اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في نيويورك أن الشرق الأوسط قد يصبح أكثر «استقرارا» في حال وافقت إيران على توقيع المقترح النووي الذي قدمته لها الوكالة.
وقال البرادعي خلال طاولة مستديرة عقدت الليلة قبل الماضية في مجلس العلاقات الدولية وهو مركز للأبحاث والتبادل الدبلوماسي، إن «إيران قد تفتح الباب إلى شرق أوسط مستقر».
وأضاف «في حال نجحنا (بحمل إيران على توقيع الاتفاق) نكون قد فتحنا الطريق أمام عصر جديد حيث يمكن أن تعمل إيران والولايات المتحدة معا» مسميا خصوصا العراق وأفغانستان كبلدين إذ يمكن أن يتغير الوضع فيهما.
وأوضح «للمرة الأولى أرى رغبة جدية للالتزام من كلا الجانبين». ولكنه أشار إلى أنه في حال قصفت «إسرائيل» منشآت نووية إيرانية فإن هذا الأمر «سيحول الشرق الأوسط إلى كتلة من نار».
كما قال مدير الوكالة الذرية إن برنامج إيران النووي الذي تقول طهران إن الهدف منه هو توليد الكهرباء هو محاولة لإجبار العالم على الاعتراف بها كقوة إقليمية. وأضاف «أنهم يعتقدون أن المعرفة الفنية النووية تجلب الاحترام وتجلب القوة وهم يودون أن يروا الولايات المتحدة تتواصل معهم. وأضاف مع الأسف في هذا بعض الحقيقة. إيران تؤخذ مأخذ الجد منذ أن طورت برنامجها».
وعبر البرادعي مجددا عن موقف الوكالة الذرية التي قادها على مدى 12 عاما ويغادرها في نهاية الشهر الجاري أنه لا توجد أدلة ملموسة على أن طهران تطور أسلحة ذرية مثلما يشتبه الغرب.
وقال إنه يأمل في أن يتم التوصل إلى اتفاق بين إيران والدول الكبرى قبل أن يغادر منصبه. وأشار إلى أن على طهران أن ترد بسرعة على هذا العرض الذي قال إنه يمكن أن يساعد طهران في إظهار أن خططها النووية سلمية. واقترحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 21 أكتوبر/ تشرين الأول اتفاقا تقوم إيران بموجبه بتخصيب اليورانيوم الخفيف التخصيب للحصول على الوقود النووي لمفاعلها المدني في طهران في الخارج. ووافقت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا على مشروع الاتفاق هذا. ولكن طهران لم تقره بعد كما لم ترفضه.
وتمارس الأسرة الدولية ضغوطا على إيران كي تقدم ردها سريعا على مشروع اتفاق الوكالة الذرية ولكن طهران تطالب من ناحيتها باجتماع دولي جديد بشأن الوقود النووي لمفاعلها المدني.
من ناحية أخرى، قال مسئولون في كويتا إن قوات أمن باكستانية اعتقلت الخميس ثلاثة إيرانيين يشتبه بأنهم خططوا هجوما انتحاريا في جنوب شرق إيران أسفر عن مقتل 42 شخصا الشهر الماضي.
وتقول إيران إن «جماعة جند الله» التي أعلنت مسئوليتها عن هجوم يوم 18 أكتوبر/ تشرين الأول تنشط عبر حدود الجمهورية الإسلامية مع باكستان.
وقتل في الهجوم الذي شهده إقليم سستان- بلوشستان 15 من قوات الحرس الثوري الإيراني بينهم ستة قياديين بارزين و27 شخصا آخرين. وقال مسئولون في المخابرات والقوات الأمنية إن قوات شرطة الحدود اعتقلت الثلاثة الذين ينتمون لعرقية البلوش في عملية جرت أمس بمنطقة توربات في إقليم بلوشستان بجنوب غرب باكستان على الحدود مع إيران.
وقال مسئول في المخابرات طلب عدم ذكر اسمه لـ «رويترز» إنهم إيرانيون بلوش ويشتبه بأنهم تورطوا في التخطيط للتفجير الانتحاري في إيران الشهر الماضي. ولم يذكر المزيد من التفاصيل.
في غضون ذلك، أعلن مكتب وكالة الأنباء الفرنسية في طهران إنه جرى إلقاء القبض على مراسل إيراني من الوكالة خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران.
وقال رئيس المكتب جاي ديشموخ إن رجال الأمن ألقوا القبض على المراسل فرهاد بولادي خلال قيامه بتغطية أحداث المظاهرات الأربعاء في طهران. ولم تتوافر معلومات لمكتب الوكالة الفرنسية أو أسرة بولادي عن مكانه الآن.
العدد 2618 - الخميس 05 نوفمبر 2009م الموافق 18 ذي القعدة 1430هـ