العدد 324 - السبت 26 يوليو 2003م الموافق 27 جمادى الأولى 1424هـ

مرتادو الأماكن العامة مازالوا يتعرضون للمضايقات

مداخلة بشأن موضوع كواليس

بداية نتقدم اليكم والى صحيفتكم الموقرة بوافر الاحترام والتقدير على ما تقومون به من جهود مشرفة، وطرح حي يعبّر عن نبض المجتمع البحريني ما كان له الأثر الكبير في تسليط الضوء على معظم ما يعيشه المواطن البحريني من مشكلات وهموم، والذي ساهم بشكل كبير وملحوظ يشهد به الجميع في حل الكثير من المشكلات.

تعليقا على موضوع «كواليس» في العدد 307 ليوم الخميس الموافق 10 يوليو/ تموز 2003، بشأن مضمار عالي للمشي وما يجري فيه من مضايقات بدأ الأهالي يشعرون بها بشكل يومي، إذ يتعمد الكثير من المراهقين الجلوس في سياراتهم أمام المضمار لمضايقة ممارسي الرياضة من النساء وذلك بغرض معاكساتهن، الأمر الذي يجعل الكثير من النساء يخترن مكانا آخر أو التخلي عن ممارسة رياضة المشي.

ولقد تابعت في صحيفتكم الموقرة العدد 313 ليوم الأربعاء الموافق 16 يوليو الجاري موضوعا بعنوان «تكثيف الدوريات في مضمار عالي»، إذ جاء فيه أن وزارة الداخلية في توضيحها لما نشر في عمود كواليس كلفت دوريات من إدارة أمن المنطقة الوسطى لتجوب منطقة مضمار عالي. مشيرة إلى أنها لم تتلق أية شكوى من مرتادي المضمار بتعرضهم لمثل هذه المضايقات من قبل الآخرين، كما وعدت وزارة الداخلية بتكثيف الدوريات منعا لضعفاء النفوس من مضايقة مرتادي المضمار...

وتعقيبا على الموضوعين ومن خلال تجربة خاصة مررت بها في يوم كتابة المقال الأول في عمود «كواليس»، قصدت مساء يوم الخميس الموافق 10 يوليو الجاري حديقة المحرق الكبرى الواقعة بالقرب من مطار البحرين الدولي، إذ كنت معتادا على الذهاب الى هذه الحديقة بين فترة وأخرى، ولكن في هذه المرة شاهدت مناظر لاأخلاقية وممارسات تتنافى مع الدين والأعراف والقيم الإسلامية ويخجل الإنسان أن يصفها، ولكن لتتضح الصورة ولتشخيص المشكلة بدقة سأضطر الى شرح بعض هذه المشاهد.

وأنا أتجول داخل الحديقة المذكورة مع زوجتي مررنا على أحد المقاعد الموجودة داخل الحديقة والتي تطل على البحيرة، وإذا بشاب يجلس مع فتاة على ذلك المقعد بصورة فاضحة إذ الفتاة جالسة في حضن الشاب ووو... شكل يجعل من يمر أمامهما يشعر بالحياء والخجل، ولكنهما ـ وللأسف ـ لا يشعران ولا يحسان، فلقد فقدا كل معاني الخجل والحشمة، وأنا اشكك هنا فيما إذا كانا زوجين!

تجاوزنا المشهد بعد أن عكر صفو جولتنا إذ كنا قاصدين الحديقة للتمتع ببعض الوقت وقضاء وقت فراغنا لولا هذه المشاهد المقززة، ونحن نسير مبتعدين عن ذلك المشهد إلى جهة أخرى من الحديقة لننعم بالمشاهد الجميلة تفاجأنا بمشهد آخر شبيه بالمشهد الأول تماما، فانزعجنا غاية الانزعاج لأننا في بلد مسلم ومحافظ لا يتصور المرء أن يشاهد فيه مثل هذه المشاهد بصورة علنية وفي مكان عام يقصده الكبير والصغير أفرادا وعائلات؟!

بعد مشاهدة هذه المناظر المزعجة اتجهنا مسرعين للخروج من الحديقة، وإذا بالمفاجأة الأخرى ومشهد ثالث آخر وبالوضعية نفسها، حتى تحسب نفسك انك في شارع من شوارع دول الغرب ولست في دولة مسلمة!

وأنا في طريق خروجي اتجهت إلى غرفة رجال الأمن الخاصة بالحديقة، ونقلت اليهم ملاحظاتي عن تلك المشاهد. وقد لقيت تجاوبا منهم وأوضحوا لي ان الحديقة تحدث بها مثل هذه الظواهر بصورة مستمرة، بل ويحدث ما هو اعظم من ذلك وانهم قد لا يملكون بعض الأحيان صلاحيات لإيقاف مثل هذه التجاوزات.

هذا بالنسبة الى حديقة المحرق وقس عليها بقية الأماكن العامة من متنزهات وحدائق. ولقد نقلت لي إحدى الأخوات أنها، ومن خلال ترددها على كورنيش الملك فيصل بغرض ممارسة رياضة المشي وذلك بناء على إرشادات الطبيب لها، تواجه الكثير من المضايقات من بعض المراهقين الذين لا شغل لهم سوى التجمع في مثل هذه الأماكن بغرض مضايقة مرتادي الكورنيش من النساء والفتيات بغرض معاكستهن، هذا من جهة ومن جهة أخرى توجد بعض الفتيات صغيرات السن ممن هن في سن المرحلة الإعدادية فما فوق في مثل هذه الأماكن للغرض نفسه وهو التعرف وملاحقة الشباب وتبادل المعاكسات مع بعضهم.

إن الحدائق والمتنزهات والأماكن العامة تنفق الدولة عليها آلاف الدنانير من أجل توفير بيئة مناسبة للأفراد والعائلات ليقضوا فيها أوقات فراغهم وإجازاتهم بصورة ممتعة لا تشوبها بعض المنغصات، وقد تضطر الكثير من العائلات والأفراد إلى العزوف عن قصد هذه الأماكن بسبب ما يوجد فيها من بعض المراهقين الذين يقومون ببعض الأعمال، وتجنبا لرؤية مثل هذه المناظر اللاأخلاقية، وبسبب عدم وجود الرقابة وقوات الأمن لحفظ النظام في مثل هذه الأماكن.

وفي الختام، نتمنى من صحيفتكم التي تمثل صوت الشعب أن تتناول هذه المشكلة التي يعاني منها الكثيرون، والسعي الى إيجاد الحلول المناسبة لها واقتراح توفير دوريات للأمن بصورة مستمرة في مثل هذه الأماكن، وطرح فكرة إنشاء متنزهات للعائلات فقط. ونحن كلنا ثقة بأن حل هذه المشكلة سينطلق من صحيفتكم الغراء التي حملت على عاتقها حل مشكلات وقضايا المواطنين.

حسين قرقور

العدد 324 - السبت 26 يوليو 2003م الموافق 27 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً