العدد 2626 - الجمعة 13 نوفمبر 2009م الموافق 26 ذي القعدة 1430هـ

الأحمر يتصدى للنيوزيلنديين بالانسجام والخبرة والسرعة... وتوقعات باستمرار طريقة الذهاب

قراءة فنية قبل موقعة الحلم المونديالي في استاد ويست باك

ويلنغتون - نيوزيلندا - الوفد الإعلامي 

13 نوفمبر 2009

مواجهة اليوم الشعار الأبرز للفريقين فيها نحو تحقيق حلم التأهل الأول لمنتخبنا الوطني والثاني للمنتخب المستضيف سيكون زيارة الشباك وتسجيل الأهداف، حيث يتطلب التأهل الوصول لهذا العامل الأبرز، وخصوصا بعد أن أسدل الستار على مواجهة الذهاب في البحرين سلبا من دون أهداف.

نتيجة مباراة الذهاب حتمت وفرضت على مباراة اليوم أن تكون هجومية من الطرفين كون كل منتخب يسعى للوصول إلى شباك الآخر، في حين أن الحذر هو الآخر سيكون طاغيا على أداء المنتخبين بكل تأكيد.

ولا شك بأن منتخبنا الوطني سيحمل على عاتقه العبء الأقل في هذه المباراة من حيث نصيب الأهداف، فكل هدف لمنتخبنا سيعادل هدفين لمنتخب نيوزيلندا، في حين أن المنتخب النيوزيلندي لن يتحصل على الراحة إلا إذا وجد النتيجة تصب في صالحه بفارق هدفين أو أكثر.

النوايا الهجومية للمنتخبين في مباراة اليوم تتطلب عملا فنيا وتكتيكيا بحتا من قبل المدربين التشيكي ميلان ماتشالا (البحرين) والنيوزيلندي ريكي هربرت (نيوزيلندا)، ومن المؤكد بأن مباراة الذهاب منحت المدربين صورة أكبر من الوضوح حول مكامن القوة والخطورة بالإضافة إلى مواطن الضعف والقصور في الفريق الآخر.

أسلحة عديدة مخفية سيستخدمها كلا المدربين في مباراة اليوم، وتحديدا في العوامل الفنية والتكتيكية داخل الملعب من حيث طريقة اللعب والأسلوب التنظيمي والأداء الجماعي، في حين أن هنالك أوراق مكشوفة متمثلة في العناصر التي سيبدأ بها كل مدرب.

ويمكن أن يطلق على مواجهة اليوم بأنها الشوط الثاني والحاسم لذا فإن الكلمة ستكون للمدربين بشكل أكبر في رسم السياسة الأنسب للوصول لهدف الفوز، على الرغم من أن للاعبين دورا بارزا هو الآخر في الوصول للمبتغى المنشود.

وإذا ما تمت المقارنة بين المنتخبين فإن الأفضلية تصب في صالح الأحمر في عوامل محددة، في حين أنها ترجح كفة النيوزيلنديين في عوامل وأمور أخرى.


توقعات بطريقتين متشابهتين كلقاء الذهاب

الحوار الكروي بين الفريقين داخل المستطيل الأخضر قد يكون مكشوفا إلى حد بعيد وتحديدا في طريقة اللعب التي سينتهجها كل منتخب ومدرب، فمن جانبه فإن مدرب منتخبنا ميلان ماتشالا يتوقع أن يتمسك بطريقته المعهودة 4/4/2 للحصول على التوازن المطلوب في هذه المباراة وخصوصا من الجانب الهجومي.

في المقابل فإن المنتخب النيوزيلندي هو الآخر يتوقع أن يخوض مباراة اليوم بذات الأسلوب الذي طبقه في مباراة الذهاب عبر تكثيف عدد اللاعبين في منتصف الملعب باللعب بطريقة 4/3/2/1 مع تكليف اللاعبين المتواجدين أمام لاعبي الوسط وخلف الهاجم الوحيد بالقيام بأدوار إضافية أبرزها سرعة التنقل بدون كرة لتأمين الناحية الدفاعية من جانب والهجومية من جانب آخر.

هاتان الطريقتان تحتمان على منتخبنا الوطني وتحديدا لاعبي الخط الهجومي بضرورة التواجد في فترات في منتصف الملعب من أجل خلق التوازن، في المقابل فإن المنتخب النيوزيلندي سيكون متحسبا للهجوم المعاكس من منتخبنا والذي قد يخلق أفضلية لمنتخبنا في الجانب العددي خلال تطبيق الهجمة.


15 دقيقة ستحدد شكل المواجهة

بكل تأكيد فإن الحذر سيكون طاغيا على أداء الفريقين في الدقائق الأولى من عمر المباراة، إذ سيتحسب كل طرف للهدف المبكر الذي قد يلج مرماه، فمنتخبنا الوطني سيحاول امتصاص حماس النيوزيلنديين سواء اللاعبين أو الجماهير من أجل تسيير المباراة للسلبية حتى انتصاف الشوط، في حين أن المنتخب النيوزيلندي لن يستعجل الهجوم تحسبا لهدف مباغت قد يصعب ويعقد مهمته.

لذا فإن الربع ساعة الأولى (15 دقيقة الأولى) ستحدد وبشكل كبير هوية وشكل المباراة، ففي حال استمرار السلبية فإن الأداء سيتدرج نسبيا للأفضل من حيث النواحي الهجومية، في حين أن الهدف المبكر من أي جانب سيضع المباراة على صفيح ساخن منذ لحظة الهدف وسيحولها لمباراة هجومية دون تحفظات.


الأحمر وأربعة عوامل رئيسية

قد تكون العوامل التي يمتلكها منتخبنا الوطني للفوز في مباراة اليوم كثيرة ولكن يمكن حصر أفضلها لتصل إلى 4 عوامل رئيسية بارزة لدى لاعبي الأحمر يجب الاستفادة منها لتحقيق هدف التأهل.

العامل الأول متمثل في أهمية استثمار الانسجام الكبير الذي تحظى به مجموعة اللاعبين في تشكيلة منتخبنا الوطني، كونهم يلعبون إلى جانب بعضهم من فترة طويلة، كما أنهم خاضوا مباريات كثيرة في استحقاقات مختلفة منحتهم الانسجام والتأقلم والتفاهم بشكل كبير.

العامل الثاني متمثل في ضرورة استغلال سرعة الأداء عبر تطبيق أسلوب اللعب السهل والبسيط المعتمد على التمرير القصير والسريع وضرب الخط الدفاعي لمنتخب نيوزيلندا عبر الكرات البينية.

أما العامل الثالث فيكمن في قوة منتخبنا من الطراف الأيمن بوجود عبدالله عمر والأيسر بوجود سلمان عيسى عبر السرعة التي يمتلكها كلا اللاعبين والتي يجب وضعها في عين الاعتبار كون المواجهة تتطلب الاختراق من الأطراف والذي يعتبر الحل الأمثل لكسر الجدار الدفاعي النيوزيلندي.

العامل الرابع والأخير متمثل في قدرة منتخبنا الوطني على استغلال واستثمار الكرات الثابتة حول مشارف المنطقة كون الأحمر يجيد التسجيل منها وذلك ما اتضح من خلال مشواره في التصفيات، مع ضرورة التركيز على التسديد الأرضي نظرا لقوة الحراسة في المنتخب النيوزيلندي وتحديدا في الكرات العالية والمرتفعة.


أسلحة الفوز للفريق الأبيض

على الجانب الآخر فإن المنتخب النيوزيلندي يمتلك عوامل إيجابية يجب على لاعبي منتخبنا إدراكها جيدا ولعل في مقدمتها سلاحي الأرض والجمهور (اللاعب رقم 12) بالإضافة إلى التعود على الأجواء الباردة، ويمكن التغلب على هذه العوامل، إذ إن لاعبي الأحمر يجيدون التعامل في المباريات الجماهيرية نظرا لخبرتهم الواسعة، كما أن الأجواء لن تكون مؤثرة لحد كبير كون الأمطار يتوقع أن تبتعد عن مدينة ويلنغتون هذا اليوم.

ولكن على الجانب الآخر فإن أبرز سمات المنتخب النيوزيلندي متمثلة في القوة الجسمانية التي تفوق قوة لاعبي منتخبنا، بالإضافة إلى التفوق في الكرات العالية نظرا لطول قامة لاعبي المنتخب النيوزيلندي، وكذلك صلابة الخط الدفاعي وحراسته بوجود اللاعب المخضرم والقائد رايان نيلسن ومن خلفه الحارس مارك باستون.


الإسناد الهجومي والدفاعي مطلوب

يتطلب من لاعبي وسط منتخبنا الوطني في مباراة اليوم القيام بدورهم على أكمل وجه كونهم سيمثلون الحلقة الأصعب في المباراة، فالقيام بالواجبين الدفاعي والهجومي مطلب مهم للغاية وخصوصا في ظل أهمية المباراة وحساسيتها.

عدم إغفال دور على آخر هو الأمر الواجب الحذر منه، مع ضرورة التركيز على تناوب الأدوار بين اللاعبين في المهمتين الدفاعية والهجومية.


الحذر من البطء الدفاعي

لعل من الهفوات التي وقع فيها لاعبو منتخبنا الوطني في مباراة الذهاب أمام نيوزيلندا كانت البطء الذي وقع فيه لاعبو خط الدفاع في تمرير الكرة على النحو القصير أو الطويل، إذ يتطلب من المدافعين في مباراة اليوم تسريع عملية اللعب في الخط الخلفي من أجل عدم منح النيوزيلنديين الفرصة لتشكيل عملية الضغط في منتصف ملعبنا، أو قطع الكرات في الثلث الأخير من الملعب.

وعلى الرغم من أن منتخبنا وقع في بعض الهفوات المتمثلة في البطء الدفاعي إلا أن الدفاع كان حاضرا في أكثر من مناسبة.

وعلى النحو الآخر فإن المنتخب النيوزيلندي يعتمد على قيادة نيلسن لخط الدفاع، ومع ذلك فإن خط دفاع المنتخب النيوزيلندي يعاني من مشاكل كثيرة وخصوصا على مستوى الأطراف.


الأوراق الرابحة

بما أن مواجهة اليوم ستكون حاسمة ومصيرية ولابد فيها من فائز ومتأهل وحيد فإن ذلك يقودنا إلى التأكد بأن عملية تجهيز الأوراق الرابحة تعتبر عملية مهمة جدا لمدربي المنتخبين، وخصوصا لاستخدام هذه الأوراق في وقت المباراة في أي حال من الأحوال.

من جانب منتخبنا فإن ماتشالا يمتلك عددا من الأسماء، ولعله سيركز على الأسماء الهجومية أكثر من الدفاعية لأن المباراة تتطلب هدفا على أقل تقدير لمنتخبنا.

أما المنتخب النيوزيلندي فهو الآخر سيجهز دكة بدلائه من أجل الدفع بأي لاعب في المباراة، ولعل اللاعب روري فالون أبسط مثال على ذلك فقد شكل خطورة بدخوله في مباراة الذهاب الماضية كلاعب بديل.

العدد 2626 - الجمعة 13 نوفمبر 2009م الموافق 26 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً