتصادها المتنامي. لكن السدود دمرت البيئة وأجبرت ملايين المواطنين على النزوح.

هذا هو ما صرح به يو تشياو غانغ الحائز على جائزة رامون ماغساساي، النظيرة الآسيوية لجائزة نوبل، ورئيس منظمة «غرين ووتر شيد» غير الحكومية في مقابلة مع وكالة إنتر بريس سيرفس، محذرا من أن الصين هي أحد أكثر بلدان الأرض تلوثا، وأن الوقت قد حان لأن تلتفت لمتطلبات التنمية المستدامة الملحة.

وفي سؤال لـ «إنتر بريس سيرفس» بشأن معارضته للسدود، أجاب غانغ، بأن بناء السدود هو مثل أي تكنولوجيا، بمعني أنه لا يمكنك القول بكل بساطة إنك ضدها. فالسدود تأتي بالعديد من المنافع، وتساعد على ري الأراضي الزراعية وتوليد الكهرباء.

بيد أن عددا من السدود المبنية في الصين غير مقبولة لا اجتماعيا ولا بيئيا. إنهم (شركات بناء السدود) يقدمون للأهالي تعويضات مالية ويساعدون على نقلهم وتسكينهم في مناطق أخرى.

لكن الأهالي، بتسليمهم أراضيهم (إلى هذه الشركات) لا يفقدون أراضيهم فحسب، وإنما أيضا تقاليدهم، ومواردهم الطبيعية، وثقافتهم، ورأس مالهم الإجتماعي.

التعويض المالي غير كاف. فالمال ينفق ويزول، ويبقى الأهالي دون أي مورد آخر للاستمرار على قيد الحياة.

وردَّ غانغ على سؤال نصه: ما الذي تفعله الحكومة المركزية الصينية لمعالجة هذه المشكلات؟ بالقول، الحكومة المركزية توفر التأمينات الإجتماعية. فإذا فقدت وسائل العيش (بسبب سد شيد في منطقتك)، فستتولى الحكومة توفير بعض الدعم لك، كإعطائك 50 دولارا في الشهر.

لكن الناس تحتاج إلى أن تكون منتجة. المواطنون لا يستطيعون العيش على تأمينات اجتماعية مهما كانت. الناس في حاجة إلى العمل، إلى وظائف، وإلا انتابتهم الكآبة والعديد من المشكلات النفسية.

وعن البديل، أجاب غانغ، لابد من إشراك الأهالي. لابد من إطلاعهم منذ البداية على مدى تأثير السدود على حياتهم وجماعاتهم