أصبح الأربعاء من كل أسبوع «يوما مشئوما» بالنسبة إلى عدد كبير من عمال شركة ألمنيوم البحرين «ألبا» بعد الحادثين الأخيرين اللذين شهدتهما الشركة وأوديا بحياة اثنين من العمال في يومي أربعاء متتالين.
وأمس الأربعاء انتشرت الإشاعات في الشركة عن وفاة أحد العمال الهنود التابعين لأحد المقاولين في الشركة بعد تعرضه لضربة شمس. ونفى رئيس نقابة العاملين في الشركة الخبر «جملة وتفصيلا»، في وقت أكد فيه اصابة أحد العمال البحرينيين أول أمس بحروق متوسطة في القدمين نتيجة تعرضه لحرارة الألمنيوم المنصهر في مناوبة أول الليل.
وفي المصهر رقم 5 نجا أحد العمال البحرينيين من حادث سقوط قطعة كبيرة من الحديد على رأسه، إلا أنها تجاوزته بقدم واحد بعد سقوطها من الرافعة.
وفي الوقت الذي تستمر فيه إدارة الشركة في تشديد إجراءات السلامة في مختلف الأقسام، مازال العمال يتخوفون من يوم الأربعاء المقبل وما قد يحمله من مفاجآت.
الوسط - ندى الوادي
في الوقت الذي اكتملت فيه أمس الأربعاء تحقيقات اللجنة المختصة في حادثي ألبا الأخيرين اللذين أوديا بحياة اثنين من العمال، بدأت درجة الحرارة ترتفع في التعامل مع أية إصابة ولو بسيطة في الشركة. كما بدأت الإشاعات تنتشر حول حوادث أخرى أدت إلى وفاة عمال فيما بدأت إدارة الشركة في تشديد إجراءات السلامة لديها بشكل واسع.
فقد انتشرت بين العمال في الشركة أمس أنباء بشأن وفاة أحد العمال الآسيويين التابعين لأحد المقاولين المتعاونين مع الشركة وذلك بعد تعرضه لضربة شمس. ونفى رئيس نقابة العاملين في الشركة ابراهيم الدمستاني هذا الخبر جملة وتفصيلا مؤكدا انه كان موجودا في العيادة الطبية في تلك الفترة ولم تحدث أية إصابات فيما عدا ألم الرأس.
وفي المقابل، تعرض العامل خليل عبدالوهاب لحروق من الدرجة الثانية بعد إصابته بتطاير من الألمنيوم المنصهر الذي تفوق درجة حرارته 800 درجة مئوية. وأشار مصدر في الشركة إلى أنه تم علاجه في عيادة الشركة ثم تم تحويله إلى مجمع السلمانية الطبي لمتابعة العلاج، مشيرا إلى أنه أصبح بحال جيدة الآن.
وبالسيناريو نفسه الذي أودى بحياة العامل محمد راشد يوسف منذ أكثر من ثلاثة أسابيع تقريبا، نجا عامل بحريني آخر من حادث كاد أن يودي بحياته بعد ان سقطت قطعة ضخمة من الحديد بالقرب من رأسه بعد وقوفه أسفل إحدى الرافعات في الشركة، إلا أن قطعة الحديد أخطأته في آخر لحظة وسقطت على بعد قدم واحد منه حوالي الساعة الثالثة من فجر يوم الأربعاء.
ومن جانب آخر بدأت إجراءات السلامة المهنية في شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) تتجه نحو الصرامة حسبما ذكر عدد من العمال، فيما بدأ موضوع السلامة المهنية يلقى اهتماما من جهات مختلفة من وزارة العمل ولجان الصحة المهنية والاتحاد العام لعمال البحرين وعدد كبير من المصانع والشركات.
واعتبر الجميع هذه الإجراءات ردة فعل قوية على الحادثين الأخيرين اللذين أوديا بحياة اثنين من العمال.
وفرضت الإدارة في ألبا على العمال ربط حزام السلامة في سياراتهم داخل الشركة، وفرض عليهم عدم تجاوز سرعة 40 كيلومترا في الساعة. وبدأت عمليات التفتيش على المكاتب لضبط أية مخالفات، وبدأ تكثيف حملات ودورات الحريق الوهمي وتحديد نقاط التجمع في حال حدوث أي حريق. إلا أن كل هذه الإجراءات لم تقنع كثيرا من العمال، إذ لن تعوض أي منها خسارة أحد العاملين الفقيدين حسبما ذكروا، فيما قال بعض العمال «أين كانت هذه الإجراءات من قبل لمنع مثل هذه الحوادث».
وفي الوقت الذي تحاول فيه إدارة الشركة تغطية مواقع النقص في الشركة بالتعاقد مع بعض المقاولين، أشار البعض إلى أن النقص لا يزال موجودا في كثير من مواقع الشركة.
كما ظهرت أمس نتائج تحقيقات اللجنة التي تم تشكيلها لبحث ملابسات الحادثين الأخيرين في ألبا، إلا أن أيا من أعضاء اللجنة أو النقابة لم يفصحوا بعد عن هذه النتائج وما إذا كانت تشير بأصابع الاتهام إلى إدارة الشركة
العدد 356 - الأربعاء 27 أغسطس 2003م الموافق 29 جمادى الآخرة 1424هـ