العدد 360 - الأحد 31 أغسطس 2003م الموافق 04 رجب 1424هـ

كيف تحولت علاقة الشباب بالدين إلى أزمة؟

في «مجلس الجمري» الفردان يتساءل:

ضمن سلسلة الجلسات التي يعقدها مجلس الجمري مساء الثلثاء من كل أسبوع ألقى الشيخ شاكر الفردان محاضرة بعنوان «الشباب وأسئلة في الدين» تناول فيها محاور ثلاثة دارت بشأن بيان مفهوم الشباب وعلاقة الشباب بالدين والأهم من ذلك كله بحسب الفردان الجدلية التي تثار وهي هل أن هذه العلاقة تحولت إلى أزمة في نفوس الشباب بعد أن كانت علاقة أخذ وعطاء؟

وتطرق الفردان في حديثه إلى مفهوم الشباب مستشهدا بالمراحل التي يمر بها الإنسان كما ذكرها القرآن الكريم وهي مرحلة الضعف وبعدها تأتي مرحلة القوة وأخيرا يعود الإنسان الى مرحلة الضعف.

وعن مرحلة الضعف الأولى قال الفردان «خصوصيتها أن تحمل في داخلها الأمل، فالأهل يضعون أملهم في هذا الطفل، والأهم أن الإنسان سيودع مرحلة الضعف هذه لا محالة (...) وأما مرحلة الضعف التي ينتهي أمر الإنسان فيها فإنها لا تحمل الأمل، والإنسان ودع مرحلة القوة الى الأبد».

ورجع الفردان إلى مرحلة القوة التي تتوسط الضعفين، وأشار «إنها مرحلة العنفوان، مرحلة النشاط في الإنسان وهي بالضبط مرحلة الشباب، وكل المجتمعات تبني خططها على هذه المرحلة لأنها الشريان المغذي لهذا المجتمع، وفيما يتعلق ببقية شرائح المجتمع فإنها تمثل الأوتاد التي تساهم في حفظ وتوازن كيان المجتمع».

وعرج الفردان على علاقة الشباب بالدين فقال: «عندما يمثل الدين السلوك عند الأفراد ويجد الإنسان حاجياته فيه فمن الطبيعي أن تتكون علاقة متبادلة بين المرء والدين... هذه الحركة رصدتها مرحلة صدر الإسلام، فرسالة الإسلام حملها شاب، وكانت علاقته بالدين علاقة سلوك أي أن الناس تلمسوا الدين من خلال سلوك النبي (ص)».

وانتقل الفردان إلى السبب في تحول هذه العلاقة إلى علاقة نفور وأزمة فقال: «هناك عدة أسباب وراء تحول هذه العلاقة، أولها عامل خارجي ترك بصماته على واقعنا الاجتماعي والفكري، فعصر التنوير في أوروبا والصراع الذي تولد بين العلماء والكنسية وشيوع فكرة تغليب العلم على الدين (...) الشباب استقبلوا هذه الفكرة وشاعت بشكل كبير في السبعينات وانبرت الكثير من الأقلام في هذا المجال، وأما العامل الثاني فهو سريان الخلل من التطبيق إلى النظرية، فالشباب يتعاملون مع الدين على أساس رجال الدين وسلوكياتهم، وعلماء الدين أوجدوا حالا من الخلل في عملية التطبيق في سلوكهم وفي فكرهم».

«صراع الشاب بين انتمائه الديني والتيارات الدينية والفكرية الأخرى، فالشاب يولد في بيئة دينية ملتزمة بتعاليم الدين، وعندما يتوجه الى بيئة مفتوحة كالمعاهد والجامعات أو يسافر الى البلدان الأخرى ويختلط بشريحة من الشباب قد يحملون أفكارا وانتماءات تتعارض وما يحمله، هذا الأمر قد يولد صراعا في داخل الشاب، فإما أن يقتنع بما لديه وتنتهي المشكلة، وإما أن تتولد لديه رؤية دينية مغالطة وتبدأ المشكلة».

ولعل السبب الرابع هو الأكثر إشكالية والأخطر ورعاة الدين هم المسئولين عنه «إن رعاة الدين عاجزون ويديرون ظهروهم لمشكلات الشباب، وهنا تكمن الإشكالية الكبرى، وليس من حق ايا كان ان يدير ظهره خصوصا للشباب، فإذا تورط الشاب في انحراف سلوكي ولا يجد مخرجا منه فماذا نتوقع منه؟ لابد أن تكون أحضان علماء الدين دافئة ورحبة لتتسع لهؤلاء الشبان، وليس معنى ذلك أننا نعفي الشاب من المسئولية فلابد أن يكافح وينافح حتى يصل الى الحقيقة».

وفتح المجال للحوار، وسأل أحد الحضور عن الإشكالية في تعارض آراء ووجهات الشباب مع آراء الكبار والعلماء، ورد الفردان «لا يتصور الشاب أن كل ما يحمله من أفكار وطموحات يطبق، لابد أن يكون الشاب واقعيا في طرحه وموضوعيا».

وأثار آخر نقطة مهمة عندما استفسر عن السبب وراء غموض لغة علماء الدين، فهناك من يجلس ساعات في خطب الجمعة وغيرها ولكنه لا يفهم شيئا من حديث عالم الدين، وفي هذا الصدد أوضح الفردان «نحن نحتاج فعلا إلى لغة رزينة ومرنة بحيث يفهمنا الشباب، لا أن نتخذ من اللغة القريبة إلى الطلاسم منهجا للحوار، وللوصول نحن جميعا بحاجة إلى دورات تدريبية لنفهم الشباب».

العدد 360 - الأحد 31 أغسطس 2003م الموافق 04 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً