اعترضت استشارية أمراض وجراحة اللثة ابتسام الدلال على الاسلوب الذي تتبعه بعض المواقع الالكترونية التي لاتلتزم بأية ضوابط وتنتهك حقوق الانسان بسبب انفلاتها غير المسئول. جاء ذلك بعد ان تم التشهير بها في قضية ليست لها علاقة بها من قريب او بعيد ولربما انها حصلت مع شخص آخر، الا أن بعض المواقع الالكترونية لم تتورع في هجومها على شخص بريء مما يذكر ضده.
وقالت: «ذكر أسماء الأبرياء في شبكة الإنترنت وتشويه سمعتهم سواء كان عمدا أو غير ذلك، يستدعي حتما المحاسبة القانونية». وأكدت الدلال: «إن حرية التعبير حق مكفول أكدته الشرعية الدولية لحقوق الانسان، شريطة ألا يتعرض الآخر للسب والقذف كي لا نسيء إلى بعضنا بعضا».
يذكر أنه انهال على الدلال سيل من المكالمات من قبل مرضاها المواظبين على عيادتها الخاصة، وذلك للاستفسار عن «التصريحات» التي نُسبت إليها في أحد مواقع المنتديات الالكترونية، الأمر الذي ترك الدلال في حيرة من أمرها.
الوسط - المحرر الحقوقي
قالت استشارية أمراض وجراحة اللثة ابتسام الدلال: «ذكر أسماء الأبرياء في شبكة الإنترنت وتشويه سمعتهم سواء كان عمدا أو غير ذلك، يستدعي حتما المحاسبة القانونية»... جاء ذلك ردا على ما نُسب إلى الدلال من «تصريحات طائفية» مُسيئة إليها في أحد المنتديات الالكترونية حديثا.
وأكدت الدلال: «إن حرية التعبير حق مكفول أكدته الشرعية الدولية لحقوق الانسان، شريطة ألا يتعرض الآخر للسب والقذف كيلا نسيء إلى بعضنا بعضا».
وانهال على الدلال سيل من المكالمات من قبل مرضاها المواظبين على عيادتها الخاصة، وذلك للاستفسار عن «التصريحات» التي نُسبت إليها في أحد مواقع المنتديات الالكترونية، الأمر الذي ترك الدلال في حيرة من أمرها. وحفزها للسؤال، رغبتها في معرفة مصدر تلك التصريحات وأسبابها.
وقالت الدلال في حديث إلى «الوسط»: «أنا معروفة على المستوى الدولي والعربي ولي نشاطات كثيرة وأقوم بإدارة مؤتمرات وندوات عالمية، ونسب تصريحات على لساني في الإنترنت أدى إلى تشويه سمعتي كثيرا، لاسيما أنني معروفة في منطقتي».
وأضافت: «قيل إني تطاولت على أحد العمال البحرينيين العاملين في محطة تزويد الوقود في عالي واتهموني بإهانته وإهانة الطائفة التي ينتمي إليها، وصدق البعض ما نُسب إلي ووجدت صعوبة في توضيح الأمر». وبسؤال لها عن سبب اتهامها، هي، تحديدا، أجابت: «الحادث وقع فعلا... فقد تعرض العامل للإهانة ولكن ليس من قبلي، بل من قبل أخرى يربطني بها عامل مشترك وهو التشابه في الأسماء».
وقمنا بالاتصال بالمحطة للتحدث إلى العامل إلا أننا لم نلق ردّا.
تعرفت «الوسط» على من نشر «التصريحات المنسوبة» إلى الدلال وبين أنه «لم يتأكد من شخص الدلال قبل أن ينشر الخبر». وقال: «نقلت هذه المشاركة من أحد المنتديات الالكترونية إلى منتدى آخر».
وما يدعو إلى الاستغراب أن ما نشر عن الدلال انتشر عبر منتديات كثيرة، ويبدو أن الموضوع لقي استحسان الكثيرين ما دعاهم إلى الإدلاء بآرائهم.
ومن جانبها، بينت الدلال أن «ما يدعو إلى القلق والحزن فعلا، هو تناول أسماء الناس وحشرها في حوادث معينة لا علاقة لهم بها، ومن دون أي تدقيق ولا خشية من عقاب، بل انه يستنكر حوادث معينة ولا يستنكر قيامه بجريمة حشر أسماء الناس ظلما ونشرها على الملأ والتشهير بهم وقذفهم، فارا من موقع الجريمة بوضع اسمه الوهمي في البريد الالكتروني لحماية نفسه». وتابعت: «وهذا ما حدث عندما تلقيت اتصالا هاتفيّا في الساعة الواحدة صباحا يخبرني بحادث محطة عالي للوقود الذي لا أعلم عنه شيئا، وقد استفسرنا من المحطة في صباح اليوم التالي عن الحادث وأبدى مدير المحطة استغرابه لحشر اسمي».
وبدت الدلال مستاءة من سوء استخدام شبكة الإنترنت وعبّرت عن ذلك بقولها: «نشهد تسارعا في وتيرة استخدام أجهزة الكمبيوتر وشبكات الإنترنت، وأصبحت ظاهرة التسكع في ممرات هذه الشبكة تتسع وتأخذ أبعادا ضارة على الصعيد الشخصي وعلى صعيد المجتمع».
المنامة - علي ربيع
قضية استشارية أمراض وجراحة اللثة ابتسام الدلال ليست الأولى من نوعها، وطبعا لن تكون الأخيرة، فالشائعات يتم تداولها بشكل متتابع على الإنترنت، وباستطاعة أي فرد تصفية حساباته مع من يريد في العالم الافتراضي، في حال عجزه عن مجابهته في الواقع، وقد يكون الضرر الأدبي أو الاجتماعي أو المادي أشد قسوة أحيانا. هناك من استغل مساحة الحرية الواسعة استغلالا سيئا من أجل الحصول على مآرب، وهناك من حاول إصلاح خطأ ما فوقع في مشكلة أكبر بدافع حسن النية. وبناء على ذلك فإن أية قضية من هذا النوع يجب ان تُناقش في اطارها الصحيح، بعيدا عن الشخصنة وإلقاء التهم أو التهديد المبطن الذي لن يجر إلا مشكلات أخرى. وعالمنا الحقيقي ذاته يعج بقضايا من هذا النوع، وما العالم الافتراضي إلا انعكاس للعالم الحقيقي. وعليه، فما جرى ليس بدعة طالما ناقشناه بعيدا عن إطاريه الزماني والمكاني، ووفقا للظروف الاجتماعية والنفسية التي مهدت لهذه المشكلة.
الملاحظ أن المنتديات تجتذب غالبية مستخدمي الإنترنت، ولو أجرى احصاء اليوم، لتفوقت هذه النوعية من الصفحات على صفحات الدردشة في اجتذاب الأعضاء، وهذا لوحده مؤشر على خلل في التعبير عن الرأي في الواقع. فقد تكون هنالك قوانين تحجر على الرأي، أو عقول تضيق بالرأي المخالف، ما يضطر فئة غير قليلة من الناس إلى اللجوء إلى صفحات الإنترنت، وتحت أسماء مستعارة - بعض الأحيان - للتحدث في أمور قد تكون محرمة في الواقع.
المنتديات اليوم فتحت فسحة جميلة لآراء مغيبة، وكثيرا ما استقبلت مقالات ووجهات نظر حُرم عليها الخروج في التلفزيون أو الصحافة المحلية، نظرا إلى عدم اعتراف المسئولين بها وبوجودها، ولكن العمل الإنساني دائما ما تشوبه بعض الانتكاسات والسلبيات، التي ظهرت في مشكلة من نوع مشكلة الدلال.
من جهة أخرى، علينا أن نبحث أصل هذه المشكلة، إذ إن المقصودة في الموضوع الذي تم تداوله في الإنترنت، وتم جر اسم الدلال إليه، كانت قد تهجمت على طائفة بكاملها من دون حياء يذكر، ونفذت بجريمتها من دون مساءلة، وكأن القدر كتب ان تتشابه الأسماء، فتقع إنسانة بريئة في مشكلة لم تكن لها أية علاقة بها سوى توارد الأسماء، بينما يذهب المجرم الحقيقي بجريمته من دون خوف من ملاحقة قانونية.
الحرية مسئولية والتزام، ولابد أن نضع التزامنا نصب أعيننا دائما، حتى لا نوقع أبرياء آخرين في مشكلات لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
العدد 371 - الخميس 11 سبتمبر 2003م الموافق 15 رجب 1424هـ