العدد 321 - الأربعاء 23 يوليو 2003م الموافق 24 جمادى الأولى 1424هـ

عدي وقصي... نهاية حقبة مظلمة

عدي... النجل البكر لصدام، سبق وأن تنبأ في بحث لنيل الدكتوراه بسقوط الولايات المتحدة كقوة عظمى... لكن نظام أبيه هو الذي سقط ليصبح عدي الثالث في قائمة تضم أسماء 55 من أفراد النظام العراقي السابق تطلب الولايات المتحدة القبض عليهم.

كان عدي البالغ من العمر 39 عاما يعيش حياة مترفة كما توحي بذلك محتويات منزله الذي أصبح مهجورا في بغداد والذي عثر فيه على صناديق من الخمور وكميات من الأسلحة فضلا عن السيارات الفاخرة وصور النساء شبه العاريات. وقد وصف مدير المخابرات العراقي السابق نزار الخزرجي عدي بأنه «أبله وسكير» لا يشبع من الثروة ولا من تحقير الآخرين.

كان عمره 15 سنة عندما وصل أبوه إلى السلطة، ثم تلقى تعليمه في جامعة بغداد إذ كان يمضي وقته في اللهو ومطاردة الفتيات. ثم أصبح طرفا في الخلافات داخل عائلة صدام حسين الحاكمة، وفي العام 1988 ضرب أحد حراس أبيه حتى الموت وأطلق النار في أغسطس/آب العام 1995 م على وطبان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام فأصابه في ساقه.

ويشاع أن عدي تزوج ابنة برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لأبيه ثم هجرها فور زواجه منها نكاية بأبيها. وكان عدي متزوجا رسميا من ابنة عزة إبراهيم الدوري نائب صدام في رئاسة مجلس قيادة الثورة. وفي أعقاب محاولة لاغتيال عدي في ديسمبر/كانون الأول العام 1996م أدت إلى إصابته بجروح خطيرة اتخذت الحياة اتجاها جديدا سيئا بالنسبة إلى الابن الذي كان مرشحا لخلافة أبيه في حكم العراق، ويحتمل أن ذلك دفع أبيه صدام إلى البدء في إعداد قصي ابنه الثاني لخلافته في الحكم فعينه قائدا لقوات الحرس الجمهوري. وأصبح الطريق ممهدا أمام قصي أكثر منه لأخيه. لكن عدي ظل قويا عندما عينه أبوه قائدا لفدائيي صدام التي تعرف بزيها الأسود والتي تثير الخوف والرعب أينما وجدت.

شغل عدي منصب رئيس اللجنة الاولمبية العراقية ورئيس اتحاد كرة القدم ورئيس اتحاد الصحافيين. وتأكيدا لروايات الرياضيين عن تعرضهم للتعذيب إذا خسروا مباراة أو سباقا رياضيا، عثرت القوات الاميركية على أدوات تعذيب بشعة في مقر اللجنة الاولمبية العراقية في أعقاب الغزو.

وانتخب عدي في العام 2000 لعضوية البرلمان وكان يملك محطة إذاعية للشباب تتمتع بالشعبية، ويبدو أنه من سخرية القدر أن يصبح عدي رئيسا لاتحاد الصحافيين إضافة الى ملكيته لصحيفة (بابل) ذات النفوذ الواسع. كما تحدثت تقارير عن أنه كان يتزعم إمبراطورية لتهريب الأموال خلال العقوبات المفروضة على العراق، تمكن عن طريقها من الحصول على الملايين. وقصي المولود العام 1966 الذي كان بعيدا عن الأضواء ويعتبر أقل اندفاعا من أخيه عدي والذي تولى قيادة بعض المؤسسات العسكرية وأجهزة الأمن العراقية المرهوبة الجانب. من بينها الحرس الجمهوري والمخابرات والحرس الخاص، ما جعله ثاني أكثر الرجال سلطة في العراق.

كان قصي يرتدي دائما الملابس المدنية وينحني باحترام أمام والده ويقبل يده في الاجتماعات العامة. وفي اللقاءات العسكرية كان ينصت باهتمام الى ملاحظات والده ويدونها في مفكرة. ويقول دبلوماسيون إن قصي كان مثل والده باطشا في قمع المعارضين وإخماد القلاقل واعدم المنشقين. ويذكر أن حزب البعث وصل الى السلطة في العراق العام 1968م بعد انقلاب أطاح بحكومة عبدالكريم قاسم، وحكم العراق بالحديد والنار، مخلفا الكثير من المقابر الجماعية ومئات الآلاف من المعتقلين وملايين المهجرين. وكان التاسع من أبريل/نيسان العام 2003م يوم سقوط نظام البعث الذي أذاق العراقيين صنوف العذاب

العدد 321 - الأربعاء 23 يوليو 2003م الموافق 24 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً