العدد 360 - الأحد 31 أغسطس 2003م الموافق 04 رجب 1424هـ

نموذج متفرد اجتمعت فيه عدة مواهب

صديق القرى والابداع والقضية

المعروف أن الفرد صاحب موهبة ما يظل ينميها ويغذيها، ولكن أن تجتمع كل المواهب في شخص بعينه فهو شيء يبعث على الاستغراب. «الوسط» التقت حسين خليل المولاني الذي عهدته القرى مشاركا في كل النشاطات، وهو متخصص في القضية الفلسطينية، فبعد الرسم والخط العربي والديكور والماكياج وتصميم المسارح حط به الرحال ليختار التمثيل ولو بشكل مؤقت لأنه لا يستطيع مفارقة القضية الفلسطينية.

ومن المشاركات التي تميز بها المولاني تلك التي لفتت انتباه الحضور في مخيم جنين الذي نظمته قرية السنابس، وأكثرها تميزا المخيم الذي أقامه بالتعاون مع مجموعة شباب من قرية الديه - مسقط رأسه - وبرزت في هذا المخيم الكثير من الأفكار المبتكرة والتي تروي قصة فلسطين الحزينة، وتنقل ولو بالشيء البسيط جزءا من المعاناة. وكانت للمولاني مشاركة خارجية يتيمة في قرية الجفر بالإحساء.

والمتأمل في فيما تصنعه أنامل المولاني يحسب أنه ولد وهو يمارس هذه الأعمال، ولكنه بدأ العمل حينما انطلقت الانتفاضة الفلسطينية «لقد ألهمتني القضية الفلسطينية الكثير من الأفكار وشجعتني مبادرات القرى في نتظيم مثل هذه الفعاليات فشاركت في المخيم الذي نظمته مدرسة الديه ومدرسة كرانة ومدرسة الحجر وكل مشاركاتي عبارة عن مجسمات تجسد القضية الفلسطينية». وعند سؤاله عن السبب الذي يدعوه للتركيز على المجسمات أجاب «المجسمات تعطي انطباعا أكثر من أي شيء آخر ولو كانت بسيطة، ليس معنى ذلك إني لم أشارك بالرسم والخط ولكن المجسمات أكثر تعبيرا وتترك أثرا أعمق في النفس». وأردف المولاني «وإذا كنتم تريدون صورة العلمين الأميركي والإسرائيلي في أرضية «الوسط» فإني مستعد إلى ذلك».

والمضطلع على أعمال المولاني يستطيع أن يتخيل الكلفة التي تستوجب اتمامها، وكثيرا ما يتساءل أهالي القرية: من أين يأتي المولاني بالأموال؟ وعلق المولاني على ذلك بقوله: «إني أحصل على مستلزمات العمل من الجيران، هذا يأتي بالصبغ وذلك بالخشب وذاك بالسيارة وهكذا، كما أنني أحصل على الدعم المعنوي من صندوق الديه الخيري».

وصدق القائل إن وراء كل عظيم امرأة، ولكن هذه المرة ليست الزوجة التي عهدناها العظيمة وراء زوجها، بل هي الأم التي نقلت موهبتها لأبنائها، وفي هذا الصدد يقول المولاني: «أمي هي الساعد الأيمن لي في كل أعمالي، وعندما أحصل على شهادات تقديرية أطلب شهادتين لي ولأمي، وحصدت الكثير من الشهادات». وبابتسامة عابرة أضاف المولاني: «نريد شيئا غير الشهادات التقديرية».

ومن يتوسط قرية الديه يشاهد شلالا عمل بصورة رائعة، وعندما تسأل عن صانعه يشار بالبنان للمولاني، ولهذا الشلال قصة لا ينساها: «كنت لوحدي أحاول شد الشلال في منتصف الليل، وفجأة سقطت عليّ «السكلة» وكسرت ساقي والحمد لله أن شاهدني أحد الجيران، وعلى عكاز واحد أصريت على اتمام العمل وفعلا أنجزناه، وهناك تحويرات على الشلال ستتم في مولد الإمام علي بن أبي طالب (ع)».

ويمثل المولاني حاليا في مسرحية «السيل» وهي مسرحية سياسية عرض عدة مرات خلال الأيام القليلة الماضية.

واختتم المولاني حديثه بالقول: «حاليا الجماعة يفكرون في مؤسسة عمل للإنتاج التلفزيوني على مستوى القرى يكون العمل فيها موزعا، وستختص بالأفلام والمسرحيات وصاحب الفكرة هو الفنان محمد الحجيري».

امتزاج المواهب في شخص واحد مدعاة للاستغراب، ولكن أمثال المولاني كثيرون، هم بحاجة إلى الاهتمام وبحاجة إلى مؤسسات ترعاهم وتنظم معارض لأعمالهم.

العدد 360 - الأحد 31 أغسطس 2003م الموافق 04 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً