العدد 382 - الإثنين 22 سبتمبر 2003م الموافق 26 رجب 1424هـ

دعوة المسلمين إلى تجاوز خلافات القرون الماضية

علماء البحرين يضربون أمثلة على التعايش بين الطائفتين

المنامة - حسين خلف، خليل عبدالرسول، حيدر محمد 

22 سبتمبر 2003

أوصى مؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية في ختام أعماله مساء أمس، باعتبار فقه الخلاف والأولويات أساسا في حوارات المسلمين، واقتراح تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ توصيات المؤتمر، والتأكيد على ترسيخ مفهوم الاحترام المتبادل فيما يتصل برموز كل مذهب وعلى رأسهم آل البيت الأطهار والصحابة الكرام جميعا، ودعوة الشعب العراقي إلى التمسك بالوحدة، ودعوة الشعب الفلسطيني بكل فصائله إلى وحدة الصف. وألقى نائب رئيس الوزراء وزير الشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، كلمة شكر فيها المشاركين على جهودهم، وألقى بعده الأمين العام بالوكالة لمؤسسات الإمام الخوئي الخيرية السيدعبدالصاحب الخوئي كلمة طالب فيها المشاركين بالعمل على تطبيق توصيات المؤتمر والتي تلاها وكيل وزارة الشئون الإسلامية الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة. و قال القاضي في المحكمة الشرعية الشيخ محسن العصفور في جلسة «تجربة التعايش في البحرين»: «إن الشيعة في البحرين يتقاسمون المناصب الوزارية والمناصب الحكومية مع أبناء الطائفة السنية»، أما عميد كلية الدراسات الإسلامية عبداللطيف آل محمود فضرب أمثلة على تعايش ووحدة أبناء البحرين في فترة النضال ضد الاستعمار البريطاني، وحين الاستفتاء على عروبة البحرين، وفي المطالبة بالإصلاح المتمثل بالدستور.

وقال آل محمود: «إننا نعمل على انفتاح الدراسات الإسلامية في جامعة البحرين على كل المذاهب الإسلامية». واختتم المؤتمر بتلاوة سورة الفاتحة على روح النبي محمد(ص) وروح السيدعبدالمجيد الخوئي صاحب فكرة المؤتمر.


في الجلسة السابعة لمؤتمر التقريب

دعوة إلى عدم الخوض في التفاصيل الخلافية ورفض التمييز الطائفي

المنامة - خليل عبدالرسول، حسين خلف وحيدر محمد

اتفق المؤتمرون في الجلسة السابعة للمؤتمر على التركيز على المشتركات وعدم التطرق إلى الاختلافات الجزئية أو محاولة تخطئة الآخر، وذلك بعد تبادل بعض المؤتمرين الأخذ والرد بشأن مسائل خلافية.

ففي الوقت الذي دعا فيه مفتي إدارة الأوقاف والشئون الإسلامية الإماراتية الشيخ أحمد عبدالعزيز الحداد إلى التوحد ونبذ الفرقة ذكر مسألة خلافية بشأن كتاب الكافي وهو أحد مصادر الحديث لدى الشيعة في معرض استعراضه لبحث عن الاجتهاد، غير أنه وجه نداءه إلى المؤتمرين بعد أن استوضح رأي بعض العلماء الشيعة عن الأمر «إنني أحب الشيعة كحبي لأهل البيت، وما الأمر الذي قلته إلا من واقع التراث، وإن كان في كلامي غضاضة فأنا أعتذر لكم عليه».

من جانبه قال السيدمحمد رضا الغريفي (من حوزة النجف الأشرف): «إننا نعيش في وقت تحيط بنا الأعداء من كل جانب، فما علاقة الكافي والمفيد والاستبصار إذا كان كل مجتهد له الحق في أن يكتب في كتابه ما يشاء».

ووصف الغريفي الجدل بشأن بعض المسائل الخلافية التي ذكر أمثلة لها بأنه «زمن مضى وانقضى وولى»، متسائلا «لماذا نعيد تقليب الأوراق مرة أخرى؟ ولماذا نفتح الجراحات مرة أخرى؟»، نافيا أن يكون المراد من المؤتمر «أن نلغي الكافي ونلغي المفيد لنكون في مذهب واحد».

واستعرض الغريفي رحلته «المتعبة» من النجف إلى عمّان فالبحرين من أجل المشاركة في المؤتمر، قائلا: «ولو سمحت لما في قلبي من شجن لفاض ووسعكم جميعا، فلمدة 53 عاما كنا تحت أقسى مطرقة هناك، ولا أحد يسأل عنا»، داعيا إلى عدم إلغاء الآخر ومد الأيدي للتوحد والتآلف كما أمر الرسول (ص).

من جانبه لم يتمكن الشيخ أحمد الكبيسي من إلقاء المزيد مما لديه، مستغربا منحه خمس دقائق فقط في أول فرصة للحديث صباح الأمس، وفي مداخلته وصف الفرقة بين العلماء بـ «المحمودة»، والفرقة في الشارع الإسلامي بأنها «مصيبة»، وقال انه أعد ثماني قضايا «تنخر في جسد الأمة، ونحن ساكتون عنها»، وطالب الكبيسي بمنع سب الشيخين وتكفير الشيعية قائلا: «إن من يقول إن الشيعة كافرون هو الكافر».

وعن الوضع العراقي أشار إلى «أن العراق يمر بمحنة، وأن هذه الخلافات واقعة تحت الرماد، إلا أنه قد يصبح وميضا في حين استطعنا تجاوز الخلافات».

من جانبه دعا الشيخ عبداللطيف جناحي إلى الاستفادة من تجربة البحرين في التعايش بين أبناء المذاهب الإسلامية، منتقدا فصل إدارة الأوقاف السنية عن الجعفرية معتبرا ذلك «أمرا إداريا»، مطالبا بـ «تنشئة الطفل على التعددية المذهبية في المدارس، حتى يكبر ويختار مذهبه عن اقتناع»، مشيرا إلى مسئولية الحكومة والمجتمع عن إذابة الفوارق بين أبناء المذاهب المختلفة.

أما الشيخ حسن الصفار فأشار إلى تسلسل تاريخي بين من خلاله اتساع قاعدة المؤيدين لفكرة «التقريب بين المذاهب» مقارنة مع بداية انطلاق الفكرة، مطالبا بإشراك جماهير الأمة في عملية التقريب.

كما حمل الصفار على جزء من الخطاب الديني «الذي يثير الضغناء في النفوس» بحسب تعبيره، قائلا: «إن هذا الخطاب هو المسئول عن زرع الكراهية بين المسلمين»، فيما رفض أي تدخل أميركي في تغيير المناهج الدينية مطالبا المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التويجري بـ «تبني المنظمة التصدي لمهمة مراجعة مناهج التدريس في البلاد الإسلامية، وتنبيه الحكومات إلى ما يخالف الوحدة الإسلامية وما يثير النعرات الطائفية في هذه المناهج»، متسائلا «كيف يصح أن يجلس مواطن مسلم إلى جانب مواطن مسلم آخر، ويتلقيان تعليما يثير بينهما الضغائن والخلاف وهما على مقاعد الدراسة؟... هذا ما لا يصح في بلاد المسلمين»، داعيا إلى عدم التركيز على نقاط الخلاف في كل من الخطاب الديني والمناهج الدينية ووسائل الإعلام.

كما أكد الصفار الجانب السياسي قائلا: «ينبغي أن يعيش المسلمون حال الوحدة الوطنية، فيتساووا في الحقوق والواجبات، ولو ألقينا الخطب والشعارات عن التقريب بين المذاهب، ولكن الناس يعيشون حالا من التفرقة في أوضاعهم المعيشية بسبب اختلافاتهم المذهبية، فإن هذه الشعارات لن تجدي، فينبغي تأكيد الوحدة الإسلامية على مستوى الأوطان».


من أوراق المؤتمر: التجديد... والدعوة لعدم الخوف من التنوع

تحدث خلال المؤتمر المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة عبدالعزيز التويجري عن مجالات التجديد بقوله: «للتجديد مجالان رئيسيان تتفرغ عنهما مجالات متعددة تؤثر جميعها في حياة الفرد والمجتمع، والمجالان الرئيسيان هما: المجال الديني، والمجال التنظيمي، ونعرض فيما يأتي لكل مجال على حدة:

أولا المجال الديني: ونقصد به التجديد في الفقه طبقا للمعايير والقواعد التي أقرها فقهاء الامة عبر العصور، والتجديد في الخطاب الاسلامي وفقا للضوابط الشرعية، اي بما لا يمس الثوابت العقدية، أو ينال مما هو معلوم من الدين بالضرورة بحسب المصطلح الفقهي، ولا بأس ان تتعدد في هذا المجال وجهات النظر في اطار الاجتهاد اذا توافرت شروطه، وتشتد الحاجة الى هذا الضرب من الاجتهاد في هذه المرحلة التي تختلط فيها المفاهيم وتتزايد المشكلات التي تعترض سبل التقدم امام المجتمعات الاسلامية، ويسود فيها التدليس على الناس باشاعة الافكار المنحرفة وتقديمها لهم كأنها من المسلمات أو بالتصعب للتقاليد والعادات الاجتماعية المتوارثة كأنها من جوهر الدين».

وأضاف: «ولقد ارتبط التجديد في القرن العشرين الذي ولى، بالشأن الديني وتصدى ثلة من العلماء والفقهاء والمفكرين والكتاب للدعوة الى ما عرف بالتجديد الديني، تحت مسمى الاصلاح الديني، ولم يكن هذا المصطلح متداولا من قبل، وان كان قد عرف في ثقافتنا مصطلح قريب منه، هو «احياء علوم الدين) الذي جاء به أبوحامد الغزالي واختاره عنوانا لكتابه الذائع الصيت. وما قام به الغزالي في القرنين الخامس والسادس للهجرة هو ضرب من التجديد يناسب عصره، بل لايزال كتاب الغزالي هذا متداولا وذا تأثير في الفكر الاسلامي المعاصر ومناسبا لعصرنا، وان كان في حدود ضيقة.

ولا يتبادر الى الذهن ان احياء العلوم يفيد ان هذه العلوم كانت ميتة، لأن الغزالي حينما تولى هذه المهمة كان يعلم جيدا ان علوم الدين قائمة حية نابضة بالحياة وانه اراد انعاشها، بالمعنى الذي نفهمه اليوم حين نقول احياء التراث العربي الاسلامي وهو حي في قلوبنا وعقولنا وفي حياتنا الثقافية والفكرية، فالمقصود اذا هو تجديد الخطاب الديني وتجديد تسيير الشئون العامة وتدبير أمور المجتمع، وفقا لما يتعارف عليه البشر في العصر من نظم سياسية واقتصادية، ومن مناهج فكرية وثقافية، ومن اساليب حديثة مبتكرة في العمل العام الذي يراد به خدمة الفرد والجماعة وتحقيق مصالح المجتمع التي لابد من تحقيقها.

ولعل اول من استخدم مصطلح التجديد الديني بدلا من الاصلاح الديني - وان كان بصيغة اعادة البناء في مرحلة النهضة الاسلامية المعاصرة - هو الفيلسوف المسلم محمد اقبال حينما اصدر كتابا باللغة الانجليزية بعنوان «إعادة بناء الفكر الديني في الاسلام» في الثلاثينات من القرن الماضي الذي ترجمه عباس محمود الى العربية، لقد كان محمد اقبال دقيقا عندما عبر عن حركته التجديدية بـ «اعادة بناء الفكر الديني في الاسلام» دون التعبير بـ «الاصلاح الديني» لأن أية محاولة انسانية تدور في محيط الاسلام، لا تتعلق بتعديل مبادئه مادام مصدره هو القرآن الكريم له صفة الجزم والتأكيد والابدية وأية حركة اصلاحية في الاسلام بعد ذلك، هي اذا في دائرة الفكر الاسلامي وحوله، وفي دائرة افهام المسلمين لمبادئه. وأي تطور او تجديد للاسلام يجب ان يكون بهذا المعنى في دائرة افهام المسلمين وتفسيرهم لتعاليمه».

ويلخص محمد كمال امام مفهوم تجديد الخطاب الديني على النحو الآتي:

الامر الاول: ان هذا التجديد لا يتعلق بالاصول الاسلامية فالكتاب والسنة ليسا مجالا للتجديد وليسا جزءا من التراث، وينبغي ان يكون هذا واضحا لأن افتراء كبيرا قد يحدث على الكتاب والسنة تحت مسمى التجديد أو تحت مسمى ان التجديد يتعلق بالتراث وان هذه الاصول جزء من التراث. الامر الثاني: ان التجديد حتى وان تعلق بالنظم فانه لا يتعلق بالنظم القطعية الاسلامية التي جاءت فيها النصوص القطعية الاسلامية، سواء كانت نظام الحدود، أو كانت نظام المواريث أو غيرهما. الامر الثالث: ويتعلق بالربط بين الاحكام الشرعية ومقاصد الشريعة وهذا ربط اساس وفهم ضروري، ولا يقوم التجديد من دونه، وانما لابد ان تدرس مقاصد الشريعة باعتبارها علما داخلا في علم اصول الفقه أو جزءا منه بمنظومته الاساس التي أرساها الفقهاء المسلمون.

كما تحدث عضو الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي خلال المؤتمر وقال «ليس هناك من داع للخوف من اختلاف العلماء والفقهاء وأهل الأديان وأهل الدين الواحد أو المذهب الواحد، لأن استقطاب الوحدة قائم، وما علينا إلا أن نواكبه بعقلانية وواقعية، لا تصل الى حد اعتبار الخلاف أو الاختلاف عائقا، فنقع في مثالية مستحيلة كالتي وقعت فيها أفكار وفلسفات ومناهج مادية (كالماركسية مثلا) عندما حاولت مستحيلا فانحلت وتحللت. بينما كانت الرؤية القرآنية لمسألة الوحدة على قاعدة الاختلاف وموضوعيته أشد ملائمة للتكوين والامكان والطموح، تقول الآية الكريمة: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم...» (الحجرات: 31).

بهذه المعيارية (التقوى) أفسحت الآية مجالا للتنافس على الخير تتجلى فيه وعليه ومن خلاله حالات التوحيد التي تتقدم وتتراجع وتبقى هاجسا دائما وسعيا مفتوحا على الانسان والمكان والزمان والوجدان والوعي والتاريخ، ولايلتزم القرآن ولا يلزم بمفهوم حصري للوحدة «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون» (الأنبياء: 29).

وفي آية أخرى «فاتقون» وعندما يقرأ المفسرون هذه الآية يتفقون على أن المعيار والمناط هو الانسان وإن المقصود هو النوع الانساني، إذا فالوحدة لا تتحيز وإن كانت تأخذ حيزا فلكي تهيئ نفسها بمقتضى نظام قيم وأفكار وغايات محددة وفسيحة، لتنطلق نحو مداها الانساني الأرحب.

واللافت أن الترتيب القرآني لعناصر الآيتين اللتين جعلتا الربوبية وما تقتضيه من عبادة هادفة «للواحد» مترتبة أو تابعة في السياق المؤكد واقعيا من وحدة البشر أو النوع الانساني، وما اقتضى توسيع مفهوم الأمة، الخروج به عن الحصر والاختيار المحكوم بنزوع محدود، عرقي أو لوني أو جغرافي... الخ، من دون أن يعني ذلك أي لون من ألوان الدعوة إلى الاستقالة من الهموم الخاصة أو الأشد خصوصية في سبيل الهم العام، بل هي دعوة دائمة الى اكتشاف النسق التواصلي بين الخاص الوطني والعام القومي، بين الخاص الوطني والقومي والعام الاسلامي، وبين العام وبين العام الانساني إلى آخر المكونات العامة والخاصة، التي تحكمها نسبية العموم والخصوص وتنأى بها عن الاطلاق حذرا من اغلاقها واغلاق الذات على الذات، ما يضعها على شفا التنصل من أواصرها ووشائجها العامة ويضعها على طريق النبذ والالغاء والعنف من قبلها الآخر ومن قبل الآخر لها وبالتالي من قبل بعضها بعضا ضد بعضها من دون امكان أن تكون هناك معايير للالغاء ثابتة مع اليقين بأنها لن تكون عادلة بحال من الأحوال.


توصيات المؤتمر

اتفق العلماء والباحثون والمفكرون المشاركون في مؤتمر التقريب بين المذاهب الاسلامية على التوصيات الآتية:

1- دعوة المسلمين إلى تجاوز آثار خلافات ونزاعات القرون الماضية ورواسبها، والتطلع بفكر جديد وعقلية منفتحة الى مستقبل مشرق تظلله معاني الالفة والمودة والتعاون المخلص لاعادة مجد الأمة الاسلامية وحضارتها الزاهرة في المجالات كافة.

2- العمل على تطوير أسلوب ومنهجية الخطاب الاسلامي ليخدم مشروع الأمة الواحدة ومستقبلها الحضاري بحيث يصبح خطابا وسطيا يتصدى للهجمة التي يتعرض لها الاسلام من جهة ويكون مواكبا لتطورات العصر من جهة أخرى.

3- تأكيد ضرورة ترسيخ مفهوم الاحترام المتبادل بين علماء وأتباع المذاهب المختلفة فيما يتصل برموز كل مذهب والشخصيات التي يقدرها وعلى رأسها آل البيت الأطهار والصحابة الكرام جميعا.

4- تأكيد أهمية الاسرة والمؤسسات التربوية في جميع مراحلها ووسائل الاعلام ومنابر الوعظ والارشاد في العمل كمنظومة متكاملة لاتخاذ نهج التقريب وسيلة لتحقيق وحدة الأمة ونبذ أسباب الفرقة والخلاف.

5- تفعيل الدعوة الى الوحدة تربويا واعلاميا وسياسيا واقتصاديا عن طريق تحقيق البلورة الفكرية لثقافة التقريب والوحدة الاسلامية بابراز سير اعلام الأمة الذين قدموا أمثلة حية لروح التقريب، وتأكيد الدعوة الى العمل على تحقيق التكامل والتواصل بين المؤسسات الفكرية والثقافية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية والشبابية في الدول الاسلامية كافة.

6- رفض كل المحاولات الداعية الى التعصب والفرقة والخلاف وعدم تقبل الآخر، والعمل على تحصين الاجيال القادمة من آثارها وتعزيز انتماء الاجيال المسلمة الى أمة واحدة والقضاء على الموروث التعصبي والتفاخر المذموم الذي أضعف الأمة وأثقل كاهلها.

7- الارتقاء بالعلاقات بين المرجعيات المتعددة الى مستوى أعلى من الوحدة في القضايا المصيرية والمستجدات الحياتية للأمة الاسلامية.

8- مطالبة المؤسسات والقنوات الاعلامية في بلاد المسلمين بالقيام بدور أكثر ايجابية في خدمة قضايا الأمة والحفاظ على هويتها والطرح الصادق للمعالجة الاسلامية للشئون الحياتية والبعد عن التشويه والتبعية، والتحلي بالجدية والواقعية والصدقية ونشر ثقافة التقريب والوحدة من خلال برامجها وانشطتها المختلفة مع الدعوة الى توفير الظروف الموضوعية التي تمكن الاعلام من أداء دوره بكفاية وفاعلية.

9- تأكيد أهمية ريادة العلماء والدعاة للساحة الفكرية الاسلامية ريادة تتسم بالوسطية والاعتدال بعيدة عن التعصب والتقليد الاعمى، والعمل على صوغ منهج وسطي في اعداد الكتب والمؤلفات بحيث تخلو من التشهير والتجريح وكل ما يثير الفتن ويدعو الى الخلاف بين المسلمين.

01- اعتبار فقه الخلاف وفقه الأولويات أساسا في حوارات المسلمين والعمل لوحدتهم والدعوة إلى تأسيس منهج فقه الائتلاف والعمل على تطبيقه في المسارات كافة، واشاعة ثقافة الالفة والتآخي والنصح بدلا من ثقافة البغض والتجهيل والاحكام المسبقة على الآخرين.

11- دعوة الشعب العراقي الى التمسك بالوحدة بين جميع أفراده بصرف النظر عن انتماءاتهم المذهبية والعرقية لمواجهة محاولات زرع الفتن الطائفية وضرب كيان المجتمع وتمزيق أوصاله، لكي يتمكن من استرداد حريته وسيادته واستعادة ازدهاره وتقدمه.

21- دعوة الشعب الفلسطيني بكل فصائله إلى مزيد من العمل لجمع الكلمة ووحدة الصف والعمل ضمن منظومة واحدة في وجه المحتل الغاصب لاستعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف.

31- تأكيد أهمية الدور المحوري للمرأة المسلمة في الدعوة الاسلامية والمشاركة الايجابية في نشر ثقافة التقريب والوحدة الاسلامية، وتعزيز دورها وحضورها في معالجة القضايا المصيرية للأمة الاسلامية.

41- يقترح المؤتمرون تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ توصيات مؤتمر المنامة للتقريب بين المذاهب الاسلامية بالتنسيق المشترك بين وزارة الشئون الاسلامية في مملكة البحرين والأزهر الشريف والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسسكو) ومؤسسة الامام الخوئي الخيرية ومؤسسة آل البيت للفكر الاسلامي.

51 - دعم استراتيجية التقريب بين المذاهب الاسلامية التي اعدتها المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسسكو)، التي اعتمدها المؤتمر الاسلامي لوزراء الخارجية في دورته الثلاثين بطهران (82 - 03 مايو/ أيار 3002م).

61 - أكد المؤتمرون أهمية الحوار وضرورة استمراريته بشكل دوري منظم بحيث يتم التنسيق المسبق له مع جميع الجهات المعنية به وصولا الى مزيد من التعاون والتكاتف وتحقيق افضل النتائج والاهداف.

وأكد المشاركون في المؤتمر أفكارا كثيرة أهمها:

أولا: ان الاسلام واحد، وان المسلمين جميعا - مهما اختلفوا في الآراء والاجتهادات الفقهية في الفروع بسبب اختلاف الزمان، أو المكان، أو الحوادث أو التفسيرات - متفقون على الاصول التي تحفظ عليهم دينهم وأموالهم وأعراضهم وتحرم عليهم دماءهم.

ثانيا: ان كثيرا من انطباعات اتباع مذهب معين عن المذاهب الاسلامية الأخرى ينقصها الوضوح لاسباب كثيرة، من ابرزها الجهل بكتب المذاهب ومواقف علمائها وفقهائها وآرائهم والتعصب التاريخي لأمور ومسائل انقضت عليها قرون.

ثالثا: ان التباعد وعدم اللقاء بين علماء وأتباع المذاهب المختلفة في الاسلام يزيد الفجوة والهوة بين المسلمين وان الوسيلة الوحيدة لازالة التدابر هي الاجتماعات المتوالية كي يطلع كل فريق على ما لدى الآخرين ليكون ذلك سببا للنهج المشترك.


سعاد صالح: للأم دور أساسي في «التقريب بين المذاهب»

حثت أستاذ ورئيس قسم الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالجامع الأزهر سعاد إبراهيم صالح الأم المسلمة على تغذية أسرتها باحترام أبناء المذاهب الأخرى ومحبتهم قائلة في حوار مع «الوسط»: «الأم لها دور أساسي في »التقريب بين المذاهب»، فبعض الأمهات اللاتي تعصبن لمذهبهن يشبعن أبناءهن على كراهية المذاهب الأخرى، ويفهمن أبناءهن على أن مذهبهم هو الصحيح والمذاهب الأخرى كافرة وخارجة عن الملة، وبالتالي يغرسن في نفوس أبنائهن الحقد والتعصب والعصبية العمياء نحو باقي المذاهب».

مرجعة ذلك إلى «أن المرأة هي أساس إصلاح الأسرة أو عدمه، إذ أوصى الرسول (ص) الرجل لحظة الاقتران باختيار المرأة الصالحة محددا أوصافها وهي الدين والصلاح والاستقامة، قائلا (لا تتزوجوا النساء لحسنهن، فعسى حسنهن أن يردهن، ولا تتزوجوا النساء لأموالهن، فعسى أموالهن أن تطغهن، ولكن تزوجوهن على الدين)، فمن حق الأبناء قبل أن يولدوا اختيار الأم الصالحة».

مضيفة «انطلاقا من ذلك أرى أن العبرة في الدين ليست أن تكون الأم مسلمة في شهادة الميلاد، لكننا نقصد بالدين ترجمته إلى سنة وتطبيق وقدوة لأسرتها».

وبشأن المؤتمر التي تشارك فيه ببحث عن «دور المؤسسات العلمية والتربوية والإعلامية في إشاعة ثقافة التقريب والوحدة الإسلامية، قالت «إن موضوع المؤتمر هام وحتمي، وأجد أن عنوانه كان ينبغي أن يكون «التقريب بين أهل المذاهب» وليس «التقريب بين المذاهب» لأن أبناء المذاهب هم الذين يجنحون عن الوحدة والإلفة تعصبا لمذهبهم، لكننا حين ننظر إلى هذه المذاهب نجد أن أصولها واحدة وأن الخلافات ما هي إلا في الفروع التي يمكن أن نتحد فيها أو تترك دون اتحاد، في وقت يجب أن يكون الاتحاد قائما بين أهل المذاهب».

وأشارت صالح الحاصلة على الدكتوراه العالمية في الفقه المقارن إلى تجربة الجامع الأزهر في تدريس المذاهب الثمانية (الشافعية، المالكية، الحنفية، الحنبلية، الظاهرية، الإمامية، الأباضية، والزيدية)، وقالت «حين نستعرض مسألة خلافية مثل مقدار الممسوح من الرأس في الوضوء، أولا نبين المسألة المتفق عليها، وهي أن مسح الرأس عضو من أعضاء الوضوء ولم يقل أحد بغير ذلك، ثم أن المسألة الفرعية المختلف عليها هي تحديد المقدار، وثالثا ندرس سبب الخلاف بين المذاهب وندرس الأدلة والروايات ونناقشها».

مضيفة «إن جميع رسائل الدكتوراه في الفقه المقارن بالجامع الأزهر لا بد أن تدرس جميع المذاهب، غير أنه لا توجد إيحاءات بكلمة «التقريب»، فما هي إلا دراسة نظرية من أجل الامتحان».

ووجهت صالح شكرها للبحرين لدعوتها المؤتمر قائلة «أوجه شكري الخاص لمملكة البحرين لدعوتنا إلى هذا المؤتمر المهم، باعتبارنا أستاذات متخصصات، فنحن لا نجد هذا التقدير في بلادنا».


التميمي: المطلوب متابعة توصيات المؤتمر؟

طالب مستشار جلالة ملك الأردن للشئون الإسلامية الشيخ عز الدين الخطيب التميمي في حديث لـ«الوسط» بمتابعة توصيات مؤتمر التقريب بين المذاهب، وذلك «حتى لا تكون في مستقبلها في الأدراج أو تذروها الرياح» حسب تعبيره، مؤكدا على «استمرار اللقاءات بين علماء الإسلام».

وبشأن مسئولية الحكومات الإسلامية والعربية قال «ينبغي على الحكومات أن تدعم هذا التوجه الضروري لحياة المسلمين، وأعتقد أن حكومات العالم الإسلامي والعربي لن تشيح بوجهها عن هذه الأهداف النبيلة التي يسعى إليها المؤتمر».

وعن موقفه من اقتراح الشيخ القرضاوي باتخاذ موقف حاسم تجاه رفض أية فتنة طائفية في العراق قال «لا أدري إن كان المؤتمر سيتدخل في هذا الموضوع أو لا، وأنا أوافق على كل دعوة للم الشمل وتوحيد الكلمة والصف».

وأضاف التميمي «لا شك أن المؤتمر إيجابي وفي غاية الأهمية للمسمين في هذا الوقت الذي تمر به الأمة الإسلامية، وموضوع مهم للعلاقات الأخوية بين أصحاب وأئمة وعلماء المذاهب الإسلامية على اختلاف مواقعهم وأماكنهم، ومن الأهمية أن تزول الغيوم التي واكبت الحياة الإسلامية عبر العصور، فهناك غيوم أبعدت العلماء في المذاهب الإسلامية بعضهم عن بعض، وهذا المؤتمر أسهم إسهاما حقيقا في إزالة المبهمات وهذه الغيوم وتقريب العلماء بعضهم الى بعض».

وبشأن تجربة الأردن في «التقريب بين المذاهب» أردف «منذ سنين طويلة، كان الملك حسين يجمع علماء المذاهب الإسلامية في لقاءات سنوية للمناقشات وتقريب وجهات النظر فيما بينهم، وكان دائما ينادي بضرورة لقاء علماء المذاهب السبعة، وكان همه الوحيد أن يراهم متحدين متقاربين ليدفعوا الشرور عن أمتهم ويجلبوا الخير إليها».


العوضي: آن الأوان لمشاركة المرأة في هذه المؤتمرات

أكدت الامين العام للمجلس الاعلى للمرأة لولوة العوضي ان تمثيل المرأة في مؤتمر التقريب بين المذاهب الاسلامية الذي اختتم اعماله يوم امس ياتي استكمالا لمفردات الحوار المشترك؛ لان الحوار لن يكون متكاملا إلا بمشاركة كلا الجنسين فيه. وأضافت العوضي «لقد قيل قديما ان اعقل الناس من جمع العقول الى عقله (...) وبالتالي فان مشاركة المراة مطلوبة ولابد منها وخصوصا في الامور التي تخص مجتمعاتها، ومن بينها محاور هذا المؤتمر التي تهدف الى التقريب بين المذاهب الاسلامية»، واختتمت العوضي «لقد آن الاوان لاتاحةالفرصة للمرأة للمشاركة بصورة فاعلة في مثل هذه المؤتمرات».


الخنيزي: المؤتمر تجسيد للانفتاح في البحرين

قال رجل الدين السعودي الشيخ عبدالله الخنيزي ان مؤتمر التقريب الذي انعقد في رحاب مملكة البحرين لهو تجسيد لواقع الانفتاح الذي تشهده البحرين، وأكد الخنيزي «ان السبيل الى التقريب يتأتى من خلال احداث التقارب بين اتباع المذاهب الاسلامية قبل ان يكون بين المذاهب ذاتها، عبر الاعتراف والاحترام المتبادل بين مختلف المذاهب بدلا من العمل على اسقاط الآخر من المعادلة»، مؤكدا «ان الظروف الصعبة التي تعيشها الامة من خلال هذه الحملة الشرسة من قبل المتكالبين عليها والتي لا تفرق بين مذهب وآخر تحتم على جميع المسلمين العمل سويا لمواجهة تلك التحديات».


العلمي: نحو آلية دورية لهذه المؤتمرات

دعا استاذ التعليم العالي بشعبة الدراسات الاسلامية بمدينة فاس المغربية عبدالحميد العلمي المشاركين في المؤتمر إلى المبادرة بتكريس آلية دورية لهذه المؤتمرات؛ اذ لابد من متابعة علمية ترتكز على برمجة سنوية توكل اعمالها الى لجان متخصصة لتقديم الخلاصات والنتائج في دورات معلومة، والبناء عليها والتخطيط لما يستقبل في اطارها، ومضى العلمي قائلا: «ان دور العلماء والمفكرين في تأصيل ثقافة التقريب يتمثل في اثراء مثل هذه المؤتمرات بالافكار اللازمة، والآراء النيرة للمضي قدما في هذا المسلك»، واستدرك العلمي «ولكن مع تلك الجهود الفردية تبقى الحاجة ماسة واكثر من أي وقت مضى الى دور المؤسسات، لتنهض بمسالة التقريب الى المستوى المطلوب».


الخليلي: يجب على العلماء تحمل مسئولياتهم

اكد مفتي سلطنة عمان الشيخ الخليلي «ان على العلماء تحمل مسئولياتهم في مسالة التقريب بين المذاهب الاسلامية التي تمثل ضرورة ملحة؛ لانهم القوامون على الامة والمؤتمنون على مصالحها، وبالتالي فإن العلماء مطالبون بالدعوة إلى تكريس الخيار الوحدوي بين جميع ابناء الامة من خلال توحيد الصف والكلمة وجمع الشمل، وان يكونوا قدوة لغيرهم من شرائح الامة وطبقاتها المختلفة، والظروف احوج ما تكون إلى ذلك؛ لانها تعيش مرحلة خطيرة في مواجهة كل المتربصين بها»، وعن اهمية هذا المؤتمر يوضح الخليلي «ان موضوع هذا المؤتمر يرتبط ارتباطا مباشرا بعاطفة كل مسلم ومسلمة في شتى بقاع العالم الاسلامي». واختتم الخليلي حديثه إلى «الوسط» قائلا: «ان الوحدة يجب ألا تكون في عالم المثال بل يجب ان تكون ملموسة على ارض الواقع، وقد آن الاوان للوحدة ان تشق طريقها في حياة الامة».


قباني: البحرين نموذج فريد للتنوع والتعايش

اوضح مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني «ان مؤتمر التقريب بين المذاهب الاسلامية الذي تحتضنه مملكة البحرين يمثل فرصة سانحة لاعادة جمع شتات الامة بكل قواها؛ لان الجميع بات مستهدفا سواء من جانب «اسرائيل» ذلك الكيان الغاصب الذي يحتل الاراضي ويستبيح المقدسات الاسلامية للامة او من قبل الاجنبي الذي يحاول احتلال اجزاء مهمة في دولنا العربية والاسلامية»، واكد قباني من جانب آخر «ان التنوع والتعايش الحضاري في البحرين بين جميع اتباع المذاهب الاسلامية يمثل نموذجا حيا وفريدا عن مفهوم الوحدة الاسلامية، لذلك فاني اتوقع ان تتمخض عن هذا المؤتمر نتائج ايجابية ان شاء الله»، واضاف قباني «ان جميع العلماء من بقاع الارض كافة الذين يلتقون في المنامة، يدركون ان الاختلاف بين المذاهب لا يتعدى كونه خلافا علميا؛ لذلك فانه يتحتم على جميع العلماء والمفكرين المساهمة في تكريس ثقافة الحوار للرقي بهذه الامة، ولنكون عند مواجه التحديات الجسام المحدقة بالامة وشعوبها».


الدباغ: إشاعة ثقافة التقريب في المدارس والمناهج

قال الدكتور العراقي علي مهدي الدباغ على هامش مؤتمر التقريب بين المذاهب: «إن مشكلة مؤتمراتنا أنها تخرج بتوصيات جميلة جدا، غير أن تطبيقها يكاد يكون معدوما»، وإذ أشاد بتجربة البحرين في التقارب والحوار ورعاية المؤتمر قال الدباغ «طلبت من رئيس الوزراء وحكومة البحرين أن تنبثق من المؤتمر أمانة عامة ولجنة دائمة ليأخذ التقريب مفهومه ويتم وضع الآل•يات له»، مشيدا باقتراح «تدريس الفقه المقارن» في المؤسسات التعليمية المختلفة حتى يكون «التقريب» عمليا وكل يفهم الآخر.

كما طالب الدباغ بـ«إشاعة ثقافة التقريب في المدارس وإلغاء المناهج التي تدعو إلى الكراهية وإلغاء الآخر وتكفيره، وكذلك بالنسبة إلى وسائل الإعلام، بحيث يتم التطرق للرأي والفكر الآخر في البرامج الدينية والثقافية». وتطرق في حديثه لـ«الوسط» إلى ضرورة الأخذ برواة الحديث الثقاة، ومنهم أئمة أهل البيت (ع). وعما إذا كانت فكرة الأمانة العامة واللجان التفعيلية قد حظيت باهتمام في المؤتمر، قال الدباغ «إن الفكرة لم تأخذ القسط الواسع من تسليط الضوء عليها».

العدد 382 - الإثنين 22 سبتمبر 2003م الموافق 26 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً