العدد 359 - السبت 30 أغسطس 2003م الموافق 03 رجب 1424هـ

قصة إنسان

كان لي حلم يداعب مهجتي

كلما سارت خطوطي للذهاب

وصداه يرسم الخطو

الذي يفرز العزم لعشاق الكتاب

كانت الآمال الدم في يدي

أن للأمال ينساب اللباب

يارفاق الدرب عدتم للديار

وأنا التيار ضدي يا صحاب

وانتشرتم في ميادين الحياة

وأنا رهن سلاسل وقضاب

كيف أدفن مقلتي في رمقها

وهي ترنو لي على وجه الشهاب

كيف أحيا بين سجن مطبق

وينام الحلم في طي التراب

أين أحلامي توارت وانقضت

هل تلاشت أم ترى صارت سراب

هل بطاقات التهاني قابعة

حيز القلب وفي ركن الشعاب

أذكروني في زمان قد مضى

وانقبوا التاريخ كي يأتي الجواب

فسما بغداد في أنشودتي

وهواء الأعظمية في الرحاب

ومياه الشط تشهد أنني

لفرات العلم عليت الركاب

وثرى المسجد في ذاكرتي

وبها المشهد يزهو والقباب

وكذا الفوج الذي عانقته

واحتضان في مجيء وذهاب

هل غدت أشواق أهلي جارفة

تستقي الأرض من نبع المصاب

هل أذاب الدهر فيهم رجعتي

أم بقى حلما ويأسا وارتقاب

كيف دهري عنهم أبعدني

وبدا الشوق حديدا في الرقاب

عاتبوا الدهر الذي قد خانني

ورماني في حريق واغتراب

ويراعي حاملا مكتبتي

في منامي في طعامي والشراب

تسأل الغرفة عن ماذا جرى

وكذا المكتب يسأل والثياب

فأنا المفقود من عشر مضت

وفؤاد الأهل يغلي في اضطراب

من بقلبه خبرا عن موضعي

فليسارع نحو أهلي بالجواب

فاذكروني واحملوا ألآه معي

وارقبوني لا تملوا الارتقاب

إن بلى صوتي فهذي صورتي

صورة البدر الذي تم وغاب

فأجاب القلب يا روح دمي

عد إلينا يا حسن طال الغياب

عد إلينا أيها النسر الكسير

عد إلى الوادي كفى هذا العتاب

عد سريعا أنت يا فرخ القطا

كيف يحيا الفرخ في حضن العقاب

أن فينا جمرة وسط الحشا

كلما ضخ الدما زاد التهاب

نحن نحيا من زمان غصة

ورنين القلب يبكي في إنجذاب

نحن لم نفتأ حيارى أننا

حق لن ننساك لو عز المآب

نحن في شوق إلى ذاك الوجيه

والكلام الحلو والنطق العجاب

وتهاني العيد إذا تحملها

في وداد وتعاطف وتحاب

كشرت دنياك عن أنيابها

فأبان الدهر ما يخفى والنقاب

هذه قصة انسان مضى

في مدى الدهر وذا فصل الخطاب

بنت الشرفاء

العدد 359 - السبت 30 أغسطس 2003م الموافق 03 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً