العدد 321 - الأربعاء 23 يوليو 2003م الموافق 24 جمادى الأولى 1424هـ

بوش: مقتل عدي وقصي نهاية نظام صدام

الاستخبارات الألمانية : الرئيس المخلوع نجا من الحرب

قال الرئيس الأميركي جورج بوش أمس إن مقتل نجلي صدام سيطمئن العراقيين بأن نظامه لن يعود إلى الأبد، فيما قال نائب وزير دفاعه بول وولفوفيتز أن «البنتاغون» مازالت تبحث إمكان الإفراج عن الصور التي التقطت للقتيلين.

من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الأميركية خطة أمس لإبدال جنود بالجيش الأميركي في العراق بقوات أميركية جديدة وقوات دولية في مهمات تصل مدتها إلى عام بالنسبة إلى بعض الوحدات.

الى ذلك قال رئيس الاستخبارات الألمانية (بي أن دي) أوغوست هينينغ في مقابلة مع صحيفة «مونشينر ميركور» الصادرة بمدينة ميونيخ أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين على قيد الحياة وأنه نجا من الحرب. وأوضح هينينغ أن الاستخبارات الألمانية توصلت لهذا الاستنتاج بعد تحليل الرسائل الصوتية التي بعث به صدام إلى وسائل إعلام عربية واعترافات قدمها مجموعة من كبار المسئولين السابقين في العراق الذين أسرتهم قوات الاحتلال الأميركية. وأكد هينينغ خلال المقابلة أنه مازال في العراق كميات من الأسلحة وأن العراق قام قبل الحرب بشراء مواد يمكن استخدامها في إنتاج أسلحة كيماوية وأشار أنه لم يتم العثور على هذه المواد حتى اليوم. وقال ان الاستخبارات الألمانية حصلت على علامات بهذا الشأن أثارت لديها الشكوك وأن هذه الشكوك لم تتبدد بعد الحرب. وحول أسلحة الدمار الشامل المزعومة قال رئيس الاستخبارات الألمانية إنه ينبغي القيام بتحريات مكثفة قبل إغلاق ملف أسلحة الدمار الشامل في العراق. ودافع هينينغ عن موقف الاستخبارات الألمانية في هذا السياق إذ لم يتوصل مفتشو الأمم المتحدة ولا الجنود الأميركيون في العثور على الأسلحة المزعومة مما نشأ عنه شعور عدم الثقة بأسباب الحرب واتهام الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بخداع الشعبين الأميركي والبريطاني للحصول على تأييد لحرب العراق. وقال هينينغ ان الاستخبارات الألمانية بنت تحليلاتها بناء على المعلومات التي حصلت عليها وانها كانت محقة في تقديراتها. من جهة أخرى أكد رئيس الجهاز الألماني أن منظمة «القاعدة» مازالت قادرة على العمل بنشاطات إرهابية، وأشار إلى أن هذه المنظمة واجهت ضعفا لكنها مازالت قادرة على القيام بأعمال عنف مباغتة. وأوضح هينينغ أن منظمة «القاعدة» تعمل على إعادة تنظيم صفوفها وخصوصا في المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان.


صدام يعلن استمرار المعركة... واعتقال قائد الحرس الجمهوري

مقتل جنديين أميركيين في هجمات منفصلة في العراق

عواصم - وكالات

كشفت القوات الأميركية أمس المزيد من التفاصيل عن عملية مقتل قصي وعدي نجلي الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين مؤكدة ان تطابق الأسنان لقصي تتساوى بنسبة مئة بالمئة ولعدي تتطابق بنسبة تسعين بالمئة نظرا إلى قوة الإصابات التي تعرضت لها أسنانه في السابق، وان المخبر عن مكان النجلين موجود تحت الحماية الأميركية، في وقت مازالت عمليات المقاومة تتصاعد ضد الاحتلال إذ لقي جنديان أميركيان مصرعهما وأصيب ثمانية آخرون في هجومين منفصلين احدهما في الموصل والآخر في الرمادي، وأثارت أنباء مقتل نجلي صدام ردود فعل إذ توعد أنصار صدام برد قوي مع بث تسجيل صوتي لصدام دعا فيه إلى تصعيد الهجمات وقال إن الحرب مازالت مستمرة، وفي السياق ذاته اعتقلت قوات الاحتلال قائد الحرس الجمهوري الخاص برزان التكريتي.

وبثت قناة «العربية» تسجيلا صوتيا نسبته إلى صدام سجل يوم 20 يوليو/ تموز الجاري حث فيه العراقيين على استمرار مقاومة قوات الاحتلال، وان القوات الاميركية لن تحقق النصر على رغم قوتها وحث على قتال القوات الاميركية قائلا «ان الحرب لم تنته».

في وقت أعرب مندوب العراق السابق لدى الأمم المتحدة محمد الدوري عن اعتقاده أن الهدف من التسجيلات هو ان يقول للشعب والعالم انه موجود ويستطيع ان يقوم بعمل ما، وهذه محاولات يائسة ولا يعول الشعب العراقي عليها كثيرا. وقال ناطق عسكري اميركي ان جنديا اميركيا قتل وأصيب سبعة لدى اصطدام مركبتين كانوا يستقلونهما بلغم ارضي أو قنبلة من محلية الصنع في الموصل، وينتمي الجنود إلى الفرقة 101 المحمولة جوا. وفي كمين منفصل قتل جندي اميركي آخر وأصيب جنديان عندما تعرضت قافلتهم لهجوم بالقرب من مدينة الرمادي الواقعة إلى الغرب من بغداد.

وصرح الحاكم الإداري الاميركي للعراق بول بريمر بأن هناك احتمالا لوقوع هجمات انتقامية من جانب الموالين لصدام، لكن عليكم ان تتذكروا ان الكثير من الهجمات التي تقع تستند إلى فكرة امكان عودة أسرة صدام بشكل ما، انه وابنيه سيعودون» و«إنهم لن يعودوا. والآن قتل اثنان منهم ولن يمر وقت طويل حتى نعثر على الأب». وقال رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ان مقتل الرجلين يمثل «يوما عظيما لعراق جديد».

من جهة أخرى اعتبرت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية اليومية مقتل عدي وقصي نصرا كبيرا للقوات الأميركية في العراق. ما أعلن الجنرال ريكاردو سانشيز في مؤتمر صحافي في بغداد ان الجيش الاميركي أوقف مسئولا عراقيا ورد اسمه على اللائحة الاميركية للمطلوبين رقم 11 من المسئولين في النظام العراقي السابق، موضحا ان سجلات الأسنان الخاصة بقصي أظهرت تطابقا بنسبة مئة في المئة بينما أكدت السجلات تطابقا بنسبة 90 في المئة بالنسبة لعدي النجل الأكبر نظرا للإصابات التي وقعت في أسنانه.

كما عززت سجلات الأشعة السينية الخاصة بإصابة عدي في محاولة اغتيال العام 1996 الاستنتاجات بان الرجلين اللذين قتلا خلال معركة بالرصاص مع القوات الاميركية في شمال العراق.

في وقت أعلن متحدث عسكري اميركي، الكولونيل جو اندرسون ان المخبر الذي أعطى القوات الاميركية المعلومات عن وجود النجلين «تحت حماية الاميركيين»، مشيرا إلى ان المخبر حصل من دون شك على المكافأة التي كان أعلن التحالف الاميركي البريطاني انه سيمنحها إلى كل من يقدم معلومات تؤدي إلى العثور على رموز النظام السابق، وقيمتها 15 مليون دولار فيما يتعلق بنجلي صدام حسين.

ورجح أحد جيران المنزل الذي قتل فيه قصي وعدي ان صاحب المنزل الشيخ محمد نواف الزيدان قد يكون هو المخبر.

من جانب آخر قال عضو بارز في مجلس الحكم الانتقالي عدنان الباجه جي لصحيفة أسبوعية ألمانية ان الحكومة الانتقالية ليست عميلة لواشنطن وهو ما «سيلاحظه العراقيون قريبا»، والعراقيون سيتعاونون مع الاميركيين إلا أنهم سيقررون بشكل كبير سياستهم الخاصة».

كما أوضح ان بلاده لا تواجه خطر اندلاع حرب أهلية على رغم القلاقل الواسعة النطاق والهجمات على القوات الاميركية. في وقت تعهد عدد من أنصار الرئيس العراقي السابق صدام حسين بالانتقام لمصرع نجليه عدي وقصي، وهددوا بشن عمليات انتقامية في العراق وفى الاراضي الاميركية وبريطانيا و«إسرائيل». وقالت منظمة العفو الدولية ان مواطنين عراقيين اعتقلتهم القوات الاميركية اشتكوا من تعرضهم للتعذيب والمعاملة المهينة.

كما قال عضو آخر ان وفودا من المجلس ستقوم قريبا بزيارات إلى جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والدول المجاورة للعراق للبحث في السبل الكفيلة بتعزيز دور المجلس في مستقبل العراق.

وأعرب وفد المجلس الذي شارك في جلسة مجلس الأمن الدولي التي خصصت لمناقشة الوضع في هذا البلد، عن «خيبة أمله» لأنه لم يسمح له بان يشغل المقعد المخصص لبغداد في المنظمة الدولية.

كما أفاد بيان لمجلس الحكم الانتقالي في العراق بأن المجلس لم يناقش حتى الآن موضوع تعيين رئيس له، موضحا ان العضو في المجلس محمد بحر العلوم تولى رئاسته «استنادا إلى طلب» الأعضاء الآخرين.

كما أشاد المجلس بقرار قوات التحالف الاميركي البريطاني إغلاق صحيفة «المستقلة» العراقية بسبب قيامها بـ «التحريض على الجريمة» في مقال نشرته في بداية الشهر الجاري.

في وقت أصدر المجلس بيانه السياسي الذي حدد فيه تسع نقاط أساسية لعمله، أبرزها توفير الأمن و«اجتثاث حزب البعث» ووضع الأسس لنظام فيدرالي ديمقرطي تعددي وإنعاش الاقتصاد.

على صعيد آخر عبر رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي عن الأمل في ان يفتح مقتل نجلي صدام حسين الطريق أمام مساعدات اقتصادية جديدة للعراق، في وقت تبحث مع الولايات المتحدة إرسال قوات حفظ سلام كرواتية إلى العراق.

كما تحفظت روسيا عن الترحيب بمقتل النجلين، معتبرة ان هذا الحدث لا يضمن تحسن الوضع الأمني، كما دعا نائب مندوب الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ يى شان إلى إعادة السيادة العراقية مع التأكيد على إعطاء الأمم المتحدة الدور الرئيسي.

وقد رحبت الصحف الكويتية بالانباء التي تحدثت عن مقتل قصي وعدي. ونفى وزير الخارجية الهندي ياشونت سينها أن الحكومة الهندية تتعرض لضغوط من الولايات المتحدة لإرسال قوات لحفظ الأمن والاستقرار في العراق.

ورحب رئيس الوزراء الإسترالى جون هاورد بمقتل النجلين واعتبرها خطوة مهمة إلى الأمام.


قوات كردية تراقب الحدود مع إيران

لندن - مهدي السعيد

شددت القوات الكردية «البشمركة» مراقبتها للمقاطعة الحدودية مع إيران بعد أن تصاعدت حالات التسلل إلى الأراضي العراقية عبر منطقة بنجوين الواقعة على الحدود المشتركة مع إيران. وأعلن مصدر مطلع أن رجال الأمن والشرطة في السيلمانية احتجزوا خلال الأسابيع القليلة الماضية ما يزيد على 800 متسلل يحملون جنسيات مختلفة من بينهم أفغان وأتراك وإيرانيون، وأودعوا في السجن للتحقيق معهم.

وتتخوف الإدارة الكردية في السيلمانية من احتمال تسلل بعض أنصار القاعدة وخصوصا أولئك الذين يتعاونون مع جماعة «أنصار الإسلام» الكردية التي امتلكت معسكرات وقواعد في هذه المنطقة، حتى تم تدميرها حديثا من قبل القوات الأميركية. وأشار المصدر إلى أن معظم هؤلاء المحتجزين يؤكدون أنهم بعيدون عن شبهة «الإرهاب»، وأنهم يريدون زيارة المحافظات العراقية وخصوصا تلك التي تضم أضرحة الأئمة والعتبات المقدسة لعدم وجود امكان للحصول على موافقات السفر أو الفيزة بسبب تأزم الوضع الداخلي العراقي

العدد 321 - الأربعاء 23 يوليو 2003م الموافق 24 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً