استنكرت قوى المجتمع كافة أمس حادث حافلة ركاب الشرطة في منطقة سترة مساء أمس الأول، الذي أدى إلى اصابة ركاب الحافلة بحروق، وإصابة أحدهم إصابة خطيرة. إذ اعتبر «التحالف السداسي» أن هذا النوع من الممارسات «التي تتوخى العنف وسيلة، لا يتسق مع روح التسامح والحوار التي عرف بها الشعب البحريني» داعيا إلى اعتبار الفعل «عملا منفردا غير مسئول».
وفي خطب الجمعة، دعا خطباء «إلى أخذ العبرة من حوادث شارع المعارض، وعدم تضخيم الأمور، مؤكدين «أفضلية النهج السلمي»، فيما شجب مجلس النواب الحادث، معتبرا إياه منافيا للأعراف البحرينية.
من جهة أخرى، قال عدد من أهالي سترة انهم «لا يعلمون الأسباب الحقيقية وراء حادث الهجوم على الحافلة التي تنقل حراس الأمن العاملين في حراسة المدارس الحكومية في الفترة الليلية»، مؤكدين عدم اعتقال أي شخص من المنطقة على ذمة التحقيق. وروى شهود عيان كانوا موجودين بالقرب من موقع الحادث لـ «الوسط»: «سمعنا صوتا قويا وصراخا، فتوجهنا مسرعين إلى مصدر الصوت، فرأينا الحافلة وهي تحترق، وقد اصطدمت بـأحد الجدران». وأضافوا «تعاون الأهالي على إطفاء الحريق وإسعاف الموجودين في الحافلة». وقال مصدر مسئول في النيابة العامة، إن مجموعة من أعضاء النيابة العامة انتقلوا إلى موقع الحادث فور وقوعه، وتم سؤال المجني عليهم والشهود، وقد انتقل أحد وكلاء النيابة العامة لسؤال المجني عليه المصاب بحروق بليغة، إلا أنه أجّل سؤاله نظرا إلى سوء حال المجني عليه. وأضاف المصدر أن النيابة العامة قررت تحليل عينات المواد التي استخدمت في الاعتداء، وكلفت الشرطة بمواصلة البحث والتحري عن الجناة.
سترة - هاني الفردان
أكد أهالي منطقة واديان بجزيرة سترة أنهم لا يعلمون عن الأسباب الحقيقية وراء حادث الهجوم الذي تعرضت له إحدى حافلات الشرطة من نوع مني باص التي كانت تعمل على نقل حراس الأمن العاملين على حراسة المدارس الحكومية في الفترة الليلية، إذ وقع الحادث في الساعة العاشرة ليلا بعد مسافة 02 مترا تقريبا من بوابة مدرسة ابن النفيس الابتدائية، ولكنهم ساهموا في إطفاء الحريق وإنقاذ وإسعاف من هم موجودين في الحافلة.
وقال أحد سكان المنطقة والذي يقع منزله بالقرب من موقع حادث الاعتداء إن «الشرطة المصابين والناجين أخبروا الأهالي الذين تجمعوا لإنقاذهم وإسعافهم بأن شخصا واحدا خرج عليهم ليلقي عليهم زجاجة حارقة (المولوتوف) ويفر هاربا، ما أدى لاصطدام الحافلة بأحد جدران المنازل القريبة، وإصابة عدد من حراس الأمن بإصابات مختلفة».
وأضاف «ان الأهالي ساعدوا في نقل الجرحى إلى مدرسة ابن النفيس قبل أن تأتي سيارات الإسعاف لهم، وقدموا لهم كل المساعدات». وأشار إلى أنه «لم يسمع حتى الآن عن وجود أية اعتقالات في صفوف أبناء سترة».
وقد روى أحد شهود العيان أن «الحافلة كانت تمر بشكل مستمر ويوميا في هذا الوقت وإذ يتم تغيير حارس المدرسة، وبعد مرور الحافلة التي كانت تقل حراس الأمن التابعين لوزارة الداخلية سمعنا صوت ارتطام قوي وبعدها صراخ وتوجهنا مسرعين إلى مصدر الصوت ورأينا مشهد الحافلة وهو يحترق وقد تعاون جميع الموجودين من الأهالي والجيران على إطفاء الحريق وإسعاف الموجودين في الحافلة».
وأضاف بعد حوالي دقائق وصلت سيارات النجدة والشرطة إلى موقع الحادث والذين بدورهم قاموا بفض التجمع وإغلاق المنطقة القريبة من الحادث، ولم نعلم بعد ذلك أي شيء عن ملابسات الحادث سوى تعرض أحد حراس الأمن الموجودين في الحافلة لإصابات بليغة جدا نتيجة قربه من موقع الهجوم الذي حدث.
وقال أحد المواطنين إن «أهالي سترة ليسوا عدائيين ولا يميلون إلى العنف بل هم بطبعهم مسالمون ولا اعتقد أن الحادث يمكن أن يقوم به عاقل».
وشاركنا الحديث حارس امن مدرسة ابن النفيس الذي يعمل في الفترة الصباحية وهو تابع لوزارة التربية والتعليم ليشرح لنا أسباب اللجوء إلى حراس امن وزارة الداخلية بدلا من حراس أمن وزارة التربية والتعليم، مشيرا إلى أن «وزارة التربية والتعليم في صدد استكمال عدد حراس الأمن التابعين لها ليتم تعميمهم على جميع المدارس في جميع الفترات، إذ إن الفترة الحالية يقوم حراس أمن وزارة التربية والتعليم بحراسة المدارس في الفترتين الصباحية والمسائية بينما يقوم حراس وزارة الداخلية بالحراسة في الفترة الليلية، وإن هذا العمل متبع منذ سنوات».
مؤكدا أن «عملية تسليم تبديل الحارس تتم في الساعة العاشرة ليلا وبشكل منتظم وذلك من خلال قيام حافلة الداخلية بتوزيع جميع حراس الأمن التابعين لها على المدارس الحكومية الموجودة في المناطق المختلفة من المملكة».
وقال إن «الحافلة التي تعرضت لحادث الاعتداء قد أنزلت الحارس في المدرسة وبعدها انصرفت لإكمال مشوارها إلا أنها وبعد أقل من 02 مترا تعرضت للاعتداء من قبل مجهولين لا يعرفهم أحد».
الملاحظ لموقع الحادث والأسلوب المستخدم والتوقيت يجد أن أسلوب الاعتداء كان بسيطا في أدواته وطريقته، إذ إن الحادث وقع في المناطق السكنية والضيقة التي تتطلب من السائق السواقة بحذر وبطء شديد ويصعب عليه الهروب من أي اعتداء بشكل سريع، فقد تم اختيار تنفيذ عملية الاعتداء في منحنى شديد الانعطاف وضيق يتطلب من السائق الوقوف برهة للتأكد من عدم مضايقة السيارة الأخرى المقبلة من الاتجاه المعاكس والتي سهلت من عملية الهجوم مع وجود منافذ فرعية بين المنازل في الموضع نفسه وغياب الإنارة، ما يحقق النظرية التي تقول «اضرب واهرب» دون أن يراك أو حتى يتبعك أحد.
العدد 393 - الجمعة 03 أكتوبر 2003م الموافق 07 شعبان 1424هـ