دافعت أمس إدارة الأوقاف الجعفرية عن موقف الادارة السابقة في عدم عزلها قيّم مسجد توبلي الذي تم ضبطه قبل ايام يمارس الجنس مع احد الفتيان.
وأعلنت الاوقاف انها «ستبحرن كل قيّمي المساجد والجوامع التي تشرف عليها»، واكدت «انها ستتخذ اجراءات ضد القيم حال ادانته»، في حين استنكر عضو المجلس البلدي في المحافظة الوسطى عباس محفوظ دفاع ادارة الاوقاف عن موقف الادارة السابقة واعتبره «ليس مبررا».
المنامة - حسين خلف
كشف مدير الأوقاف الجعفرية عون الخنيزي أن الأوقاف ستتوجه إلى بحرنة وظيفة قيمي المساجد والجوامع التي تشرف عليها، وأضاف أن هناك إجراء ستتخذه الإدارة ضد قيم مسجد قرية توبلي الكبير، في حين استنكر عضو المجلس البلدي بالمحافظة الوسطى دفاع إدارة الأوقاف عن موقف الإدارة السابقة واعتبره ليس مبررا.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته أمس إدارة الأوقاف الجعفرية لشرح موقفها من قضية قيم مسجد توبلي والذي ضبط في ممارسة جنسية مع فتى بحريني.
وأجاب رئيس دائرة الأوقاف الجعفرية مصطفى القصاب في بداية المؤتمر عن سؤال «الوسط» بخصوص تعامل إدارة الأوقاف مع عريضة رفعها نادي توبلي في العام 1998م موقعة من قبل 80 من أهالي توبلي يطالبون فيها بعزل القيم الآسيوي عن المسجد الكبير في القرية بقوله: نعم حصل هذا الأمر في العام 1998م لكن لم نكن نحن في موقع المسئولية كما يجب أن يفهم أن إدارة الأوقاف باعتبارها جهة مسئولة تتحمل أية خطوة، فباعتبارها جهة مسئولة يجب عليها أن تقوم بتحقيق بالنسبة إلى المشكو ضده، وكذلك الناس المشتكين، وبحسب الوثائق المتوافرة لدينا فإن مجلس الإدارة السابق لم يهمل القضية في 1998م بل تابعها بشكل دقيق وكانت هناك آراء مختلفة بشأن هذا القيم فهناك مجموعة من الناس تشتكيه وأخرى تزكيه ومن الذين يزكونه كان إمام المسجد آنذاك الشيخ محمد التوبلاني الذي جاء بنفسه إلى رئيس دائرة الأوقاف آنذاك الوجيه الحاج أحمد منصور العالي وقام بتزكية القيم وكذلك فعل بعض مشايخ منطقة توبلي.
وأضاف كما أن الجماعة التي اشتكت على القيم لم يكن لها موقف محدد في الموضوع، إذ كانت هناك مراسلات بين إدارة الأوقاف وبينهم وتم الطلب منهم في نهاية المسألة أن يأتوا إلى الأوقاف بموافقة من مختار القرية وإمام المسجد على عزله حتى يتم ذلك، لكن إمام المسجد لم يوافق على عزله، كما أن الأهالي لم يستطيعوا إثبات الجرم على القيم.
وعن الموقف الداعم للقيم الذي يعزوه الأهالي إلى وقوف القيم ضد الحركة المطلبية في التسعينات قال القصاب ربما لم يرد الإمام تسييس المسجد، يجب ان نعرف أن القيم مهمته تنظيف المسجد ورعاية شئونه التنظيمية، وحتى ليس مطلوبا منه أن يؤذن والإدارة لا تدافع عن القيم ولا تنحاز إليه وعلاقتنا به علاقة إدارية وليست أخلاقية.
ومن جهته قال مدير دائرة الأوقاف عون الخنيزي إذا ثبت الجرم رسميا على القيم فستكون لنا إجراءاتنا الإدارية ضده. وأصر الخنيزي على إن الإدارة السابقة تفاعلت مع شكوى الأهالي وقال إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وكشف الخنيزي عن وجود توجه لدى إدارة الأوقاف لبحرنة جميع قيمي المساجد والمزارات، لكنه استصعب هذه الفكرة لـ «وجود مزارات ومساجد بعيدة مثل مسجد الشيخ صعصعة، ولأن بعض المزارات تحتاج إلى أن يكون القيم موجودا فيها في الليل والنهار»، وأكد الخنيزي أن هذا القرار ليس ردة فعل بل هو توجه لدى الإدارة.
وأضاف لدينا 330 قيما 10 منهم فقط أجانب ومعظمهم في المساجد البعيدة والمزارات التي تحتاج إلى بقاء القيم فيها، ثم إن معظم هؤلاء العشرة نسمع الثناء عليهم، وإذا أخطا أحدهم فلا يكون اللوم علينا.
ودافع القصاب عن إدارة الاوقاف السابقة التي ردت على نادي توبلي بأن ليس من مهماته التدخل في مسألة القيم وقال: الإدارة لم تقبل حينها بتدخل النادي لأنها لم ترد أن تتدخل جهات لها توجهات اجتماعية وسياسية.
وأضاف نحن، الاوقاف، من مسئولياتنا حينما نعتمد إنسانا ما قيما للمسجد أن نراقبه بالنسبة إلى أداء مهماته ونراقب سلوكياته أيضا، وأنا عندما تأتيني عرائض لا أكتفي باستدعاء صاحب العريضة بل أقوم بزيارة ميدانية للمكان وأحاول الصلح بين الطرفين إذا كان ذلك ممكنا، أو أحيل المتنازعين إلى محكمة الاستئناف الشرعية الجعفرية.
ورحب مدير الأوقاف الخنيزي بمبادرة أهالي توبلي والذين شكلوا لجنة أهلية مؤقتة للإشراف على المسجد ريثما يتوافر البديل للقيم السابق، وعن مطالبة أهلي توبلي بمحاسبة إمام المسجد السابق الذي أصر على تزكية القيم الآسيوي أشار الخنيزي إلى أن الأوقاف ستحاسبه وفق الأنظمة المعمول بها.
ومن جهته استنكر عضو المجلس البلدي في الدائرة الأولى عباس محفوظ دفاع إدارة الأوقاف عن الإدارة السابقة فيما يتعلق بعدم قبول تدخل النادي في مسألة القيم ورفض عريضة الأهالي على هذا الأساس. وقال إذا لم يكن للنادي الحق في التدخل فلماذا تم التعامل معه ابتداء ولماذا قبلت العريضة التي رفعها أول الأمر؟ وطلب محفوظ من رئيس المجلس البلدي في المحافظة الوسطى إبراهيم حسين في رسالة خطية التدخل استنادا إلى قانون البلديات رقم 35 ولائحته التنفيذية الداعية في إحدى موادها إلى تنمية أعمال البر وصيانة المساجد وانتظام الشعائر الدينية وحماية أموال الأوقاف السنية والجعفرية والجهات ذات الاختصاص، وأضاف فإنني بصفتي ممثل الدائرة الأولى أرفع إليكم هذه المذكرة العاجلة وذلك من أجل التحرك السريع مع إدارة الأوقاف الجعفرية ووزارة الشئون الإسلامية والجهات المختصة لاحتواء الموقف وذلك بما يأتي: مطالبة الأوقاف بفتح ملف القيم وكشف ملابسات سر بقائه على رغم شكوى الأهالي السابقة عن السلوكيات نفسها، وتشكيل لجنة الأهالي والمجلس البلدي وإدارة الأوقاف لمتابعة الموضوع وتشكيل إدارة للمسجد، ومطالبة الجهات الأمنية بتشديد الرقابة لمنع السلوكيات الخاطئة، والتنسيق مع وزارة الصحة لإعادة تأهيل الضحية القاصر. ومن جهته اعتبر نائب رئيس نادي توبلي عبدالشهيد أحمد ناصر الذي باشر رفع عريضة الأهالي في 1998 أن رد إدارة الأوقاف أمس مغالطة كبيرة، وأضاف رفعنا العريضة وذكرنا للأوقاف أن إمام المسجد آنذاك يرفض التوقيع والأوقاف لم تأخذ ذلك في الاعتبار، والآن الأوقاف تبحث عن مخرج.
وتابع قالوا لنا ان الموضوع لا يخص النادي لكن هذا متى؟ إن هذا الرد جاء بعد عام من إرسالنا العريضة وموافقة الأوقاف على تغيير القيم شرط موافقة إمام المسجد مع اننا اخبرناهم بموقفه سلفا، وقد قمنا بإرسال اسم أحد أهالي القرية ليكون قيما لكنهم لم يردوا علينا لمدة عام، وبعد أن خاطبنا وزارة العدل عن الموضوع ردت علينا حينها إدارة الأوقاف بأن النادي ليس من حقه التدخل في هذا الأمر.
واختتم ناصر حديثه بالقول: القضية تم تسييسها في ذلك الوقت، إذ قال لنا أحد مسئولي الأوقاف حينها انكم لا تريدون القيم يمنع لصق المنشورات السياسية مع انه لم تكن هناك هذه الأمور لدى أحد منا، إن ما حصل من فاجعة يثبت أن كلامنا ضد القيم كان صحيحا، وأحب أن اقول ان هذا القيم كان عاملا لدى أحد مسئولي الأوقاف، ونحن توقفنا عن حركتنا ضده لأن رد الأوقاف كان كما تعلمون
العدد 331 - السبت 02 أغسطس 2003م الموافق 04 جمادى الآخرة 1424هـ