العدد 333 - الإثنين 04 أغسطس 2003م الموافق 06 جمادى الآخرة 1424هـ

بكل الحب أتحدث عن إشكالية كف البصر

تزوج والدي «علي الأمير» بابنة خالته «فوزية مرهون»، وبعد عام أنجبا طفلهما الأول «حسين الأمير»، فكان كفيف بصر كليا، فلم يسع والدته إلا أن تتقبله بصدر رحب فيه حنان الأمومة ودفئها، وتشمله برعايتها.

وبعد عام أنجبت هذه الأم طفلها الثاني «عصام الأمير»، فكان هو الآخر كفيف بصر جزئيا! أنى لهذه أن تتحمل الصدمة مرتين!!

فوزية آمنت بربها وواصلت المسير ولم تتوان في تربية طفليها بالإضافة إلى من تبعهما من البنات.

أوصلتنا أمنا إلى معهد النور للمكفوفين بالبحرين لنتعلم فيه كما يتعلم الأطفال أمثالنا، وسهرت علينا لتحقق فينا مالم تحققه لنفسها، أي انها لا تجيد القراءة والكتابة، لكنها حاولت في بعض سنوات عمرها أن تدرس في مدارس محو الأمية، فلم تخدمها أيامها لإتمام ما نوته فتركت الدراسة وتفرغت لتربية الأبناء.

كيف سعت فوزية في تربية أبنائها؟

عملت فوزية مرهون في مجمع السلمانية الطبي بقسم المطبخ في مطلع ثمانينات القرن الماضي، وحازت حب زملائها وزميلاتها واحترامهم لها، وتميزت بكفاءتها في أداء عملها. وحينما شعرت بحاجتها إلى الدعم المادي قامت بتمويل نفسها بنفسها، فاشترت بعض السلع من الدول المجاورة وباعتها على نسوة الحي، واستمرت على هذه الحال إلى العام 1985م، إذ انتقلت إلى مدينة عيسى تاركة القرية التي سكنت فيها. وخاضت الأم معارك متعددة في الأعمال، فكانت بائعة أحذية في محل، وبائعة ملابس رجالية، ومارست العمل في العقار، وكان آخر عهد لها بالعمل خارج المنزل في تخليص المعاملات.

فأم مثل هذه الأم تستحق أن تذكر بحق أعمالها الخيرة التي تصب في مصلحة أبنائها وتربيتهم.

كيف تعلم الأبناء؟

تعلم المكفوفان من أبنائها في معهد النور بالبحرين من المرحلة الابتدائية حتى الإعدادية، وبلا شك كان لكل منهما هواياته الخاصة التي سعت الأم إلى تنميتها، فكان حسين عازفا وعصام رياضيا... الأم هي المشجعة والمؤيدة لهذا العطاء من أبنائها.

أما المرحله الثانوية فقد تعلمنا في معهد النور بالمملكة العربية السعودية وعلى حسابنا الخاص، فأنجزناها بعون الله تعالى، ودخلنا جامعة التحرين (كلية الآداب قسم اللغة العربية) العام 1995، وتخرجنا منها بنجاح، وكان لنا حضورنا المتميز بين زملائنا من خلال مشاركاتنا في الأنشطة الطلابية التي تقيمها الجامعة، وأفيد بأن وجودنا في هذه الجامعة وتميزنا فيها لم يكن بتوفير ميزات خاصة للمكفوفين بل كان بجهدنا الشخصي وعطائنا، ومن ثم اهتمت الجامعة بشكل واضح وجلي بذوي الاحتياجات الخاصة داخلها وأولتهم العناية اللائقة وهي مشكورة على ذلك.

بعد التخرج عمل حسين الأمير في أحد المصارف بقسم البدالة الهاتفية، وهو يتمنى التوظيف في مكان يليق بشهادته وتخصصه.

حسين الأمير تزوج بعد ذلك بالشاعرة سوسن دهنيم وهو ينتظر مولودا في هذه الأيام. أما عصام الأمير فهو موظف في جامعة البحرين، فني مختبر.

الحمد لك ربي رب العالمين على ما نحن فيه بفضلك ورضاك وبدعم أمنا التي تفضلت فأعنتها فأعانتنا

العدد 333 - الإثنين 04 أغسطس 2003م الموافق 06 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً