حينما يشارف الطالب على إنهاء المرحلة الإعدادية ليلتحق بالمرحلة الثانوية لا يكون عقله وتفكيره ناضجا لاختيار التخصص الذي يناسب ميوله وطموحاته ليبدأ مرحلة جديدة ومن ثم الانطلاق للمرحلة الجامعية إلى أن ينال ما يريد في نهاية دراسته والخطة الكاملة التي أعدها ليصل إلى نتيجة مرضية لمشوار حياته ومن ثم الحصول على وظيفة مرموقة بعد هذا المشوار الدراسي.
وهنا ومن خلال هذه الصحيفة الغرّاء أطرح مشكلة اختيار التخصصات وميول الطلبة ومسئولية الآباء والأمهات في توجيه أبنائهم لتجنب عواقب الأمور المستقبلية ومسئولية وزارة التربية والتعليم لعدم توفير الجو المناسب وعمل المحاضرات المكثفة للطلبة المقبلين على المرحلة الثانوية وعمل محاضرات أيضا لأولياء الأمور لأن هناك آباء وأمهات غير مطلعين على هذه التخصصات ولا يوجد عندهم العلم الكافي والإلمام بهذه المشكلة الخطيرة لتوجيه أبنائهم.
مما يؤدي إلى اكتشاف بعض الطلبة أنهم قد دخلوا مسارات وتخصصات لا تناسب ميولهم ورغباتهم وذلك لعدم وجود التوعية الكافية وإلى ما يؤدي هذا المسار الذي تم اختياره في المستقبل وتكملة الدراسة الجامعية وهذا ناتج عن ضعف المحاضرات والمسئولية التي تقع على الوزارة.
وعلى سبيل المثال فإني أطرح لكم تجربتنا نحن مجموعة ممن كان اختيارنا خاطئا لدخولنا المرحلة الثانوية (الفرع الصناعي) من دون وعي وإدراك لهذا التخصص وما يؤدي في أخر مشوار المرحلة وبداية الدراسة الجامعية وعدم مقدرتنا على تصحيح مسارنا في الجامعة لأن من يدخل الفرع الصناعي لا يستطيع إلا دخول كلية الهندسة في جامعة البحرين وهنا نحتاج لوقفة وإنصاف لطلبة الفرع الصناعي!
شاء القدر أن نلتحق بالفرع الصناعي من دون إدراك ولعدم نضوج العقل في تلك الفترة ومعرفتنا وإلمامنا بمعلومات كافية عن كل التخصصات وإلى ما تؤدي بعد المرحلة الثانوية ولعدم وجود المحاضرات المكثفة والتوعية الجيدة من قبل الوزارة، ولم يكن لدى آبائنا المعلومات الكافية لهذه المرحلة الخطيرة والتي جاءت نتيجتها سلبية على حياتنا المستقبلية.
وبعد إنهاء المرحلة الثانوية وتفتح العقل على ميولنا الحقيقية واكتشاف ذلك متأخرين كنا نعتقد أن بإمكاننا تصحيح مساراتنا حسب الرغبة من خلال الالتحاق بالجامعة واختيار التخصص المطلوب لكننا تفاجأنا بأن من يختار الفرع الصناعي لا يستطيع إلا دخول كلية الهندسة! وليس كبقية التخصصات الأخرى مثل العلمي والأدبي أو التجاري فإن لهم أكثر من تخصص ومجال في الدراسة الجامعية!
وللأسف الشديد كانت رغباتنا هي دراسة الفرع الأدبي وبعضنا التجاري وقد اكتشفنا هذا الأمر في فترة لم تكن مبكرة بالنسبة لنا مما أدى إلى عدم مقدرتنا مواصلة مشوار الدراسة الجامعية، والبعض الأخر التحق بمعهد البحرين للتدريب ضاربا بكل الطموح والآمال عرض الحائط ولم يكن في تلك الفترة وإلى الآن معترفا بشهادة المعهد ما لم يتطوروا أو يحسوا في يوم أنهم استطاعوا تحقيق أحلامهم وطموحاتهم المستقبلية، وهنا نلوم كل اللوم وزارة التربية وجامعة البحرين لعدم فسح المجال إلى طلبة الفرع الصناعي للالتحاق والدخول إلى أي تخصص هم يريدونه في الجامعة وكذلك الحال لبقية التخصصات التي نتمنى أن تلغي وتوحد المسارات في الثانوية العامة ويستطيع الطلبة دخول مرحلة جامعية دراسية من دون قيد أو شروط لاختيار الرغبات والكليات ما عدا شرط نسبة الثانوية للأولوية.
وقد سمعنا أن مشروع توحيد المسارات لطلبة الثانوية يدرس وهذا الخبر قد أفرحنا كثيرا وكنا نتمنى لو طبق هذا المشروع قبل أن يقع الفأس في الرأس ودخولنا في دوامة لا نستطع الخروج منها والأسباب كثيرة كما أسلفنا ومنها نضوج العقل، عدم معرفة الآباء وإلمامهم بهذه المرحلة الخطيرة وعدم وجود محاضرات مكثفة ومسئولية وزارة التربية وجامعة البحرين لعدم فتح المجال لطلبة الصناعي لاختيار أي تخصص كما في دول كثيرة أو فكرة توحيد المسارات هذه والتي جاءت متأخرة.
وكنا قد قررنا إعادة الثانوية العامة كل بحسب ميوله ورغبته و ذهبنا للاستفسار فأخذنا التفاصيل بالكامل من مبني جهاز الامتحانات بمنطقة السلمانية، لكنهم أخبرونا أننا لا نستطيع إعادة السنة الأخيرة، إنما ثلاث سنوات للفرع الأدبي كما هو الحال لبقية التخصصات وذلك بسبب عدم وجود مواد مشتركة بين الفرع الصناعي وبقية الفروع، وكان قرارنا نابعا من رغبتنا في مواصلة الدراسة الجامعية وبكلية التربية تحديدا.
وهنا نطرح هذه القضية على السيد وزير التربية والتعليم بخصوص الحل لمشكلتنا والتي لا نستطيع نحن الحاصلون على الثانوية العامة الفرع الصناعي إعادة السنة الأخيرة للفرع الأدبي ولا نستطيع دخول الجامعة إلا بكلية الهندسة! ونحن نستغرب هذه القرارات الجامعية ونطالب بفتح كل الكليات لجميع الفروع لاعتبارها مرحلة جديدة من عمر الطلبة وتصحيح المسارات والرغبات والميول وتفادي الأخطاء التي قد يرتكبها الطالب لاختياره الفرع الخاطيء من دون وعي وادراك في مراحل حياته الداراسية الثانوية، ولا نعرف مصيرنا بعد توحيد المسارات، علما بأن أعمارنا قد تجاوزت 62 عاما وإعادة ثلاث سنوات مشكلة كبيرة بالنسبة لنا في هذه السن، خصوصا أن من بيننا عاطلين عن العمل، نتمنى أن يطلع الوزير على هذه الرسالة وان تقوم الوزارة بتفادي الأخطاء والإسراع في حل لهذه القضايا والتي بسببها ضاع مستقبل آلاف من أبناء البلاد وسننتظر قرارا جريئا يعيد لنا البسمة والأمل.
سامي العنيسي
العدد 382 - الإثنين 22 سبتمبر 2003م الموافق 26 رجب 1424هـ