90 دقيقة فقط هي التي ستفصلنا عن التأهل لنهائيات كأس العالم، فعلا هذا هو الواقع، إذ ستتجه أنظار كل البحرينيين عند الساعة 10:00 من صباح اليوم السبت بتوقيت البحرين (الثامنة مساء بتوقيت نيوزيلندا)، ناحية شاشات التلفزيون لمتابعة لقاء منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مع نظيره النيوزلندي والتي ستقام على إستاد ويستباك في العاصمة النيوزلندية ويلنغتون، وذلك في مباراة الرد ضمن الملحق النهائي المؤهل لنهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا 2010 والتي ستقام الصيف المقبل، مع العلم بأن لقاء الذهاب في البحرين والذي أُقيم يوم العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي قد انتهى بالتعادل السلبي ولذلك فإن مباراة اليوم مفتوحة على كل الاحتمالات.

ويحمل منتخبنا الوطني معه آمال كل الشعب البحريني نحو الصعود والتأهل الأول لنهائيات كأس العالم، وأيضا منتخبنا اليوم لا يمثل نفسه فقط بل أن كل الجماهير الخليجية والعربية ستقف بلقلبها مع منتخبنا في هذه المهمة، بل أيضا آسيا تتمنى تأهل منتخبنا الوطني كي يزداد التواجد الآسيوي في المونديال بعد تأهل منتخبات أستراليا، اليابان، كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، وبالطبع في حالة تأهل منتخبنا سيزيد ذلك من حظوظ القارة الآسيوية في الحصول على المزيد من المقاعد في المونديالات القادمة وأولها مونديال البرازيل 2014.

احتمالات التأهل

هنالك عدة سيناريوهات لتأهل أحد المنتخبين من الممكن حصولها اليوم، وسنبدأ بالفوز، إذ ان الفوز بأي نتيجة للفريق الفائز سيؤهله مباشرة نحو كأس العالم، بينما في حالة التعادل الإيجابي (غير التعادل بدون أهداف) مثل هدف لهدف، هدفين لهدفين، ......إلخ، فأنه يؤهل منتخبنا للنهائيات لأن حينها سيتم احتساب قاعدة الهدف في الخارج بهدفين، وهذا يعني أن منتخبنا يلعب بفرصتي الفوز والتعادل الإيجابي، بينما في حالة انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي فإن المباراة سيتم تمديدها لشوطين إضافيين وفي حالة استمرار التعادل السلبي فيهما فسيكون الحسم عبر الركلات الترجيحية، ولكن في حالة انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل بدون أهداف وفي الوقت الإضافي حصل التعادل بهدف لهدف أو هدفين لهدفين، .....إلخ فإن هذا الأمر وبحسب التعديل الجديد للفيفا يمنح منتخبنا فرصة التأهل لكأس العالم، إذ كان النظام السابق ينص على أن في حالة انتهاء مباراة الإياب في مثل مباراة اليوم بالتعادل السلبي فإن الوقت الإضافي لا يتم احتساب الهدف بهدفين فيه، لكن الآن الوضع تغير وبحسب تعديل جديد أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

أفضلية خارج الأرض!

من الملاحظ في مباريات منتخبنا الوطني ومنذ (التطور) الذي حصل في عام 2000 أنه يخوض أفضل مبارياته ويقدم أفضل مستوياته خارج أرضه، وهذا الأمر يُعطي جميع البحرينيين تفاؤلا كبيرا على أن (الأحمر) سيظهر بصورة فنية مميزة اليوم أمام النيوزيلنديين، خصوصا أن لقاء اليوم يُحدد مصيرنا في التأهل من عدمه وهذا الأمر بالتأكيد يجب أن لا يكون وسيلة ضغط على اللاعبين بل عاملا مساعدا ودافعا قويا على تحقيق الفوز، وهناك من يتشاءم بأن منتخبنا سيخسر كونه سيلعب على أرض الخصم وأمام حضور جماهيري كبير، إلا أن الأدلة على تفوق منتخبنا في الخارج كثيرة وآخرها مباراة الرد أمام السعوديين في الرياض وأمام 60 ألف متفرج يوم التاسع من سبتمبر الماضي في إياب الملحق الآسيوي المؤهل للمونديال، ويومها تعادلنا معهم بهدفين لهدفين لنتأهل لهذه المباراة، ولذلك نحن متفائلون بظهور منتخبنا بصورة فنية مميزة تساعدنا على تحقيق الانتصار وملامسة الحلم (القديم الجديد) والصعود للمونديال بأذن الله.

الحماس والروح القتالية

بالطبع، يجب أن يدخل منتخبنا مباراة اليوم وهو متسلح بالروح القتالية والحماس، وهي البوابة لتقديم مستوى فني رفيع يقودنا للحلم المونديالي إن شاء الله، وحتى لو لم يكن هنالك حضور فني قوي لمنتخبنا فأن الروح والحماس أحيانا يعوضان أي قصور فني، بينما في المقابل إذا قدمنا أداء جيدا بلا روح أو حماس فأن هذا الأمر لن يكون مجديا في تحقيق الفوز، ونجومنا لديهم الدافع القوي والقتالية الكبيرة للدفاع عن أسم بلادهم وهذا أمر تعودناه عليهم وهذا ما ننتظره منهم اليوم، وفعلا (شد الحيل يا ولد بلادي)!.

الأفضلية الفنية

كل من شاهد لقاء الذهاب بين المنتخبين يقر بأن منتخبنا الوطني يتفوق بمراحل عديدة على المنتخب النيوزيلندي من الناحية الفنية، لكن رغم ذلك فإننا لم نحقق الفوز عليهم، وأضعنا العديد والعديد من الفرص التي كانت كفيلة بخروجنا فائزين على الأقل بثلاثة أهداف نظيفة، لكن هذا الأمر يجب ألا يخدع لاعبينا، فالمنتخب النيوزيلندي ربما يستغل عاملي الأرض والجمهور ويظهر بصورة أفضل على ملعبه، وبالتالي يجب أن نكون حذرين في التعامل مع أجواء المباراة كي لا نقع في المحظور، وبالتأكيد احترام الفريق الخصم هو البوابة التي يجب أن تقودنا إلى الفوز، فالفريق النيوزيلندي ربما لم يكن في مستواه الحقيقي بالمباراة الأولى، لكن الآن الوضع مختلف ومباراة اليوم الفروق فيها ملغية ومن يستغل الفرص خلال الدقائق التسعين فسيحصل على بطاقة التأهل للمونديال بالتأكيد.

الطريقة والتشكيلة المتوقعة

من المتوقع ألا يخرج المدرب ميلان ماتشالا عن الطريقة التي خاض بها لقاء الذهاب في البحرين وهي 4-4-2، كونها ربما الأنسب للأحمر في هذه الفترة واللاعبون تعودوا عليها كثيرا، وهي طريقة متوازنة للغاية و (هضمها) كل لاعبي المنتخب، والتشكيلة المتوقعة للأحمر ستكون كالتالي: سيد محمد جعفر في المرمى وأمامه حسين بابا وسيد محمد عدنان وبالطرفين عبدالله عمر وفوزي عايش وطرفا الوسط محمد حبيل وسلمان عيسى وبالعمق محمود جلال ومحمد سالمين وفي الهجوم إسماعيل عبداللطيف وجيسي جون (حسين علي بيليه)، وهنالك عدة خيارات لماتشالا من الممكن استخدامها في أي وقت وخصوصا لاعب خط الوسط عبدالله فتاي، ولكن بغض النظر عن كل الأسماء التي ستخوض المباراة فإن كل لاعب سيحمل شعار الوطن في مباراة اليوم يجب أن يبذل كل ما لديه ويذود عن الشعار الأحمر، ومتى ما توحدت الجهود فالفوز سيكون حليفنا بأذن الله.

النيوزيلنديون يحلمون أيضا!

وعلى الجانب الآخر فإن المنتخب النيوزلندي يحمل آمالا كبيرة وأحلاما يتمنى تحقيقها بالتأهل الثاني للمونديال بعد مونديال 82 بإسبانيا، وربما هو يعتبر التأهل الأول للجيل الحالي الذي لم يشاهد منتخب بلاده يلعب في كأس العالم، ولذلك فإن الفريق الخصم سيبذل كل جهوده وسيحاول استغلال كل الإمكانيات المتاحة له من أجل التأهل للنهائيات، والفريق لم يظهر بالمستوى المطلوب في لقاء الذهاب بالبحرين لكنه نجح في الخروج بنتيجة التعادل التي ربما تُعطيه دافعا معنويا قبل لقاء اليوم، لكن حتى لو تطور أداء النيوزيلنديين فإننا نتمنى أن يكون أداء منتخبنا متطورا أيضا حتى نُخمد أي فورة منتظرة لهم، وأمامنا اليوم انتظار 90 دقيقة هي الأصعب والأهم في تاريخ الكرة البحرينية لنعرف هل سنكسر النحس ونُسجل الانجاز الأول لنا على صعيد المنتخب.