العدد 363 - الأربعاء 03 سبتمبر 2003م الموافق 07 رجب 1424هـ

«التشريعي» يفصل بين عرفات وأبومازن اليوم

إعلان «موت الخريطة» يثير ضجة

عمّان، عواصم - حسين دعسة، وكالات 

03 سبتمبر 2003

استبعد وزير الإعلام الفلسطيني نبيل عمرو أن يقدم رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) استقالته اليوم، مشيرا إلى انه سيترك الأمر للمجلس التشريعي ليقرر مستقبل حكومته. وقال خبراء إنه لم يتضح بعد حجم المساندة التي يمكن أن يحصل عليها أبومازن، إذ على رغم التأييد الدولي الذي يحظى به فإن موقفه ضعيف مع الناخبين الذين يرونه مجرد «دمية» تحركها أصابع أميركية. وتأكيدا لذلك أكدت حركة فتح في بيان ان «شرعية الرئيس عرفات النضالية والدستورية راسخة وثابتة ومستمدة من الالتفاف الجماهيري، وان عدم تجاوزها واجب على المؤسسات الرسمية والشرعية كافة».

وأثار تصريح لعرفات بشأن موت «خريطة الطريق» لغطا على كل المستويات على رغم تأكيد مستشاره نبيل أبوردينة التزام الجانب الفلسطيني التام بالخريطة. فقد أعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول أن تلك التصريحات لا قيمة لها، وقال: «لم نتعامل مع عرفات عندما وضعنا خريطة الطريق (...) ولذلك فإن تصريحاته لا تعني لي الكثير، ولن أرد عليها بأي شكل من الأشكال». ورفضها السفير الإسرائيلي في ألمانيا قائلا: «إن (الخريطة) في حال حرجة»، فيما أكدت روسيا والسعودية ضرورة تطبيقها. ومن جانبه أكد وزير الخارجية المصري احمد ماهر أن هناك «محاولات إسرائيلية لتخريب خريطة الطريق».

إلى ذلك قال مسئولون فلسطينيون وخبراء إن «حماس» تبحث هدنة جديدة لضمان بقائها السياسي. وفي عمّان أكد وزير خارجية الأردن مروان المعشر أن حدود «الدولة الفلسطينية المستقبلية» يجب أن تكون ضمن حدود العام 7691، وأشار إلى معارضة الحكومة الإسرائيلية لهذه الحدود التي تعمل عليها اللجنة الرباعية.


الجهاد تطلق صواريخ «سرايا» على المستوطنات

عباس يطالب «التشريعي» بمساندة كاملة ومساع لتجاوز الخلاف

الأراضي المحتلة - محمد أبو فياض، وكالات

ذكر متحدث حكومي أمس أن رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس «أبومازن» الذي يدخل في صراع قوي مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات سيطالب المجلس التشريعي الفلسطيني اليوم بمنح حكومته المساندة الكاملة.

وأكد وزير الإعلام نبيل عمرو أن عباس لن يقدم استقالته، ولكنه سيترك الأمر للمجلس التشريعي ليقرر مستقبل حكومته. وقال إن التأييد من المجلس التشريعي يعني أنه يمكننا مواصلة مهامنا التي أوكلت إلينا. وإنه إذا ما حصلنا على هذه المساندة فان الحكومة ستواصل مهامها.

وأضاف عمرو أنه ينبغي على التشريعي أن يتخذ قراره استنادا على القانون الأساسي الذي ينص على أن رئيس الوزراء يدير البلاد، بينما يصدر الرئيس المراسيم الخاصة بالقوانين. وقال عمرو تعليقا على الحملة الإسرائيلية ضد عرفات «نحن نعتبر ذلك تحريضا يهدف إلى عدم تمكين الفلسطينيين من تحقيق فترة هدوء تؤدى إلى الذهاب إلى مفاوضات سياسية تقود إلى دولة فلسطينية العام 5002 طبقا لخريطة الطريق».

ودفع الخلاف بين عرفات ورئيس حكومته مؤيدي كل منهما إلى القيام بمحاولات محمومة للتوصل إلى تسوية تسمح بتجنب مضاعفات تؤدي إلى نقل النزاع إلى ساحة أوسع. وأكد مسئولون من حركة فتح التي ينتمي إليها الطرفان ان «نقاشات ومداولات مستمرة على مدار الساعة لمنع نقل الخلاف إلى ساحة المجلس التشريعي» إذ ينتظر أن يعرض أبومازن تقرير المئة يوم من عمر حكومته.

وأوضحت المصادر ان نواب حركة فتح في المجلس وأعضاء آخرين في الحركة من بينهم أعضاء في اللجنة المركزية يشاركون في مهمة الوساطة. وطالبت «فتح» عباس والمؤسسات الفلسطينية كافة عدم تجاوز الشرعية التاريخية و النضالية للرئيس عرفات واحترامها، وقالت إن أي خلاف مهما كان يجب أن يحل عبر وفي داخل المؤسسات الرسمية والشرعية.

وأكد مستشار عرفات نبيل أبو ردينة أمس ان القيادة الفلسطينية «ملتزمة» بخطة «خريطة الطريق» وتدعو اللجنة الرباعية الدولية إلى العمل على تنفيذها. وقال «الجانب الفلسطيني ملتزم بخريطة الطريق، هذا هو الموقف الرسمي ونطالب اللجنة الرباعية بالعمل على تنفيذها». وأضاف «ندعو العالم إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني لان «إسرائيل» تعمل على تدمير خطة خريطة الطريق».

وكان الرئيس الفلسطيني أعلن في مقابلة أجرتها معه محطة «سي. ان. ان» في رام الله ونشر نصها على موقع المحطة في شبكة الانترنت ان «خريطة الطريق قد ماتت، لكن فقط بسبب العدوان العسكري الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة». واعتبر عرفات أن الولايات المتحدة سمحت بسقوط «خريطة الطريق». وقال أيضا إن الاهتمام الاميركي بالعراق وبالانتخابات الرئاسية المقبلة حال دون ضمان تطبيق هذه الوثيقة.

في الإطار ذاته أفادت صحيفة «الأهرام» الحكومية المصرية أن مصر استضافت ممثلين عن السلطة الفلسطينية وحركة «حماس» في محاولة للتوصل إلى هدنة جديدة في العمليات ضد «إسرائيل». وأضافت ان «المسئولين المصريين اجتمعوا مع وزير الثقافة الفلسطيني زياد أبو عمرو وهو المفوض من الحكومة الفلسطينية بالاتصال مع الفصائل، كما اجتمعوا مع أحد ممثلي حركة حماس في لبنان». ولم يتم الحصول على الفور على تأكيد لهذه اللقاءات من مصدر رسمي مصري أو فلسطيني.

ميدانيا أعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد مسئوليتها عن إطلاق خمسة صواريخ من نوع «سرايا» باتجاه المستوطنات المقامة على أراضى فلسطينية مغتصبة شرق مدينة غزة. وقال بيان في غزة «أطلقت سرية الشهيدين أسعد دقة، ووائل عساف أمس خمسة صواريخ من نوع «سرايا» باتجاه المستوطنات الصهيونية المغتصبة لأرضنا شرقي مدينة غزة».

وذكرت مصادر طبية ان فلسطينيا توفي أمس متأثرا بجروح أصيب بها في 82 أغسطس/ آب في نابلس. وكان علي أبو حسين (82 عاما) يقيم في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في نابلس شمال الضفة الغربية. وأصيب 21 فلسطينيا آخرين بجروح برصاص أطلقه إسرائيليون في هذه المواجهات.

وأكد وزير الصحة الفلسطيني كمال الشرافي أن 03 فلسطينيا استشهدوا في أغسطس الماضي، من بينهم 71 في غزة، و31 في الضفة الغربية، نتيجة التصعيد العسكري ومسلسل القصف والاغتيال الذي تمارسه «إسرائيل» ضد المدنيين العزل.

في غضون ذلك أفادت مصادر أمنية فلسطينية أمس بأن نحو أربعة ألاف عامل فلسطيني توجهوا إلى العمل في داخل «إسرائيل» التي سبق وأعلنت انها سمحت لـ 11 ألف فلسطيني بالدخول إلى أراضيها من قطاع غزة. وقالت المصادر انه «توجه إلى «إسرائيل» عبر معبر ايريز شمال قطاع غزة اليوم 7393 عاملا فقط وضمن شروط كثيرة ومجحفة إضافة إلى منع عمال جنوب قطاع غزة من سكان رفح وخان يونس من التوجه إلى العمل في داخل الخط الأخضر ( إسرائيل )».

وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية أعلنت انها سمحت بعودة عشرة آلاف عامل فلسطيني وألف تاجر من قطاع غزة للعمل على أراضيها. وقد منع الفلسطينيون من دخول «إسرائيل» بعد تجدد الهجمات عليها أخيرا. وزعمت صحيفة «هآرتس» ان الجيش الإسرائيلي أمر الضباط على الأرض بمعاملة المدنيين الفلسطينيين «باحترام» في إطار سلسلة من التعليمات أصدرتها الدائرة القانونية في الجيش.

وذكر راديو «إسرائيل» أمس نقلا عن مسئولين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن أن «إسرائيل» تتوقع أن تقلل الولايات المتحدة (بصورة ملحوظة) من مشاركتها في عملية السلام في الشرق الأوسط. ووفقا للراديو فأن الإدارة الأميركية ستجري سلسلة من المناقشات في الأيام القليلة المقبلة لإعادة تقييم سياستها تجاه الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. وقدرت السفارة أن تقلل الولايات المتحدة من مشاركتها حتى الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

في المقابل صرح وزير الخارجية الروسي إيجور إيفانوف بأنه يمكن نشر قوات حفظ سلام دولية في الشرق الأوسط للمساعدة في تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.


مساعٍ إسرائيلية للإفراج عن الجاسوس بولارد

تل أبيب - د ب أ

صرح رعنان جيسين المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون بأن «إسرائيل» لا تزال تسعى لإطلاق سراح جوناثان بولارد الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة العام 5891 لإدانته بالتجسس لصالح «إسرائيل».

ونقلت صحيفة »«هآرتس» أمس عن جيسين قوله «نستخدم كل جهودنا للإفراج» عنه وأضاف أن «هذه هي سياسة كل حكومة إسرائيلية منذ الحادث المؤسف». وكان بولارد مثل أمس الأول أمام محكمة جزائية أميركية في واشنطن للنظر في طلبه بتخفيف العقوبة. وطلب محاموه خلال الجلسة الإطلاع على الوثائق السرية للحكومة التي حفظتها قبل صدور الحكم بفترة قصيرة.

ومن بين الوثائق التي طلب المحامون الإطلاع عليها «ملف من 04 صفحة يتضمن شهادة خطية سرية ممهورة بتوقيع وزير الدفاع (الأميركي آنذاك) كاسبار واينبرجر تفصل كيف أضرت أعمال بولارد بالأمن القومي».

العدد 363 - الأربعاء 03 سبتمبر 2003م الموافق 07 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً