أعلنت اللجنة الوطنية لشئون المفقودين في العراق ليلة أمس وفاة المفقودين البحرينيين العشرة في العراق، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته اللجنة.
وسردت اللجنة في بيان لها ما وصفته بـ «أدلة عامة» على وفاة المفقودين العشرة، وقالت: «بناء على ما سبق من معلومات، فقد تولد لدى اللجنة اعتقاد قوي بأن مصير الإخوة والأحبة المفقودين قد أصبح أكثر وضوحا بالمقارنة مع الفترة السابقة، وإنهم ـ بحسب اعتقادنا ـ قد أصبحوا في ذمة الله عز وجل، وإنهم ـ إن شاء الله ـ في عداد شهداء العلم والدين والوطن».
وأبدى الأهالي في المؤتمر استياءهم الشديد لما وصفوه بـ «تقصير وزارة الخارجية وعدم اهتمامها برسائلهم التي استفسروا فيها عن ذويهم منذ العام 1991»، وأضافوا «لم تتحرك الحكومة إلا بعد أن تحركت الصحافة، فمَنْ المسئول عن معاناتنا طوال الإثني عشر عاما الماضية».
ومن جانبه، ناشد رئيس لجنة مفقودي العراق جواد العصفور جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، تعويض ذوي المفقودين ماديا، وذلك لـ «تخفيف معاناتهم المادية والمعنوية».
أما النائب البرلماني عبدالله العالي فقال إن «تقصير الخارجية لن يمر بسهولة»، وطالب الدولة بأن «تقوم بتعويض الأهالي».
وعددت لجنة المفقودين 16 دليلا على وفاة المفقودين أهمها: التأكد من أن المفقودين تم اعتقالهم، وشهادة بعض الشهود بأن بعض المفقودين أعدموا فعلا، أو أن بعضهم أخذ إلى مواقع الإعدام.
وأكد رئيس اللجنة جواد العصفور أن اللجنة «اتصلت منذ أيام قلائل بذوي المفقودين من أجل أخذ عينات من الحامض النووي منهم حتى يتم البحث عن رفات المفقودين»، وقال: «إن بعض الأسر تفاعلت وأخرى لم تتفاعل مع هذا الطلب».
حضر المؤتمر ممثلا عن وزارة الخارجية وكيلها أحمد الحداد، ورئيس وفد تقصّي الحقائق أحمد الستراوي، بالإضافة إلى رئيس اللجنة جواد العصفور.
العدلية - حسين خلف
أعلنت اللجنة الوطنية لشئون المفقودين في العراق ليل أمس رسميا وفاة المفقودين البحرينيين العشرة في العراق وذلك خلال مؤتمر عقدته اللجنة مع ذوي المفقودين وبحضور الصحافة المحلية.
وعبّر الأهالي خلال المؤتمر عن لومهم الشديد لوزارة الخارجية وذلك لما وصفوه بـ «تقصيرها طوال السنوات الماضية، وعدم ردها على الرسائل التي وجهها الأهالي إليها».
من جهته ناشد رئيس لجنة مفقودي العراق جواد العصفور جلالة عاهل البلاد أن يتم «تعويض أهالي المفقودين ماديا لتخفيف معاناتهم».
أما النائب البرلماني عبدالله العالي فقد أكد للأهالي خلال المؤتمر أن وزارة الخارجية مقصرة وأن هذا التقصير لن يمر بسهولة».
وأصدرت لجنة مفقودي العراق بيانا رسميا قالت فيه «كان هدف اللجنة منذ اليوم الأول لتأسيسها هو الكشف عن مصير الأخوة المفقودين مستندين في عملنا على الجهد الذي بذلته عوائل المفقودين خلال السنوات الماضية وعملهم لجمع المعلومات عن أبنائهم. في البدء يجب أن نقر بأن المهمة الموكلة الينا كانت صعبة بسبب شحة المعلومات المتوافرة لدينا وعدم استنادها إلى ادلة يمكن الاعتماد عليها، يضاف إلى ذلك مرور فترة طويلة على الاختفاء من دون حصول أية تطورات تؤشر على مصيرهم، بالأضافة إلى صعوبة الحصول على المعلومات من النظام العراقي السابق».
وأضافت «مع بدء عمل اللجنة في شهر اكتوبر/ تشرين الأول من العام 2002 كان أهم عمل يمكن القيام به هو زيارة العراق وللأسف في ذلك بدأت بوادر التوتر العسكري وتزايد الاحتمالات بنشوب الحرب وبالتالي صعوبة السفر إلى العراق من أجل متابعة الموضوع ميدانيا. وبعد الحرب وسقوط النظام أرتأت اللجنة أن افضل السبل لاستجلاء مصير الاخوة المفقودين هو من خلال الزيارة الميدانية لمكان اختفائهم والذي تم في الفترة ما بين 20 إلى 28 يوليو/ تموز 2003 التي قام بها الوفد المكون من (رئيس الوفد) عادل الستراوي، الشيخ عبدالله العالي، مكي العكري، محمد جعفر المطوع، حسن عبدالحسين، محمد علي العماني وشاكر الحوري اللذين تطوعوا لأداء هذه المهمة الانسانية والوطنية على رغم الظروف الأمنية الصعبة في العراق وصعوبات السفر. عمل الوفد في العراق بجد ومثابرة على جمع أكبر قدر من المعلومات عن المفقودين وتوثيقها وشملت مصادر المعلومات شهادة شهود العيان وغالبتهم من أهالي النجف الأشرف وهي المدينة التي فقد فيها أخواننا المفقودين، كما شملت لقاءات مع الهيئات والمرجعيات الدينية والهيئات الرسمية والحقوقية والهيئات المختصة بشئون المفقودين العراقيين».
وأشادت اللجنة بالدور الذي قامت به وزارة الخارجية بتوجيه ودعم جلالة الملك وحكومته وذلك لأنهم «هيأوا لنا جميع مستلزمات السفر وأهمها تراخيص دخول العراق والحماية الأمنية داخل العراق بالاضافة إلى تحملهم جميع المصاريف».
وعن نتائج زيارة الوفد الاخيرة قالت «النتائج التي توصلت إليها اللجنة من خلال عملها طوال الفترة السابقة وهي الأدلة العامة المشتركة الدالة على مصير المفقودين:
1- بحسب المعلومات المتوافرة للجنة من أهالي المفقودين ثبت أن آخر اتصال بين المفقودين وأهاليهم كان قبل تاريخ 17 يناير/ كانون الثاني 1991 موعد بدء القصف الجوي على العراق خلال حرب تحرير الكويت.
2- عدم وجود أي اتصال مباشر أو غير مباشر بين المفقودين وأهاليهم طوال السنوات منذ العام 1991 حتى اليوم.
3- عدم وجود أي دليل ملموس يثبت وجود الأخوة المفقودين في سجون العراق، إذ ان المعلومات التي تم جمعها من قبل الأهالي خلال السنوات الماضية ليس بالامكان الاعتماد عليها.
مثال: حسن عبدالحسين وتوكيله محاميا في العراق للبحث في السجون.
كامل الجمري وبحثه في السجون من دون الوصول إلى نتيجة.
4-النظام العراقي السابق والطرق العنيفة التي يتعامل بها مع المعارضين له سواء كانوا أحزابا سياسية أو هيئات دينية. الأعدام، عدم وجود قوات لمكافحة الشغب.
5- عدم اعتراف النظام العراقي السابق بوجود مفقودين في العراق سواء كانوا عراقيين أو من جنسيات اخرى طوال السنوات التي تلت حرب الكويت والانتفاضة، سواء على المستوى الرسمي مع الحكومات المعنية أو مع المنظمات الدولية على رغم الضرر الذي كان يعانيه نتيجة هذا الانكار.
مثال: الأسرى الكويتيين ومنظمة الصليب الأحمر.
6- المفقودون من جنسيات أخرى، حتى اليوم لم ترد أية معلومات بأن مفقودين من جنسيات اخرى قد تم العثور عليهم.
7- قبل عدة شهور من الغزو الأميركي للعراق أعلن النظام العراقي عن عفو عام، وعلى اثره تم الأفراج عن أعداد كبيرة من المساجين من ضمنهم مساجين من جنسيات عربية أخرى (أردنيون، مصريون، سعوديون، ولبنانيون...) لم يكن بينهم بحرينيين كما أن بعض المفقودين والتي تتشابه ظروف أختفائهم مع مفقودينا ما زال مصيرهم مجهولا (12 من اللبنانيين).
8- اختفاء الاخوة المفقودين في فترة اضطرابات سياسية مسلحة وعقب حرب مدمرة يصعب خلالها تحديد من مع من ضد النظام وكون اختفاؤهم في مدينة النجف الاشرف والتي شهدت معارك بين النظام والمنتفضين وكون النظام يقتل ويعتقل الناس بشكل عشوائي.
9- محاولات أهالي المفقودين المستمرة طوال السنوات الماضية في الحصول على معلومات من أي طرف كان من خلال الاتصال أو الزيارات المتكررة للعراق. على رغم ان البعض دفع مبالغ لأشخاص.
10- سقوط النظام العراقي بعد الغزو الاميركي وما صاحبه من فوضى وفتح للسجون والمراكز الأمنية وبالتالي افراغ السجون وكون فتح هذه السجون من العراقيين يعتقد بأن احباءهم المفقودين موجودون داخل السجون على رغم ذلك لم ترد أية معلومات مؤكدة عن خروج أحياء من هذه السجون، كما لم ترد أية أنباء عن خروج أي بحريني من هذه السجون. مثال الكويتيين.
11- الحديث عن سجون تحت الأرض وسجون غير قابلة للفتح، سواء كانت هذه المعلومة صحيحة أم لا وان كانت صحيحة فهل يعقل أن يضل انسان على قيد الحياة حتى اليوم بعد مرور أربعة أشهر على سقوط النظام واكتشاف هذه السجون.
12- القرار الذي اتخذته الهيئات الأهلية والمرجعيات الدينية في العراق باعتبار جميع المفقودين العراقيين قد توفاهم الله وقيامهم بنصب مجالس العزاء عليهم، أخذين في الاعتبار تشابه ظروف اختفائهم مع اختفاء اخواننا المفقودين.
13- شهادة الشهود التي حصل عليها الأخوة خلال زيارتهم للعراق بأن جميع من فقدوا في النجف الاشرف خلال أو بعد الانتفاضة فأنهم اما قتلوا أو اعتقلوا من قبل قوات الأمن العراقية وبشكل عشوائي من دون التدقيق في هوياتهم وأن من تم اعتقاله قد تمت عملية اعدامه خلال يوم أو يومين من اعتقاله وتم دفنهم في مقابر جماعية في المناطق المحيطة بالنجف وتم نبش بعض هذه المقابر.
14- شهادة الشهود بأن قوات الأمن كانت تستهدف طلبة العلم والساكنين في المدارس العلمية في النجف في حملة الاعتقالات التي اعقبت الانتفاضة.
15- شهادة بعض الشهود خلال زيارة النجف بأن بعض المفقودين البحرينيين قد تم اعتقالهم من قبل قوات الأمن العراقية في النجف في الفترة التي تلت دخول القوات العراقية إلى النجف بعد سحق الانتفاضة.
16- شهادة بعض الشهود الخاصة بأن بعض المفقودين البحرينيين قد اعتقلوا واخذوا إلى مواقع الاعدام الجماعية وشهادتهم بأنهم قد تم اعدامهم وتأكد الشهود من وفاتهم.
وأكدت وفاة المفقودين بالقول: «بناء على ما سبق من معلومات فقد تولد لدى اللجنة اعتقاد قوي بأن مصير الأخوة والأحبة المفقودين قد أصبح أكثر وضوحا بالمقارنة مع الفترة السابقة وأنهم بحسب أعتقادنا قد اصبحوا في ذمة الله عز وجل وانهم ان شاء الله في اعداد شهداء العلم والدين والوطن».
هذا ويتوقع أن يتم إعلان عزاء مشترك لأهالي المفقودين، حدادا على أبنائهم
العدد 332 - الأحد 03 أغسطس 2003م الموافق 05 جمادى الآخرة 1424هـ