ربما حجزني الأسى عن خط مكنونات النفس عشية وفاة الوجيه/ الأب الراحل محمد بن عبدالله الحمد الزامل، ولكن فيض المشاعر أطلق لساني في ذكرى أربعينيتة التي تصادف اليوم... فقد وقع نبأ وفاة العم محمد الزامل على نفسي وقعا ثقيلا، وجدتني أسير الصدمة على مدار أيام تتجاذبني أفكار وذكريات عدة عن العلاقة الاستثنائية التي ربطتني بهذه العائلة العظيمة... بعض تلك الذكريات تعود لمرحلة الدراسة عندما جمعتني الأقدار بنجله الأخ نواف الزامل بمدرسة الشيخ عبدالعزيز الثانوية بالبحرين ولمست فيه آنذاك الفطنة والرقي وسمو الخلق والأدب؛ وهي صفات تليق بسليل عائلة عريقة كعائلة الزامل.
لاحقا، لما أتممت الشهادة الجامعية وعدت من الولايات المتحدة، أتاح لي عملي في شركة الفجيرة للمقاولات فرصة اللقاء شخصيا بالعم الوالد محمد الزامل لوجود تعاملات مشتركة بين الشركتين عن طريق الزامل للحديد... وكانت تلك فرصة حباني بها الزمان إذ التقيت بشخصية فذة كمحمد الزامل الذي رأيت فيه الوالد والمعلم والمثل الأعلى والصديق والقائد... حتى غدت هذه الشراكة نواة البناء المعماري انطلاقا من البحرين وصولا إلى قطر والكويت وفيتنام والصين وسريلانكا وهناك ثوابت شاهدة للزامل بالمباني الحديدية في 90 بلدا حول العالم، ويربو على 50 ألف مشروع وهذا جزء مما بناه وشيده محمد الزامل.
أول ما هالني في شخصيته عشية ذاك اللقاء هو تواضعه الجم ورؤيته الثاقبة للأشياء وفراسته وقدرته على قراءة الأشخاص والمواقف ناهيك عن ما يتحلى به من كرم ومروءة... فالفقيد لم يكن مجرد رجل أعمال ناجح، بل كان أيقونة في عالم الأعمال وإنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معان... معرفتي - التي توطدت به سريعا - أتاحت لي الفرصة للتعرف على باقي أخوته الكرام: د.عبدالرحمن الزامل بالرياض، والوجهاء: خالد وأديب بالدمام ووليد الزامل بالبحرين وابنه البكر عبدالله... ولازلت اعتبر قربي من تلك العائلة الكريمة من أهم وأكبر أرصدة الحياة التي أفخر بها. وعندما ولدت فكرة إنشاء شركة الخليج للتعمير بالبحرين، لتكون أول شركة استثمارية عقارية ذات طابع مؤسسي متخصص في البحرين، كان الراحل من أشد المؤيدين والداعمين للفكرة... فالراحل آمن بأن المرحلة هي مرحلة البناء عن طريق الاستثمار والتطوير العقاري المؤسسي وإيمانه ذاك كان صمام أمان لباقي المستثمرين وكان حافزا لنا للانطلاق برباطة جأش وعزيمة... فالجميع يؤمن بحصافة الزامل ونفاذ بصيرته، لذا مراء أنه لما قال إن الاستثمار في الصناعة والبناء هو المستقبل في الخليج قد فتح الدرب لمضمار واعد عاد بالخير، لا على المستثمرين فحسب، بل الحركة الاقتصادية أيضا، وجعل الاستثمار بأصول مرئية وحقيقية، فكان من الداعمين للاستحواذ على برج السيف بالبحرين آنذاك وتطوير جزيرة تالا بجزر أمواج وبإنشاء أول مجمع صناعي بالبحرين سمي مرسى البحرين للاستثمار بالحد، لقناعتة الراسخة أن بالصناعة ترقى الدول وتتطور ذاتيا بدون الاعتماد الكلي علي الآخرين وهذه كانت مدرسة الزامل التي رسخها بإخوانه وأنجاله ومن حواليه.
وحتى عندما قررت - وجمع من المستثمرين المرموقين - إنشاء شركة ريل كابيتا لم أجد في الأب الراحل إلا كل دعم وتشجيع... فالراحل كان يؤمن بالشباب ودورهم الأساس في دفع عجلة التطوير... فلم يكن الأب الراحل من المساهمين الأساسين بل دخل برؤيته واقتراحاته التي كانت بوصلة استراتيجية الشركة وبرامجها.
وقد حباني الله بنعمة إضافية إذ تجاورت منازلنا – بعد تجاور أرواحنا بوقت طويل - في منطقة أمواج وتحديدا جزيرة تالا التي خرجت من رحم أفكار عملاقة كأفكار الزامل ورؤيته المستقبلية عن البناء والمجمعات السكنية.
لا ريب بعد ما قلت أن يكون رحيله فاجعة شخصية لي كما كانت لكل من أحبوه وأجلوا قدره... فمعرفة الفقيد كانت منعطفا في حياة كل من جاملته الحياة وأتاحت له التماس مع شخصيته الاستثنائية... وإن كان رحيل الزامل من بيننا خسارة لا تعوض؛ لأن الزمان قلما يجود بشخص مثله، فعزاؤنا الوحيد أنه رحل عن عالمنا حاملا معه زادا عظيما وتاركا ورائه أرثا جليلا... أما الزاد الثقيل الذي أخذه معه فهو رصيده من الأعمال الخيرية التي شغل بها حياته... فالراحل لم ينشغل ببناء أمجاده ونجاحاته الشخصية بقدر ما انشغل بالعطاء لمجتمعه وأهله ووطنه وإقليمه؛ ومشاريعه الخيرية الجليلة ماثلة كشاهد على ذلك. أما الإرث العظيم الذي تركه فهم أبناؤه. الأخوة عبدالله ونواف الزامل اللذان تقاسما سمات والدهما وفكره وإنسانيته وعطاؤه الذي لا ينضب. هناك خسائر لا تعوض في حياة الأفراد والمجتمعات، والزامل خسارة لا تعوض وقد ترك رحيله فراغا لن يشغله سواه، وسيبقى فقدانه غصة في قلوبنا جميعا سيما أولئك الذين تشرفوا بالتقاطع معه والنهل من خبراته.
يقول الكاتب والفيلسوف فرانسوا ريفيل: من أجل أن نكتب بتعمق أكثر عن العظماء نحتاج إلى وقت نتجاوز فيه الوقوف الحزين، والتأمل الحزين، لنتساءل: ماذا ينتظرنا عندما يرحل الرجال الاستثنائيون ؟
محمد بن عبدالرسول الطواش
العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة ريل كابيتا بالبحرين
إن مأساتي هذه لا تسعها السطور، ولا يتحملها قلب أي إنسان ذي مشاعر واحاسيس بما أعانيه كأرملة مواطنة لا حول لها ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ويتيمين فقدا حنان الأبوة والعطف والرحمة من الجميع، وأوصدت الأبواب في وجوهنا ونعيش مصيرنا المجهول بهمه وغمه بنكد العيش والحسرة والألم بعد طول معاناة وصبر مر وخسارة وضياع كل شيء، وأملنا كبير بالله سبحانه وتعالى في الفرج مما نعانيه ونتحمل مآسيه... وإليكم هذه المأساة باختصار شديد: إننا عائلة بحرينية مكونة من أب وأم وابنة وابن سكنت مدينة عيسى بوحدة سكنية تابعة لوزارة الأشغال والإسكان سابقا، بعد وفاة رب العائلة ومرض الزوجة، اضطرت العائلة للسفر لجمهورية الهند للعلاج، وبدأت المأساة والمعاناة بعد اكتشاف العائلة انتهاء صلاحية الجوازات، وبعد مراجعة القنصلية العامة بمملكة البحرين هناك استلموا الجوازات بهدف تجديدها، وبمجرد أن سلمنا جوازاتنا تاهت العائلة هناك مدة 9 سنوات من المماطلات والأكاذيب واللف والدوران مع القنصلية، فكيف تتصورون معاناة هذه العائلة طيلة هذه المدة من التشتت والإذلال، المهم حصلنا على الجوازات ورجعنا للبحرين والمفاجأة الأخرى المفجعة امامنا فوحدتنا السكنية سحبتها منا وزارة الإسكان لعائلة أخرى، والسيارة والاثاث والممتلكات الشخصية ضاعت في مهب الريح، وبعد مراجعة وزارة الإسكان قالوا لنا «ان الجيران أكدوا لهم بان افراد العائلة سافروا للخارج ومات افرادها حسب افادتهم لهم»، فكيف يتصور العقل والمنطلق والاحاسيس والمشاعر الإنسانية حجم هذه المعاناة والصدمة وردة الفعل العكسية، والأدهى من ذلك وبعد مراجعتنا لوزارتي الخارجية والإسكان فقد أغلقت الأبواب في وجوهنا، فلمن نلجأ؟وماذا نفعل في هذه الحالة؟ فالأم تندب حظها العاثر والابنة في الهند والابن ضاع مستقبله والعائلة تسكن حاليا في شقة بالإيجار في منطقة المحرق وتعيش على مساعدة الديوان ووزارة التنمية الاجتماعية وكذلك المحسنين من أهل الخير والعطاء، والطامة الكبرى قرار المحكمة بطرد هذه العائلة من الشقة التي تسكنها بطلب من مالك الشقة الأمر الذي سينقل هذه العائلة إلى الشتات والمعيشة في الشوارع والطرقات وزيادة هذه المعاناة.
فإلى من يعنيهم الأمر نقول: حرام وألف حرام أن تتعرض هذه العائلة البحرينية لكل هذه المآسي والمتاعب وهي في بلدها، وكلمة حق وإنصاف وواجب يجب أن تصل للمسئولين عن مأساة هذه العائلة وذلك بضرورة استدعائها بأقرب وقت ممكن والوقوف على مضامين وحيثيات مأساتها ومحاسبة المخطئين في حقها وتعويضها عما لحق بها من خسارة مادية ومعنوية، فالعائلة كل ما تطلبه وحدة سكنية في منطقة المحرق والتعويض والعون والمساعدة من الجميع.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
طلبه للعام 88 استبدله إجباريا
بوحدة في 93 ومازال يترقبها...
نداء عاجل أوجهه إلى الجهات المعنية في وزارة الإسكان بغية النظر بشكل عاجل في موضوعي الذي أرجأ لسنوات طوال على أمل تطبيق هذه الوعود على أرض الواقع في أسرع وقت ممكن، لأننا بتنا في حال يرثى لها من الضيق والضجر داخل غرفة واحدة كائنة في بيت والدي الكبيرفي السن والذي هو في نفس الوقت مقر آيل للسقوط... فأنا مواطن بحريني تقدمت قبل سنوات مضت بطلب إسكاني يعود للعام 1988 نوعه قسيمة إسكانية، إلا أنه قد أجبرت على إلغاء الطلب حينها وتبديله الى طلب إسكاني جديد آخر يعود للعام 1993 نوعه وحدة سكنية، وكلما حاولت طرق باب المراجعة للاستفسار عن موعد منحنا هذه الوحدة الموعودة، نلقى جواب الصد أحيانا، والمراوغة أحيانا أخرى، وآخر جواب حصلنا عليه عن لسان إحدى الموظفات بقولها لنا: «إن الأولوية تمنح لأهالي الشاخورة».
و بما أنني من سكنة باربار، فإن موضوعي لا أعلم إلى متى يحين أوان تنفيذه على أرض الواقع، مع العلم أنني أعيش داخل غرفة في بيت والدي والذي يحوي الكثير من العوائل بمعية أختى الأرملة وأربعة من أبنائي أكبرهم فتاة على وشك التخرج من مقاعد الجامعة، وأصغرهم طفل في الثالث الابتدائي... لقد ضاق المكان بما رحب، ولذلك نأمل من المسئولين في الإسكان اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يزيح عنا هذا العبء والضيق النفسي الذي نعيشه داخل الغرفة الضيقة التي باتت لاتتحمل عددنا، وأن تسارع الجهات المختصة بتلبية طلبنا على وجه السرعة دون مماطلة أو تأخير.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
إلى المعنيين في الأمانة العامة في مجلس التعليم العالي... نظرا لما عهدناه منكم من اهتمام بمسألة تطوير نظام التعليم العالي باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق التنمية البشرية والتنمية المستدامة التي يعتبر الإنسان عمادها ومحركها الأساسي، إذ تطبقون تأكيدات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين على أن تطوير التعليم العالي من أهم مرتكزات المشروع الوطني للإصلاح.
ونظرا لحرصكم على أبنائكم الطلبة وعلى تطوير التعليم العالي في البحرين، إذ يشهد الجميع على هذه المساعي والنتائج الطيبة لهذا التطوير، أود إفادتكم بأني أحد الموظفين في الوزارة وأعمل كفني حاسب آلي في مدرسة البديع منذ عدة سنوات ولحبي للعمل وتطوير نفسي قمت بدراسة بكالوريوس إدارة إعمال تخصص نظم معلومات إدارية في إحدى الجماعات الخاصة (لأني أملك خبرة سابقة في مجال البرمجة وتحليل الأنظمة وأملك دبلومة وطنية من معهد البحرين) وعلى حسابي الخاص، وحصلت في الوزارة على عدة حوافز خلال السنوات البسيطة التي قضيتها في الوزارة لحبي لعملي وتخصصي والكل يشهد لي بذلك.
أنهيت دراستي وتخرجت في الفصل الدراسي الأول من العام 2008-2009 م، وقمت بإنهاء إجراءات التخرج في نفس الفترة، بعدها نشر إعلان الوظائف الشاغرة في الوزارة، وقمت بتقديم الامتحان واجتياز المقابلة بنجاح وتم نشر اسمي من ضمن المقبولين في الجريدة الرسمية تحت مسمى «معلم مواد تجارية» وقمت بعدها بإكمال الإجراءات الرسمية للتوظيف ووقعنا على تعهد نتعهد فيه بتسليم معادلة الشهادة خلال سنة من التوظيف، بدأ العام الدراسي وراجعنا الموارد البشرية بالوزارة وقال لنا الموظف يوم الأحد المقبل يمكنك استلام أوراق التوظيف وتداوم في المدرسة التي عينت فيها إذ إنك عينت بمدرسة الهداية الخليفية، ذهبت يوم الأحد الموافق 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2009 إلى القسم نفسه وأخبرني الموظف أن أوراقك جاهزة ولكن لا نستطيع تسليمك الوظيفة لأنك لم تسلمنا معادلة الشهادة، وحسب قانون ديوان الخدمة المدنية فإن الموظف في حال ترقيته يجب أن تكون شهادته معادلة، أما في حالة التعين الجديد فإنه يعطى المدرس مدة ثلاثة أشهر لجلب المعادلة.
ولذلك نلتمس من حضرتكم استعجال إصدار معادلة الشهادة والتي يتوقف عليها مصير ترقيتي، إذ إنه في اليوم الذي استلم فيه المعادلة استطيع الدوام في مدرسة الهداية الخليفية كمدرس للمواد التجارية، وقمت بالتنسيق مع مندوب الجامعة الخاصة لاستلامها في حال تمت المعادلة.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
اعتقدت اني كلما كان لدي طبع الطيبه، فإنه طريق لكسب الأصدقاء والأحباء، ولكن عندما اعتنقت هذا الطريق في حياتي في امور كثيرة، تبين لي ان هذا الطريق غير صحيح، فالطيبة مع اشخاص يستغلونك ليست طريقا للتعامل في الحياة، لأنهم يعتمدون عليك ويستغلونك في امور قد تكون تافهة بالنسبة لك وقد تكون شيطانية في عالم غير عالمك، لكن كن حذرا في التعامل معهم كي لا يجرونك معهم، فإن حدث هذا فأنت هالك لا محالة، وان استطعت ان تنقذ نفسك فأنقذها بالابتعاد عنهم و لكن لا تبتعد عن طريق الطيبة والحنان، فالواقع ان الشخصية الطيبة محبوبة لدى الأفراد الذين تحسن اختيارهم في حياتك .
هناك أناس تعتقد انهم لك وانهم ملكك و لكن فجأة تنقلب الأمور على عقبيها، وتنعكس لتكون لا لك ولا عليك، فتجلس ملوما محسورا على ما فاتك ...الرجال صنفان منهم من يعتقد ان الفتاة الطيبة سهلة الصيد وانها فاتنة فيستطيع الاسد ان يغرز اخلابة في وجهها ليشوهها ولا يستطيع احد ان ينظر إليها سوى هو ... فإن خاف منها اكثر و شبع تركها، لعل احدا يعطف عليها و ينتشلها، ومنهم من يرى ان الطيبة معيارالخبث في الحياة فهي كما يقال من «تحت الى تحت» قد يكون هذا صحيحا ولكن في صراط المستقيم ....فان احببت احدا تملكتك الطيبة في معاملته و الخبث في آن معا خوفا عليه من الغير ...فانتبه و انت تخطو خطوتك و طريقك فلا تكن من ضمن الأول أو الثاني أو الثالث ان وجد.
في الحياة تذكر أن الطيبة مقياس لكل الامور فهي تنجحك دوما و تكسبك اصدقاء قد تلتقي بهم في محض صدفة جميلة.
نورة صقر
من عالم العدم إلى عالم الوجود ثم الاستقرار في الأرحام بين ظلمات ثلاث، ثم يخرج إلى الحياة الدنيا بقدرة القادر حتى يبلغ أشده ويجتهد الأبوان ويُدخلانه في أول مرحلة المسئولية (أ- ب والقلم) بعد التدين والسلف ويمكن الاقتراض إذا صح التعبير، بعد الانتهاء من هذه المرحلة تأتي المرحلة الثانية الملقاة على عاتقه وهي المدرسة النظامية وعليه أن يتخطى 12 سنة لينال شهادة الثانوية العامة، وبعد ذلك تبدأ المرحلة الثالثة وهي الجامعة والأخيرة إذا لم يرغب أو لم يستطع مواصلة التحصيل العلمي لظروف مادية أو أشياء آخر، ويكون الأب ساعتها في حال استنفار واضطراب وتفكير في الليل وذل في النهار والبحث عن مخرج من هذه الورطة، وهي كيف السبيل لتوفير المادة لمواصلة الدراسة الجامعية لابنه؟ بعدها يستعد لملاقاة ومواجهة النفق المظلم الذي سيباغته وهو البحث الدؤوب والعمل اليومي الشاق للبحث عن مصدر رزقه ولقمة عيشه وإرساء أول طوبة من طوب قواعد المستقبل المزعوم كما يراوده الحلم في المنام، ويتجه للبحث عن عمل عبر التكنولوجيا الحديثة وبفضل التقنية المتحضرة للانترنت أن وجد أو الطرق التقليدية كالحضور لمكان العمل أو المراسلة، طرق جميع الأبواب المغلقة من وزارات ومؤسسات وشركات في أرجاء المملكة بكل عزم وثبات وهو حامل بين جنبيه الشهادة المعتمدة والسلاح الحاضر والمطلوب في زماننا التعيس هذا، ولكن مع الأسف الشديد دون جدوى حتى انقضى جزءا من عمره وحياته في البحث عن المستقبل في بلد القانون والمؤسسات والغني بخير النفط والمصادر المتعددة، إذا وُجدت شريحة كبيرة لا يستهان بها من الشباب الباحثين عن عمل بهذا المستوى فماذا يكون نصيب المجتمع منه؟ ألا يكفي الدهر أن يحولهم ويعدهم إلى وحوش ضارية تبحث عن لقمة عيشها وتطالب بحقوقها الشرعية؟ نستشهد بقول مولانا أمير المؤمنين (ع) «عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج إلى الناس شاهرا سيفه». إذا تراكمت وتكدست هذه الأفواج العاطلة عن العمل من المواطنين الشباب وفي المقابل نرى الأجانب يعملون وبرواتب مغرية ومجزية فماذا نتوقع منهم إذن! أليس الخروج في الشارع وإشعال الفوضى للمطالبة بالحقوق وهذا ما لا يتمناه أي مواطن.
مصطفى الخوخي
أنا مواطن بحريني وأسكن قرية الدراز، ولدي من البنات اربع وولد واحد، ولكن الولد فقدته وعمره 11 عاما في حادث سيارة قبل 7 سنوات في حادث سير، غادر ولم احصل على اي تعويض وذلك لأن السيارة التي تسببت في الحادث غير مؤمنة ومسجلة والسائق الذي تسبب في الحادث توفي هو الآخر، ولكن هذه مشيئة الله سبحانه وتعالى.
أمانة واسترجعت والحمد لله على كل شيء. وأنا عاطل عن العمل وليس لدي أي معاش تقاعدي، اثنتان من البنات تزوجتا والباقيتان فواحدة بالثانوية العامة والثانية بالسادس الابتدائي، وانا مريض ومقعد بالبيت، إذ أجريت لي عمليات بالقلب، ولدي انتفاخ في معظم جسمي بسبب ضعف في عضلات القلب، ولدي ارتفاع الضغط، واتابع باستمرار علاجي في المستشفيات الحكومية.
بالامس تقدمت بخطاب إلى ديوان أحد المسئولين الكبار لأشرح معاناتي ولكن الديوان قال إن كل طلبات المساعدة حولت إلى المؤسسة الخيرية الملكية، وبعثت رسالة موجهة للمؤسسة الخيرية الملكية وانا بنتظار الرد. وكان مضمون الرسالة كالتالي: أنا رجل كبير بالسن وتجاوزت 55 عاما وليس لدي معاش تقاعدي. ولكن احصل على مساعدة من الشئون الاجتماعية قدرها 120 دينارا شهريا وعلاوة الغلاء وهي 50 دينارا وليس لدي أي مدخول آخر. المشكلة التي أعاني من وطأتها هي القروض فأنا عليَّ قروض شخصية قديمة ومازالت معلقة في إدارة التنفيذ بالمحكمة، وإنني بهذا السن والمرض الذي أعاني منه كيف لي أن أسدد هذه القروض التي بذمتي، أود أن ألاقي ربي وأنا بصفحة بيضاء، فقضاء محاكم التنفيذ جزاهم الله ألف خير متعاونون معي جدا وخصوصا عندما يشاهدون حالتي وأشرح لهم معاناتي، ولكن عليهم مسئولية أمام الله وأمام القضاء إلى متى يمكنهم تأجيل دفع هذه المبالغ المتراكمة بفوائد جزاهم الله الف خير على تقديم المساعدة لي ولكن كيف أسدد هذه المبالغ لكي أستريح من هذه المعاناة بالمبلغ البسيط الذي أحصل عليه من الشئون؟
أنتم وسيلتي لطرح مسألتي على اهل الخير من مسئولي هذه المملكة الحبيبة، فأرضنا بها ايادي خير تساعد في الخفاء وتعطي، وتمد اليمنى دون ان تسمع اليسرى، فلذلك أناشدكم من خلال الصحيفة أن تقدموا لي يد المساعدة في إنهاء قروضي، وأنا متطلع من خلال صحيفة «الوسط» اليومية لحل عدة مواضيع تخص المواطن، ولكي تقر عيني ايضا لأضمن حياة مطمئنة في ما تبقى لي من عمري. لدي ما يثبت أن قيمة القروض لا تتجاوز 10 آلاف دينار فقط، ولكن كيف اسددها؟ هل لي بحل؟ هل اسددها من مبلغ الشئون الاجتماعية الذي لا يتجاوز 120 دينارا؟
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
العدد 2624 - الأربعاء 11 نوفمبر 2009م الموافق 24 ذي القعدة 1430هـ