العدد 359 - السبت 30 أغسطس 2003م الموافق 03 رجب 1424هـ

سكوت

عزيزي المواطن الصالح الغيور على الوطن والذي قلبه يعتصر وهو يشاهد الكثير من المفارقات في العمل ويتحسس الأمور ويعرف أين الصح وأين الخطأ... أنصحك يا عزيزي بأن تلتزم الصمت! ففي حالتك هذه السكوت من ذهب وعليك ألا تتحدث بما تعرفه إلى المسئولين وإلا فإنك ستكون في وجه المدفع ويحملونك المسئولية ويتعاملون معك بحرص وحذر وعنجهية... هذا إذا ما استبعدت عزيزي المواطن وشطب اسمك وأصبحت حرف (نكرة) لا محل له من الإعراب. وبدلا من شكرك على ما قمت به ستعاقب من دون ذنب ارتكبته، فكلمة الحق دائما صعبة ووقعها مرير على صاحبها ولا أحد في أيامنا هذه يتقبلها، ومن يتفوه بها يصبح مكروها وتنصب له العداوة والبغضاء، فضلا عن تحريض الجميع عليه والابتعاد عنه وعن محادثته... الخ من الأمور التي تتخذ ضد هذا المواطن المخلص. أو ربما يتم المسح عليه من قبل المسئولين ويخدر بالكلام المعسول والوعود الكاذبة التي لا يتحقق منها ولا الشيء البسيط، فقط من أجل أن يسكت ولا يتفوه بأية كلمة عما يعرفه وأن يكون محصورا في قالب واحد «ولا من شاف ولا من درى».

لذلك عزيزي أقدم إليك أخلص النصائح حتى تكون صريحا وواضحا ويجب أن تأخذ هذه الأمور في الاعتبار وإلا ستوضع على الرف ويدثرك الغبار إلى آخر الزمان وتصبح في خبر كان.

والواقع مرير ومؤلم ويصيبك بخيبة الأمل جراء هذه التصرفات المزرية الصادرة عن أناس لا يستحقون المناصب التي هم فيها وليس عندهم حسن دراية وتدبير.

فلمَ يا عزيزي تعرض نفسك للمساءلة و«روح وتعال... وهل أنت متأكد مما حصل ومما صار؟ وروح يا فلان وتعال يا فلان...» إلى أن يضج رأسك وتتعب من كثرة الاسئلة، فقد انقلب الوضع وأصبحت أنت محل التساؤل بدلا من غيرك الذي من المفترض أن يكون في وضعك. ولكن الكرسي دائما مقلوب ولن يعود الى وضعه الصحيح طالما توافر في الأعمال أناس مات ضميرهم وانعدمت لديهم الغيرة على وطنهم الذي يؤمن لهم مصدر رزقهم ورزق عيالهم... للأسف، أن المواطن الصريح، المخلص، المتميز، ذا الكفاءة، يفصل تعسفيّا ويحرم من القيام بأي عمل يستفيد منه ويفيد بلاده.

صالح العم

العدد 359 - السبت 30 أغسطس 2003م الموافق 03 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً