العدد 333 - الإثنين 04 أغسطس 2003م الموافق 06 جمادى الآخرة 1424هـ

في الصعوبات التعليمية والمهارات... الرياضيات والديسلكسيا

لم يكن يعتقد عند ظهور مفهوم الصعوبات التعلمية أن ثمة صلة بين الصعوبات القرائية أو الديسلكسيا وبين الرياضيات إذ كانت الديسلكسيا تقتصر على القراءة والكتابة. غير أن تراكم الخبرات العملية في الصعوبات التعلمية والأبحاث التي كانت تجرى في حقلها غيرت من ذلك الانطباع، ووصل العاملون في هذا الحقل إلى الاعتقاد بأن صعوبات الرياضيات تتصل اتصالا وشيكا بصعوبات اللغة، وأصبحت هذه الصلة تظهر في التعريفات التي تقدم للديسلكسيا بصفتها صعوبات معرفية جوهرية.

وقد انتهت الدراسات إلى أن الصعوبات الرياضية واللغوية تجنح الى أن تكون مصاحبة لبعضها بعضا ومهما يكن من أمر فإن النتيجة التي يمكن الثقة بها هي أن كثيرين من ذوي الصعوبات القرائية يواجهون صعوبة في بعض الجوانب الرياضية على الأقل من دون أن يعني ذلك بالضرورة جميع الجوانب.

ومن ذلك أننا قد نكون أمام موهوبين في حل المسائل الرياضية من ذوي الصعوبات القرائية إذا تجاوزنا الصعوبات التي يواجهونها في الذاكرة الصماء للحقائق الرياضية الأساسية مثلا. ويمكن تشخيص التغيرات الأربعة الآتية لمؤثرات ذات أهمية على القدرة في الرياضيات:

1- العوامل المعرفية والتي تتجلى في ضعف في التوجه المكاني، والإدراك السمعي والتتبع البصريين، والعجز عن ترتيب الأشياء وتسلسلها في الذاكرة.

2- العوامل التربوية كنوعية التدخل التعليمي وكميته في كل من المجالات الأساسية للرياضيات كالخوارزميات المختلفة والقياس وحل المسائل ومهارات السلسلة وعدم تدريب الطلبة على تطبيق المهارات العددية على مشكلات الحياة اليومية.

3- العوامل الشخصية كالمواظبة ومفهوم الذات والاتجاهات نحو الرياضيات، فالكثيرون من ذوي صعوبات التعلم يكونون ذوي تقدير متدن للذات ويفتقرون إلى المواظبة والدافعية.

4- الضعف في القراءة واتصال الكثير من المهارات القرائية بالمعالجة الكمية للمسائل الرياضية، وقد أصبح معلوما أن عوامل الضعف التي تواجه الطالب بعكس الحروف أو بقلبها في القراءة يسبب له عكس الأرقام أو قلبها في الرياضيات.

مجالات الضعف

المحتملة في الرياضيات

المهارات الإدراكية: لأن ذوي الصعوبات التعلمية كثيرا ما يواجهون المصاعب في العلاقات المكانية، والمسافات، وعلاقات الحجوم والأشكال والتسلسل، فإن تعلمهم للمهارات الرياضية كالقياس والتقدير والحجوم وحل المسائل والهندسة كثيرا ما يتدنى بفعل هذه المصاعب.

الوعي المكاني: يعد الوعي المكاني ذا أهمية خاصة نظرا لأهميته في معرفة المنزلة أو التمييز بين العدديين 6، 2 أو تمييز الرقم 5 عن الهاء المغلقة المنفصلة والخلط بين الإشارات الحسابية وإجراء العمليات الحسابية.

الاستمرارية والتسلسل: يجد بعض الطلاب صعوبة في الانتقال العقلي من مهمة او عملية الى التي تليها.

اللغة والمفاهيم الكمية: إذ يجد بعض الطلاب صعوبة في فهم مفاهيم رياضية: كالأول والأخير والتالي، وأكبر من، واقل من. ولهذا فإنه عند تعليم المفاهيم الرياضية يجب أن يكون التعليم دقيقا مركزا على مفهوم واحد. وانه من المفيد الاستعانة بالأشياء المادية لإيضاح المفاهيم المجردة.

التعليل: كثيرا ما يشكل التعليل صعوبة لأنه يتطلب مستوى عاليا من التفكير المجرد ما يدعو المعلمين لأن يستخدموا الأشياء المادية وتطبيقات الحياة العملية لشرح المفاهيم والمبادئ الرياضية حيثما أمكن ذلك. وعندما يتحقق للطلاب فهم المفهوم الرياضي وتأديته بشكل آلي يمكن للمعلم أن يقدم تمارين تتطلب من الطلاب التفكير وهم يؤدون العملية وتفسير الأسباب والقيام بالتعليل.

الذاكرة: يعاني كثير من ذوي الصعوبات التعلمية من صعوبة في تذكر المعلومات التي شرحت لهم.

يمكن للمعلمين مساعدة مثل هؤلاء بالإقلال من كمية المعلومات الجديدة التي يطلب من الطلاب تعلمها والتوسع في عدد التمارين التي يقدمونها إلى الطلاب واعطاء الطلاب فرصا للتعبير لفظيا عن هذه المعلومات والتمرن عليها.

إن القاعدة الذهبية في تعليم المفاهيم الرياضية هي المزيد من التمرين والممارسة لتعزيز تعلم المفهوم الجديد، وخصوصا إن ذا الديسلكسيا يكون عادة أبطا من السوي ما يجعله يحل تمارين أقل. ولا يخفى ان الطالب الذي يفشل باستمرار في الرياضيات لا يملك إلا خيرات متنوعة قليلة ما يجعله أقل قدرة على رؤية الأنماط وأقل قدرة على التعميم وتكوين المفاهيم، وعلى هذا فالقدرة على تكوين المفاهيم تحتاج إلى ممارسة واسعة ما يمكن تسهيل تكوين المفهوم وتعزيز تعلمه.

اختصاصي التربية الخاصة

العدد 333 - الإثنين 04 أغسطس 2003م الموافق 06 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً