كان لي حلم يداعب مهجتي
كلما سارت خطوطي للذهاب
وصداه يرسم الخطو
الذي يفرز العزم لعشاق الكتاب
كانت الآمال الدم في يدي
أن للأمال ينساب اللباب
يارفاق الدرب عدتم للديار
وأنا التيار ضدي يا صحاب
وانتشرتم في ميادين الحياة
وأنا رهن سلاسل وقضاب
كيف أدفن مقلتي في رمقها
وهي ترنو لي على وجه الشهاب
كيف أحيا بين سجن مطبق
وينام الحلم في طي التراب
أين أحلامي توارت وانقضت
هل تلاشت أم ترى صارت سراب
هل بطاقات التهاني قابعة
حيز القلب وفي ركن الشعاب
أذكروني في زمان قد مضى
وانقبوا التاريخ كي يأتي الجواب
فسما بغداد في أنشودتي
وهواء الأعظمية في الرحاب
ومياه الشط تشهد أنني
لفرات العلم عليت الركاب
وثرى المسجد في ذاكرتي
وبها المشهد يزهو والقباب
وكذا الفوج الذي عانقته
واحتضان في مجيء وذهاب
هل غدت أشواق أهلي جارفة
تستقي الأرض من نبع المصاب
هل أذاب الدهر فيهم رجعتي
أم بقى حلما ويأسا وارتقاب
كيف دهري عنهم أبعدني
وبدا الشوق حديدا في الرقاب
عاتبوا الدهر الذي قد خانني
ورماني في حريق واغتراب
ويراعي حاملا مكتبتي
في منامي في طعامي والشراب
تسأل الغرفة عن ماذا جرى
وكذا المكتب يسأل والثياب
فأنا المفقود من عشر مضت
وفؤاد الأهل يغلي في اضطراب
من بقلبه خبرا عن موضعي
فليسارع نحو أهلي بالجواب
فاذكروني واحملوا ألآه معي
وارقبوني لا تملوا الارتقاب
إن بلى صوتي فهذي صورتي
صورة البدر الذي تم وغاب
فأجاب القلب يا روح دمي
عد إلينا يا حسن طال الغياب
عد إلينا أيها النسر الكسير
عد إلى الوادي كفى هذا العتاب
عد سريعا أنت يا فرخ القطا
كيف يحيا الفرخ في حضن العقاب
أن فينا جمرة وسط الحشا
كلما ضخ الدما زاد التهاب
نحن نحيا من زمان غصة
ورنين القلب يبكي في إنجذاب
نحن لم نفتأ حيارى أننا
حق لن ننساك لو عز المآب
نحن في شوق إلى ذاك الوجيه
والكلام الحلو والنطق العجاب
وتهاني العيد إذا تحملها
في وداد وتعاطف وتحاب
كشرت دنياك عن أنيابها
فأبان الدهر ما يخفى والنقاب
هذه قصة انسان مضى
في مدى الدهر وذا فصل الخطاب
بنت الشرفاء
العدد 359 - السبت 30 أغسطس 2003م الموافق 03 رجب 1424هـ